· مجاهد: الدب الروسي يكسب · كيلة: أمريكا تهرب من الشرق الأوسط · جهاد عودة: سقوط الإخوان ضربة قوية للولايات المتحدة · عز العرب: مصر صاحبة القرار في علاقتها بالأمريكان والروس · عبد المنعم سعيد: علاقة القاهرة بالبيت الأبيض مستمرة نشرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية، مؤخرا، تقريرا عن الصراع بين روسياوالولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، وتحول منطقة الشرق الأوسط إلى ساحة حرب باردة جديدة بين واشنطن وموسكو، وينقل عن مراقبين قولهم: إن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مهدد بخسارة هذه “,”الحرب“,” لصالح نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، وهو ما أكده بعض الخبراء المصريين باعتبار أن روسيا حاضرة جدا في المشهد في سوريا وفي طريقها لمصر، ونفى هذا الكلام البعض الآخر قائلين: الولاياتالمتحدة دولة كبيرة ستحافظ على نفوذها داخل مصر، لتضمن مصلحتها ولا تخسر علاقتها الاستراتيجية في المنطقة. الدب الروسي يكسب وأكد الدكتور محمد مجاهد الزيات، رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن هناك حضورا روسيا متصاعدا في المنطقة، وأرجع ذلك إلى سببين، الأول ارتباك السياسة الأمريكية في التعامل مع التغيرات التي حدثت مؤخرا في المنطقة، والسبب الثاني إيجابية تعامل بوتين مع قضايا المنطقة، وأضاف مجاهد أن تعامل بوتين الإيجابي يرجع في الأساس إلى تماسك النظام الداخلي وتقدم الوضع الاقتصادي في روسيا . ويؤكد مجاهد أن موقف روسيا تجاه سوريا كان محددا منذ البداية، ووصفه بأنه استراتيجي بحت، حيث تمتلك روسيا قاعدتها الوحيدة البحرية في المنطقة داخل سوريا على ميناء طرطوس، وروسيا اتخذت موقفا مع النظام السوي للحيلولة دون إسقاطه، وهي من أقنعت الغرب بأن هناك تنظيمات جهادية داخل المعارضة، وأقنعتهم بعدم تمويلهم دون ضوابط محددة، كما أن روسيا فرضت على الغرب الحل السياسي حلا وحيدا للوضع في سوريا . وأضاف مجاهد: إن روسيا تعادي الحكم الديني من الأساس، لذلك أيدت ما حدث في 30 يونيو، وأعلنت استعدادها لتقديم برامج تسليح لمصر، وزيادة النفوذ الروسي في مصر يعتمد على زيادة العلاقات الاقتصادية والعسكرية . أمريكا تنسحب من الشرق الأوسط ويقول المفكر الفلسطيني والباحث، سلامة كيلة، والذي سبق اعتقاله في سوريا، أن هناك انسحابا أمريكيا من منطقة الشرق الأوسط نتيجة لأزمات الولاياتالمتحدة الداخلية الطاحنة، التي كانت آخرها الأزمة الاقتصادية التي اندلعت عام 2008، والتي تعجز عن حلها إلى الآن، ويضيف كيلة: إن أمريكا حولت وجهتها ناحية منطقة المحيط الهادي، وقالت إن أولويتها الآن هناك وليس في الشرق الأوسط، وأكد أن روسيا قادمة إلى الشرق الأوسط . وأشار كيلة، إلى دور الدب الروسي الكبير داخل سوريا، وأكد أن الولاياتالمتحدة كانت تهتم بأمن اسرائيل، باعتبارها قاعدة عسكرية ومركزا لها للسيطرة على الشرق الأوسط، وأن انسحابها من المنطقة يعني تراجع وضع إسرائيل . وأضاف: إن روسيا بعد الثورة عرضت على مصر علاقات اقتصادية ومساعدات عسكرية، والنفوذ الروسي سيزداد في مصر إذا أصرت الولاياتالمتحدة