قاموس الردح في مصر.. أحمد ياعمر

استطاعت الفنانة عبلة كامل أن تقدم لنا نموذجا حيا لشخصية المرأة الرداحة، إلا أنها أضافت لها صفة جديدة لتحولها من سلوك بشرى إلى وظيفة تعد مصدرا للدخل، فهناك بعض النساء اللاتي لا تسمح لهن مكانتهن الاجتماعية أو لأنهن لا يرغبن في الظهور، وبالتالى يلجأن إلى من يجدن الردح على مقابل مبلغ من المال، لفضحه والحط منه أمام الجميع.
وعرف علماء النفس الرداحة بأنها شخصية معروفة في الأحياء الشعبية المصرية، سليطة اللسان ولا تخجل من الاشتباك في الأماكن العامة بالألفاظ والصفات الجارحة وإطلاق النعوت. وعندما تردح لشخص ما في الشارع، فإنها تغرقه في سيل من السباب والصفات التي تنتقص منه، مما يؤدي لتجمع المارة، والهدف هو تحقير الآخر وفضحه و(مرمطة الأرض به) وفقا للتعبير الشائع، وظلت الرداحة بمثابة البهار في الأفلام القديم التي تناولت الحارة الشعبية، باعتبارها جزءًا من الفلكلور الشعبى.
وللرداحة عبارات شهيرة حينما تستخدمه، يعرف الأخر أنها بدأت المعركة التي حتما ستنتهى بفوزها، ومن أشهر عبارات الردح الشعبى أحمد يا عُمر.
ولعبارة أحمد ياعمر مكانة خاصة وسط عبارات الردح الشهيرة، فهى الأشهر على الإطلاق منذ بدايات القرن العشرين، حيث غالبًا ما تقول الردّاحة للمردوح لها: "نعم يا أحمد يا عمر" أو "اسم الله يا أحمد يا عمر".
ولعبارة تاريخا مشهودا، فقد كان أحمد عمر شابًا أسمرًا طويلًا شديد الوسامة سكن إحدى الحارات المصريّة القديمة أثناء طلبه للعلم، وكان معظم رجال الحارة وقتها في الحرب، فافتُتنت به نساء الحارة، وهو تارةً في بيت هذه وتارة في بيت تلك، يُحدّث كل واحدة منهنّ عن أسراره مع التي سبقتها حتّى فاحت الرائحة وأرسل أحد عجزة الحارة في طلب رجالها من على الجبهة وأخبرهم بالأمر، ورجعوا في طلب رأس أحمد عمر الذي هرب ومعه أسرار نساء الحارة.
بعدها أمست زوجة الرجل العجوز الذي أرسل في طلب رجال الحارة تُعاير كل النساء فيها بحكاياتهنّ وأسرارهنّ مع أحمد عمر التي تعرفها كلها، حتى وقفت لها إحداهنّ في مرّة وقالت ومن أخبرك عن حكاياتنا مع أحمد عمر إلا أحمد عمر نفسه.
. ومن يومها إلى الآن أصبحت جملة الردح الأشهر إذا ادعت إحداهنّ البراءة والشرف: ياأحمد ياعمر!
شوباش واللى مايشترى يتفرج
ورغم أن كلمة شوباش تعود للعصر الفرعوني بمعنى مختلف تمامًا عن الغرض المراد من الردح. ف"الشوباشي" عند الفراعنة هي تماثيل صغيرة توضع في القبر لتردد الدعاء للميت، وقد انتقلت الكلمة للعصر الحديث وحملت معنى آخر هو "رددوا ورائي ما أقول وأمنوا على كلامي واتفرجوا أنا هعمل فيه إية حتى لو مش هتعملوا حاجة.
نعم نعم ياادلعدى
وتعتبر تلك العبارة من أبرز العبارات التي تستخدم للسخرية مما يقوله الأخر، وكأنها تقوله له " بتقول إية تانى سمعنى""، أما لفظ ادلعدى فهو تحريف لكلمة ياألد أعدائى.
اشكرى ياانشراح
آخر عبارة انضمت حديثا لقائمة الردح الشهيرة، والغريب أن تلك العبارة لم تخرج تلك المرة من الحارة الشعبية كالمعتاد، لكنها خرجت من مواقع التواصل الأجتماعى التي يتعامل معها المتعلمون والمثقفون، وتستخدم العبارة للسخرية والاستنكار لكل شيء لا ينال رضاهم.