“,”دراج“,”: لا يستطيع أحد تضليل المصريين والعبث بفكرهم المغازي: المصريون أثبتوا أنهم أفضل شعوب الأرض بهاء الدين شعبان: المصريون أثبتوا للعالم أنهم شعب واع ومتحضر عكاشة : التجربة أثبتت صحة كلام عمر سليمان “,” الشعب المصري غير مؤهل للتجربة الديمقراطية“,” ،مقولة قالها الصندوق الأسود لمصر ، الجنرال الراحل ،عمر سليمان ، إبان ثورة ال25 من يناير ، واستقبلها قادة الرأي و من ورائهم جموع الشعب المصري – حينها - بغضبٍ و سخطٍ كبيرين . و رحل “,”سليمان“,” إلى خالقه و ظلت الجماهير المصرية في طريقها نحو الديمقراطية بدءً من سقوط مبارك و مرورًا بالمرحلة الانتقالية بقيادة المجلس العسكري إلى أن اختارت الإرادة الشعبية “,”مرسى“,” رئيسًا للبلاد و انتهاءً بعزله وإعلان دولة عدلي منصور المؤقتة – لتثبت هذه الجماهير عملياً صدق مقولة الجنرال من عدمه. و في غضون ذلك كله مرت البلاد بنوبات مختلفة من العنف و الفوضى و التي كانت تقتضى في كل نوبة منها إعلان حالة الطوارئ في البلاد و الذى من المتعارف عليه دولياً أنه لا يتم فرضها إلا في ظروفٍ استثنائية تستدعى ذلك من أجل استعادة الأمن و لملمة الفوضى العارمة قبل سيادتها ، فهل أثبتت الأيام على مدار أكثر من عامين صحة تبنى “,”عمر سليمان“,” أم أن القائمين على إدارة البلاد هم من يفتقرون إلى الوعى الذى يؤهلهم من تجاوز الصعاب بأقل الخسائر الممكنة دون الزج بالشعب ليكون طرفاً في الصراع؟ سياسيون يرون أن قيام الشعب المصري بثورتين خلال عامين هو إثبات عملي لتحليه بقدرٍ عالٍ من الوعى و المسئولية إلا أن الدوامة المفزعة التي ندور فيها خلال هذين العامين يسأل عنها ولاة أمور البلاد في كل فترة من الفترات المتعاقبة منذ خلع “,”مبارك“,” و حتى الإعلان عن دولة عدلي منصور “,”المؤقتة “,” قال الدكتور أحمد دراج القيادي السابق بحزب الدستور إن مشكلة الوعى لا يمكن بأي حال إلصاقها بالشعب المصري الذى أثبت على مدار أكثر من عامين أنه لا سبيل لتضليله أو العبث بفكره و تطلعاته لكننا نستطيع أن نجزم بانتفاء صفة الوعى عن كل من تُوكل إليه إدارة شئون البلاد ليس منذ عامين فقط و إنما من قبل ذلك بكثير، معللاً ذلك بأن من يقومون على إدارة شئون البلاد يتعاملون مع الشعب المصري أنه شعب جاهل و غير واعى و بالتالي لا يحسنون الإدارة. و أضاف القيادي السابق بحزب الدستور ، أنه ومع ارتفاع نسبة الأمية عند الشعب المصري و تراجع مستوى التعليم إلا أن الشعب المصري أثبت أنه قادر على الاختيار من بين المعطيات المختلفة و قد نجح في ذلك باختياره لعزل نظام الإخوان الفاشل بعد عامه الأول و هو ما لم يفعله شعب أخر مثقف و واعى و على درجة كبيرة من التقدم و الازدهار ،لافتاً إلى أن الشعب المصري ثار ضد جماعة الإخوان بعد أن كشف حقيقتها و قام بتعريتها على الملأ مثبتاً أنهم فاسدون بالأصل و لم يكن خلافهم مع الأنظمة السابقة خلاف على مبدأ فهم كانوا لا يمانعون من بقاء الأنظمة الفاسدة مع ضمان مشاركتهم في هذا الفساد. و لفت دراج إلى أن الشعب المصري أثبت من خلال تجربتيه في ثورتي 25 يناير و 30 يونيو أنه يستطيع التمييز بين الصالح و الطالح من الحكام و هي ميزة لا يتميز بها كثير من الشعوب التي تدعى الوعى و الثقافة و الحضارة ، مشيراً إلى أن ما يحدث الآن في البلاد يسأل عنه جماعة الإخوان التي استدرجت البلاد إلى مستنقع من العنف و الفوضى و ساعدها في ذلك بطء القرار السياسي و تحليه بالصبر أكثر من اللازم . وقال الدكتور عبدالله المغازي البرلماني السابق و أستاذ القانون إن الشعب المصري بطبيعته شعب واع، و لم تقف الأمية حائلًا بينه و بين إلمامه بشئون حياته السياسية و الاجتماعية ، لافتاً إلى أن القائمين على شئون البلاد هم من يفتقرون إلى الوعى الذى يدفعهم لحسن الإدارة بتفعيل القانون. و أشار المغازي، إلى أن نظرية التعميم مجحفة فمن يقومون بأعمال شغب وعنف و فوضى في البلاد الأن و على مدار عامين لا يمكن بأية حال أن نصفهم بالمصريين أو الشعب المصري ، مشيراً إلى أن الشعب المصري الواعي الذى أعنيه هو من خرج في شكل حضاري غير مسبوق بأعداد ضخمة في 30 يونيو لإسقاط نظام الإخوان الذى ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه نظام عميل و خائن ولا يعمل لمصلحة البلاد تلك التظاهرات التي و رغم أعدادها الضحمة لم تشهد حالة تحرش أو سرقة واحدة سواء في ميدان التحرير