كأنها كانت تنتظر لحظة انتصار الثورة في مصر.. فاحتلت الحدث الصفحات الأولى لصحف بريطانيا. جاءت عناوين الصحف على النحو التالي: ديلي تلجراف : أخيرا.. مبارك ينهار أمام سلطة الشعب، الجارديان: فجر جديد في مصر. التايمز: تاريخ يبزغ ( في مصر ) .. فايننشيال تايمز: مبارك يكنس من السلطة. الإندبندنت : خروج طاغية .. فرحة أمة. في افتتاحية، اختارت لها عنوان: فجر مصر الجديد، قالت ديلي تليجراف :إن سقوط رئيس أقوى وأكبر دولة عربية حدث مهم للغاية. لكنها قالت إنه من الصعب فهم أو توقع عواقب مثل هذا الحدث على بلد كان يعيش في ظل نظام الطوارئ منذ عام 1981. وتتوقع ديلي تليجراف أن يثير ما حدث في مصر بالإطاحة بمستبد طال حكمه، بعدما حدث للرئيس التونسي زين العابدين بن على، الرعب في عواصم المنطقة ومنها في إسرائيل. وتنبأت الصحيفة بألا يكون الانتقال السلمي للسلطة في مصر إلى ديمقراطية سهلا أو سريعا. وقالت إنه لاشك في أن ما يلقى ترحيبا باعتباره انتصارا لقوة الشعب المصري ليس سوى استيلاء للجيش على السلطة في حقيقته. ومع ذلك قالت ديلي تليجراف إن أحداث الجمعة قد تكون بداية لأزمة تعيشها مصر وليس نهاية لها. وتصور ديلي تلجراف واحدة من اللقطات ذات المغزي في ثورة 25 يناير بالإشارة إلى الروح الوطنية التي سادت الثورة. وقالت إن المسلمين والمسيحيين وقفوا فيها جنبًا إلى جنب، ولم يرفع فيها إلا العلم المصري المعبر عن وطن واحد. وقالت إن مصير مبارك لن يمر مرور الكرام على جميع الديكتاتوريين الآخرين في العالم العربي وخارجه. في صحيفة الاندبندنت، تقرير كتبه روبرت فيسك، من القاهرة، عنوان: رحيل طاغية وفرحة شعب. ويختار فيه لقطة معبرة لحد كبير عما حدث في مصر مساء انتصارالثورة. ويقول إنه " فجأة انفجر الجميع بالغناء، والضحك، والبكاء. وركع الكثيرون يقبلون الأرض، بدأ البعض بالرقص والبعض شكر الله على تخلصه من الرئيس. وأشار التقرير إلى أن مبارك عندما قرر الرحيل سلم السلطة إلى الجيش وليس لنائبه. ويشير فيسك إلى أحد الاسباب الكامنة وراء غضب المصريين من النظام السابق منذ سنوات. ويقول إن : العرب الذين يضطهدهم الغرب ويعاملهم كثير من الإسرائيليين الذين يفضلون بقاء مبارك كمتخلفين وجهلاء، هبوا وتخصلوا من الخوف وطردوا الرجل الذي يحبه الغرب ويعتبره زعيما معتدلا. أما افتتاحية الصحيفة نفسها ،فتتساءل عن الخطوة المقبلة. وتقول إن على الجيش المصري أن يسلم السلطة للشعب. وتشير إلى أن تسلم الجيش المصري السلطة مؤقتا يثير ما تصفه الصحيفة بشعور بالقلق وعدم اليقين. وقالت إن الجيش لعب دور الوسيط الخير في الأحداث، ورفض استخدام العنف ضد الشعب، وامتنع حتى عن التدخل في مجريات الثورة. وتتوقع الصحيفة أن تعتمد الحقبة اللاحقة لرحيل مبارك على الجيش قدر اعتمادها على الشعب. وتمضي إلى القول بأن الجيش سيلتزم، في أفضل الأحوال ، بالمطالب التي ثار من أجلها الشعب، وسيلغي قوانين الطوارئ، ولكن التجارب تعلمنا أن المؤسسة العسكرية قد تحتفظ بالسلطة التي حصلت عليها، وهنا يأتي دور الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والذي دعموا الثورة من الخارج. افتتاحية الجارديان حول ثورة مصر المنتصرة ، حملت عنوان : عالم عربي جديد وشجاع. وتقول إن ثلاثين عامًا من الديكتاتورية انقضت خلال 30 ثانية. وهذه الثواني هي الفترة التي استغرقها بيان عمر سليمان وأعلن فيه تخلى مبارك عن السلطة وتسليمها إلى الجيش. وتقول الجارديان إنه بعد 18 يومًا من الاحتجاجات المتواصلة قاوم خلالها الشباب المعتصمون في ميدان التحرير كل الوسائل التي تصدى بها نظام يترنح لهم مثل البلطجة والرصاص والاعتقالات وقطع خدمات الإنترنت والهاتف وملاحقة وسائل الإعلام، ورغم كل ذلك استطاع الشعب المصري أن يوصل صوته. وتعتبر الصحيفة إن ما حدث مساء الجمعة وقبله أعاد ترسيخ مكانة مصر قائدة للعالم العربي والشعب المصري كشعب يتمتع بقيم محترمة في العالم.