أكد الدكتور عصام خميس، رئيس مجلس إدارة مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية ببرج العرب، أن الصناعة المصرية لن تحقق الطفرة المطلوبة إلا بالاستعانة بإنتاج العقول المصرية، مبينّا أهمية الشراكة فى المشاريع ذات الطابع التنموى التى تخدم المشاريع القومية واحتياجات الدولة والعمل على تحفيز المشاريع والأبحاث القابلة للتطبيق الصناعى، بحيث تساهم فى حل بعض مشاكل المجتمع التكنولوجية من خلال بيوت الخبرة المصرية ومدينة الأبحاث العلمية نموذج لتقديم خدمات البحوث والتطوير والاستشارات الفنية لجميع هيئات الدولة. جاء ذلك خلال استقبال المدينة للواء مصطفى هدهود، محافظ البحيرة، والكيميائى سعد أبوالمعاطى رئيس مجلس إدارة شركة أبوقير للأسمدة، والمهندس أحمد إبراهيم رئيس جهاز برج العرب نائبّا عن محافظ الإسكندرية، للوقوف على أحدث الأبحاث العلمية القابلة للتطبيق فى المشروعات التنموية للمجالات المشتركة. وقد استعرض الدكتور خميس خلال عددا من الأبحاث التطبيقية، منها "دراسات حول المعالجة الحيوية للنفط وتطبيق تقنيات مختلفة لتحسين إزالة النفط"، والذى يهدف إلى عزل أنواع من الكائنات الحية الدقيقة التى لها قدرة عالية على تحلل مكونات زيت البترول الخام لتكييف هذه الكائنات الدقيقة فى البيئة وعلاجها باستخدام مياه البحر المتوسط الطبيعى لاستهلاك النفط إلى أقصى حد، موضحّا أن هذا المشروع سيتمكن من مد الصناعة المصرية بالكائنات الدقيقة المحملة على حامل مناسب لتنظيف البيئة من المخلفات البترولية وخاصة البحار والشواطئ الملوثة بالبترول، بالإضافة إلى إمكانية استخدامها لمعالجة المخلفات الصناعية. وأشار خميس إلى التعاون العلمى بين المدينة وهيئة الفضاء الألمانية لصناعة المولدات الكهربائية والمبردات الدقيقة، وهى تكنولوجيا جديدة لإنتاج الكهرباء من فروق درجات الحرارة البسيطة باستخدام مواد كهروحرارية ذات سمك نانومتري، موضحّا أن المدينة قامت بتصنيع نموذج أولى من تلك المواد وجارى اختباره، إضافة إلى تحضير السيليكا واستخدامها فى فصل بعض المركبات البترولية، وعلى سبيل المثال، دخول الهكسان السائل وخروجه على هيئة غاز بروبان ويعود ذلك بالاستفادة من سهولة نقل السوائل عن الغاز وتحويلها لغاز فيما بعد. كما استعرض عددا آخر من الأبحاث العلمية منها "تخليق وتوصيف الفضة النانومترية بطريقة بيولوجية من بكتيريا تم عزلها"، و"إزالة أيونات الكادميوم من محاليل مخلقة باستخدام بوليمر نانومترى باسم بولى جلسريل ميث الكيريت وعمل دراسة كيناتيكا واتزان عملية التبادل الأيونى"، و"دراسة كيناتيكا واتزان وحرارية إزالة الصبغة الحمراء النشطة باستخدام متراكب حيوى من قشر البيض". وقال خميس: إنه نظرّا لخطورة تواجد الأصباغ والمعادن الثقيلة والعوالق والميكروبات كملوثات فى المسطحات المائية على صحة الإنسان قامت المدينة بإجراء عدد من الأبحاث على هذه الملوثات للتخلص منها باستخدام تكنولوجيا النانو فى تحضير مبادلات أيونية جديدة ذات أبعاد نانومترية سواء كانت عضوية أو غير عضوية، ووجد أن المبادل الأيونى العضوى وغير العضوى النانومترى ذات كفاءة عالية للتخلص من أيونات الكادميوم الموجودة فى مياه الصرف الصناعى عن طريق عملية التبادل الأيونى. وأوضح أن علماء المدينة قاموا بتحضير مادة مازة متقدمة رخيصة الثمن من مخلفات قشر البيض مع خليط من المواد البوليمرية فى صورة كريات صغيرة للتغلب على المشاكل الناجمة عن معالجة مياه الصرف الصناعى وتميزت الكريات المحضره من المتراكب الحيوى بكفاءة عالية على إزالة الأصباغ من المياه الملوثة بنسبة 60% من تركيز أيونات الأصباغ الموجود فى المياه الملوثة فى فتره لا تتجاوز 3 ساعات. كما استعرض أيضّا مشروع "تعقيم وإزالة رائحة مياه الصرف وتحسين جودتها باستخدام جزيئات الفضة المتناهية الصغر المخلقة حيويّا"، ويهدف المشروع لتطوير تقنيات التكنولوجيا الخاصة بالتحضير الحيوى لجزيئات الفضة متناهية الصغر باستخدام ميكروبات مصرية بالإضافة لدراسة تأثير وتطبيق المنتج على تعقيم وإزالة الرائحة بالمياه، حيث يعتبر تعقيم المياه خطوة مهمة للتأكد من صلاحية المياه للشرب أو للرى إلا أن تعقيم المياه بإضافة المطهرات المختلفة للتخلص من البكتيريا تضرر بصحة الإنسان وتسبب أمراض خطيرة، لذلك فجزيئات الفضة المتناهية الصغر تعد من أحدى منتجات التكنولوجيا الحديثة التى تتميز بخاصية التخلص من التلوث البكتيرى.