أو الاتحادية أو غيرها من ميادين مصر المختلفة . و طالب، أستاذ القانون، مؤسسات الدولة بضرورة العمل من أجل سيادة القانون الذى يعتبر طوق نجاة المصريين جميعا في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، لافتاً إلى أن القوانين هي من تحدد للمواطنين الطريق الذى ينتهجونه و ليس العكس لذلك يجب سن قوانين صارمة للحفاظ على مؤسسات الدولة و مواطنيها و ذلك بتعليق لافته كبير على أقسام الشرطة و دواوين المحافظات و دور العبادات يكتب عليها “,”ممنوع التعدي بتجاوز مسافة معينة“,” و من يخرق القانون لابد من محاسبته و ردعه لكى يكون عبره لغيره من الخارجين عن القانون . وقال أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب الاشتراكي المصري : إن الشعب المصري أثبت للعالم بأسره أنه شعب واعى ، و ناضج بدرجة كبيرة ، معللاً ذلك بأنه لا يوجد شعب على وجه الأرض قام بثورتين ضد نظامين مختلفين خلال عامين مثلما فعل ، متابعًا ، لعل خروج جموع المصريين بصورة غير مسبوقة في 30 يونيو جاء لتوثيق لهذا الوعى الجماهيري الذى أبى أن يكمل محمد مرسى فترة رئاسته بعد أن ثبت عدم استطاعته لذلك و أخذه للبلاد نحو منحدر اقتصادي و أمنى و اجتماعي لا سبيل للنجاة منه. و أضاف بهاء الدين، قائلًا : إنني أراهن على وعى الشعب المصري الذى أتى بمحمد مرسى رئيساً تفعيلاً للديمقراطية و أسقطه إعمالاً للشرعية الشعبية فالشعب الألماني المتحضر الواعي الذى أنجب“,” بيت هوفن“,” و “,”هيجل“,” و أنتج أول سيارة “,” مرسيدس“,” في العالم هو نفسه الذى اختار “,”هتلر النازي“,” رئيساً له و لست أرى في ذلك عيباً ، إنما العيب في عدم الاستفادة من التجارب التي تفرزها لنا الديمقراطية. و حول ما إذا كان الشعب المصري الواعي – كما وصفه- صاحب دور فيما وصلت إليه الأمور من تطورات سلبية قال شعبان: المسئول عن إشاعة الفوضى و العنف في البلاد هم قلة قليلة لا يمكن بأي حال من الأحوال تسميتها بالشعب المصري و السبب في توحش هؤلاء و ارتكابهم جرائم في حق الشعب و البلاد هدى السلطات التي لا تحكم قبضتها عليهم و لا تضع حداً لما يقومون به من انتهاكات لذلك إنني أرى أن فرض حالة الطوارئ التي أعلنتها القوات المسلحة في المحافظات الملتهبة هو حل سليم مئة بالمئة في سبيل القضاء على هذه البلطجة السياسية و الجماهيرية التي تنتهجها الجماعة و أنصارها . وأكد العقيد خالد عكاشة الخبير الأمني ، أن مقولة الجنرال الراحل عمر سليمان القائلة :“,”إن الشعب المصري غير مؤهل للتجربة الديمقراطية “,” أثبتت الأيام خلال العامين السابقين – صحتها- معللًا ذلك بأن رجل في حجم عمر سليمان كان على دراية و علم كاملين بحقيقة بواطن الأمور ،التي كان العامة يجهلونها حينها. و أضاف عكاشة أن الرأي العام و الإعلام حينها استقبل كلمات “,”سليمان“,” على أنها إتهام موجه إلى الشعب المصري للنيل منه، و التقليل من وعيه و هذا غير صحيح بالمرة ،قائلًا : إن رجل كعمر سليمان حينما يتحدث عن أن مازال الوقت مبكراً على الشعب المصري كي يدرك و يتعامل مع التجربة الديمقراطية فإنه يستند إلى معلومات أمنية شديدة العمق، نظراً لأن وجه التصريحات تقاس على قائلها ،و “,” سليمان“,” كان رجل مخابرات كل تصريحاته و مواقفه كانت مبنية بالأساس على معلومات يقينية لا مجرد افتراضات لا أساس لها. و أشار الخبير الأمني ، إلى أن الحالة التي وصل إليها المجتمع المصري من تغول نسبة الأمية و بلوغها أقصى حد بين الدول المماثلة لمصر و التراجع الثقافي بين فئة المتعلمين و انخفاض مستوى التعليم هي ما أثبتت أن الشعب المصري مازال في حاجة للعمل على قدم و ساق حتى نستطيع أن نصفه بالمجتمع الواعي القادر على الاختيار و العمل في بيئة ديمقراطية سليمة . و حول ما إذا كانت القوانين الاستثنائية كقانون الطوارئ حلا يمكن اللجوء إليه لمواجهة الفهم الخاطئ من بعض الجماهير للحرية و الديمقراطية و بالتالي استغراقها في أعمال العنف و الفوضى قال ,عكاشة, أنا ضد أية قوانين استثنائية كقانون الطوارئ و أفضل أن يكون التعامل مع الخارجين عن القانون والمخربين وفقاً لإجراءات قانونية طبيعية كالتعامل وفقاً لقانون العقوبات و أمام القاضي الطبيعي مع الأخذ في الاعتبار أنه لا بديل عن ضرورة إجراء خطوات إصلاحية بهذا الشأن و هو السبيل ربما الأوحد لسيادة القانون و القضاء على الخارجين عنه بشكل حاسم و قاطع .