أرسل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وفدًا يضم عددًا من مقاتليه إلى ليبيا، لاحتواء تنظيم أنصار الشريعة في بنغازي، بعدما تواردت أنباء عن قرب إعلان "أنصار الشريعة" مبايعتها للقاعدة. وزادت حدة الاحتقان بين "داعش" والقاعدة، بعد مقتل محمد علي الزهاوي، أمير تنظيم أنصار الشريعة، الذي كان ينوي إعلان مبايعته لداعش، لولا مقتله أواخر العام الماضي، وإرسال القاعدة لزعيم أنصار الشريعة التونسي "أبوعياض" لقادة "الأنصار" لإثنائهم عن مبايعة "الدولة" وهو ما أدى إلى تهديد التنظيم باغتيال "أبوعياض" المتواجد حاليا بالأراضي الليبية. وأرسل تنظيم "جند الخلافة" رسالة إلى أبوبكر البغدادي، زعيم "داعش"، تضمنت ما اسماه التنظيم الانحرافات العقيدية لأنصار الشريعة بعد مقتل "الزهاوي". وجاء في نص الرسالة: "بعد مقتل الشيخ الزهاوي حدثت في جماعة أنصار الشريعة اضطرابات بسبب عدم وجود الكفاءة لتولي المنصب الشاغر الذي خلفه الشيخ الزهاوي، لا في العلم ولا في القيادة العسكرية، فسبب هذا الاضطراب هوسا لدى قيادة التنظيم خوفا من التحاق جنودهم بالدولة الإسلامية". وأضافت: "كان الزهاوي حريصّا على الانضمام بالدولة لولا انشغاله بالمعارك الأخيرة قبل استشهاده، فأخذوا يحرضون تارة، ويلبسون تارة أخرى على الجنود بحقيقة الخلافة القائمة، فمنهم من كان يقول للإخوة "والله لئن وصلت الخلافة إلى دارنا لأكونن أول من يبايع أبا بكر البغدادي". وأشارت إلى أن "أنصار الشريعة التي كانت تقاتل أعداء الله بالأمس لقد أصبحت الآن تقاتل معهم في خندق واحد، وتتلقى دعمهم وسلاحهم، وتعتبرهم إخونا لهم، حكومة فجر ليبيا التي تحكم بغير ما انزل الله، وتقاتل أولياء الله، وتناصب العداوة لله وللمؤمنين ليل نهار، صار ثوارها الآن من المسلمين عند أنصار الشريعة". وشنت التنظيم التابع لداعش، هجوما على أبوعياض، واصفا إياه بالحاقد، الذي سائه تمدد "الدولة الإسلامية" فاتهمها بأنهم " خوارج" وأن بها "غلو" وأنها تجلب مزيدّا من الحروب والويلات للمسلمين، وإذا سمع بعمليات الدولة الإسلامية سفهها واحتقرها وإستصغرها ليرضي قلبه المريض". واعتبرت الرسالة أن "انحرافات تنظيم القاعدة "أنصار الشريعة" عدم وضوح المنهج في تحالفهم مع كتيبة شهداء بوسليم، التي كانت ومنذ عامين ترى بردتها عن الإسلام، بسبب انضوائهم تحت السلك العسكري للحكومة الليبية، وحمايتها، واستلام مرتبات مالية منها، فعلى مدى سنتين كان التنظيم يكفرهم، وقد أقروا بردتهم في محكمة شرعية ارتضاها جميع الأطراف، واعتبروا حكمها ملزما قبل الحكم لما بعده، فما الذي غير منهجها وعقيدتها بهذه السرعة". وأضافت الرسالة: "من انحرافات القاعدة في ليبيا، كما في كل مكان تعاملاتها المربية مع الحكومة ذات الغالبية الإخوانية " فجر ليبيا" إضافة إلى تحالفاتها مع جماعات مرتدة، لا يزال أفرادها يتلقون مرتباتهم الشهرية لانتمائهم للداخلية، أو الدفاع، في حكومة فجر ليبيا تحت مسمى الثورة والثوار". وأكدت أن "أنصار الشريعة الليبية تابعة للظواهري، والأخير تابع للملا عمر الذي يعتبر إيران دولة إسلامية، ويدعو لطاغوت قطر بالحفظ، ويحترم قوانين الأممالمتحدة، ويبارك للطاغوت لمرسي على فوزه بالانتخابات الشركية".