يعد جمال الغندور من أفضل الحُكام في تاريخ الرياضة المصرية والعربية، هو الوحيد الذي حكم في كأس العالم وبطولات الأمم الأوروبية والآسيوية والأفريقية، تاريخه حافل بالإنجازات والنجاحات. اختص الغندور "البوابة نيوز" بحوار خاص، رغم وجوده في أحد فنادق شرم الشيخ مع أسرته الصغيرة لقضاء إجازة نصف العام، وإلى نص الحوار.. بداية.. ما تقييمك لأداء الحكام خلال الفترة الماضية وتحديدًا منذ تولى عصام عبدالفتاح رئاسة اللجنة؟ - التحكيم جيد بشكل عام، ولكني أعيب على عبدالفتاح عدم الدفع بحكام صِغار السن لتجهيزهم خلال المرحلة المقبلة، واذا تكلمنا بلغة الأرقام فنجده نجح بنسبة 60%. وما تقييمك لطاقم التحكيم الفرنسي الذي أدار مباراة القمة؟ - الأهلي والزمالك يعانيان من عقدة الخواجة، فالطاقم الفرنسي سواء حكم الساحة أو الحكم المساعد، ارتكب 53 خطأ تحكيميا خلال المباراة، منها أربعة أخطاء كارثية، وعموما كنت أتمنى أن يُدير المباراة حكم مصري، وتحديدا محمود عاشور. ما رأيك في حكام بطولتي آسيا وأفريقيا؟ - التحكيم الآسيوي بشكل عام أفضل بكثير من الأفريقي، وتبقى الأخطاء التحكيمية واردة بنسبة 10% وفقا لإحصائيات الاتحاد الدول لكرة القدم "فيفا"، ولكن ما حدث في مباراة غينيا وتونس في دور الثمانية لبطولة أفريقيا "فضيحة". بعض المسئولين في اتحاد الكرة يرفضون تحليل أداء الحكام خلال مباريات الدوري.. ما تعليقك؟ - نعم.. قرأت تصريحات على لسان عصام عبدالفتاح ينتقدني بشكل خاص، وفكرة التحليل بشكل عام، وردي على ذلك "الله يرحم"، فهو كان يقوم بتحليل أداء التحكيم منذ أكثر من 4 مواسم. هل تفكر في خوض انتخابات اتحاد الكرة المقبلة؟ - هذا الكلام سابق لأوانه ولن أفكر في الأمر في الوقت الحالي. هل تقبل منصب رئيس لجنة الحكام في ظل وجود عصام عبدالفتاح؟ - بالفعل كنت قريبا جدا من ذلك المنصب خلال الفترة الماضية بعدما تلقيت بعض الاتصالات من مسئولين بالجبلاية على خلفية أزمة عبدالفتاح مع المجلس بعد قرار مجلس الجبلاية باستقدام حكام أجانب لإدارة مباراة القمة وما تبعها من استقالة لجنة الحكام الرئيسية، وقمت بالاتصال بعبدالفتاح ورحب بشدة ولكني اقتنعت بضرورة الاستمرار على أن أتولى مسئولية الحكام بداية من الموسم المقبل. هل ستكون رئيسا للجنة الحكام بداية من الموسم المُقبل.. وما أول قرار ستتخذه في حال توليك المنصب؟ - إن شاء الله، وأول ما أفكر فيه هو أن أمد يدي للجميع واطالب رموز التحكيم وعلى رأسهم محمد حسام وأحمد الشناوي بمساندتنا والوقوف خلف الحكام لنعود مرة أخرى إلى سابق عهدنا، وأن ننظر إلى المصلحة العامة للحكام وليس لأية مصالح شخصية، إضافة إلى علاج مشاكل الحكام وتثقيف المراقبين والتعاقد مع مدربي اللياقة البدنية، وتعديل بدلات الحكام، والاستعانة بحكام صغار السن، ورفض قدوم أي حكم أجنبي لإدارة مباراة في الدوري أو الكأس. ما أسباب تراجع التحكيم المصري في المحافل الدولية؟ - لك أن تتخيل أن عددا كبيرا من حكامنا أخفقوا في اختبارات اللياقة البدنية دوليًا وأفريقيا رغم أن نفس الأسماء نجحت في اختبارات كوبر في الدوري المصري، وهو ما يعنى وجود عوار في اختباراتنا وفشل ذريع للحكام الدوليين، وعدم إسناد أية مباريات ودية أو رسمية دولية لحكامنا بعد أن كنا على رأس الحكام المطلوبين أفريقيا وعربيا، وسوء سمعتنا في الاتحاد الدولي لكرة القدم لتراجع أدائنا. هل يتوقف الأمر على النواحي الفنية والبدنية فقط؟ - هناك أيضًا نواح أخلاقية، وأقصد هنا ما حدث في موقعة "السعيدية" الشهيرة، عندما حضر عدد من حكام الصعيد إلى اختبارات كوبر التي أقيمت في مدرسة السعيدية منذ موسمين لتأييد الحكم حمدي شعبان في اختبارات الإعادة، وحضر في الجانب الآخر حكام من بحري لمساندة الحكم أحمد أبو العلا، وحدثت مشادات وتراشق بالألفاظ في واقعة أساءت للتحكيم المصري، ويدل على ما وصل إليه التحكيم قبل أن نتولى المسئولية سواء العلاقة السيئة أو أن يتحول التحكيم إلى "ميليشيات" استخدموا فيها "السنج" والأحذية. الأهلي.. هل يتعرض لظلم تحكيمي؟ - الأهلي لا يتعرض لظلم تحكيمي، وأعتقد أن الأهلي فاز في مباراتي القمة اللتين أدارهما حكمين مصريين، ونفس الأمر بالنسبة للزمالك فهو أيضًا لا يتعرض لظلم. وهل تؤثر عودة الجماهير على أداء الحكام؟ - لا أتمنى هذا، ولكن بعض الحكام قليلو الخبرة ممكن أن يتأثروا بذلك، لذلك كنت أتمنى أن يأخذ الحكام الصغار فرصة في ظل عدم وجود جماهير. ما طموحاتك للتحكيم المصري خلال الفترة المقبلة؟ - مصر تمتلك حكاما جيدين للغاية، ولكن نقص الإمكانات هو السبب في عدم تمثيل حكام مصر في المحافل الدولية، وأتمنى صناعة جيل جديد من الحكام على أعلى مستوى حتى يعود التحكيم المصري إلى المحافل الدولية.