على دعم الإخوان، ومشددا على أن أمريكا لم تصبح كما هي، وتراجعت قدراتها على التأثير والتدخل وفرض سياستها على دول المنطقة . وأكد كيلة أن بإمكان مصر التخلي عن المعونة الاقتصادية التي تعود لأمريكا، وأن الأزمة في مصر لن تحل بمجرد مساعدات، بل تتعلق بالتطوير الاقتصادي لحل الأزمات المتفجرة، ووضع برنامج لمشكلات الناس من بطالة وتعليم وصحة وتهميش القطاعات الفقيرة في المنطقة . وتابع كيلة أن مصر تستطيع الآن، بعد تراجع أمريكا، أن تناور وتلعب مع كلا الدولتين، الولاياتالمتحدةوروسيا . سقوط الإخوان ضربة قوية لأمريكا و يقول جهاد عودة ،أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن نفوذ روسيا في المنطقة ينمو بشكل متزايد، وأضاف أن نفوذ أمريكا داخل مصر مازال كبيرا، وأن روسيا لها مواقع متمسكة بها كإيران وسوريا والعراق، وبعض النفوذ في المملكة العربية السعودية، وتابع: نفوذ روسيا يتضح جليا مثلا في تجارة السلاح، وأكد أن روسيا دولة كبيرة، تعد الثانية بعد الولاياتالمتحدة، وتحاول أن تصبح في مستوى أعلى لمنافسة أمريكا . وأضاف: إن زيادة نفوذ روسيا في مصر يتوقف على التطورات الاستراتيجية التي ستحدث في الفترة المقبلة، وعن استعداد روسيا لأن تتعامل مع دول مثل سوريا على أنها عبء وتحتاج إلى دعمها الآن، وأن تأخذ دون أن تستطيع العطاء، وتابع عودة أن على روسيا إن كانت تريد زيادة نفوذها في مصر محاربة الولاياتالمتحدة، لأن أمريكا غير مستعدة لخسارة مصر . وأكد عودة أن ما حدث في 30 يونيو، وسقوط الإخوان في مصر، مثل ضربة قوية للولايات المتحدة، وصدمة لأوباما، والقضاء على مشروعه لهيكلة الشرق الأوسط، وأكد أن أمريكا بإمكانها تغيير مساراتها لتؤيد تحويل مصر لتكون دولة وطنية . مصر صاحبة القرار ويقول الدكتور محمد عز العرب، أستاذ النظم السياسية: إن من سيقرر أحوال مصر هي مصر، وإن أي نفوذ سواء أمريكيا أو روسيا لن يغير من الأزمة شيء . وأكد أن المتغير الروسي لن يفيد مصر إن لم تكن الإرادة السياسية تريد التغيير الحقيقي . علاقة مصر بأمريكا مستمرة ويقول عبد المنعم سعيد، مدير مركز الأهرا م للدراسا ت السياسية والاستراتيجية سابقا، العلاقات المصرية الأمريكية مازالت مستمرة، وأمريكا تنظر للوضع في مصر بترقب، وتصريحات ماكين لا يمكن الاعتداد بها، ولكن ما يؤخذ به هو المواقف الخارجة من المؤسسات الرسمية في الولاياتالمتحدة . وتابع سعيد أن أمريكا لم تؤيد سعي الدول الإفريقية لاستصدار تأييد من مجلس الأمن لقرار تجميدها عضوية مصر، كما أن مجلس الشيوخ صوت بأغلبية 83 عضوا مقابل 13 عضوا ضد وقف المعونة الأمريكية . وأكد سعيد أنه لا يلاحظ نفوذا روسيا في مصر، وأن النفوذ الروسي في المنطقة يتركز في سوريا، وامداداتها للنظام السوري بالأسلحة والمعونات المادية، وشعبية بوتين زادت في مصر نتيجة موقف أمريكا الرافض لعزل الإخوان . ويستعرض تقرير الصانداي تايمز -الذي نشر موقع راديو “,”بي بي سي“,” جزءا منه- موقف كل من واشنطن وموسكو إزاء أبرز نقاط الصراع بين الجانبين، وهي: مصر، سوريا، اليمن، وإيران . ففي مصر، ترددت الولاياتالمتحدة بشأن تحديد ماهية عزل الجيش الرئيس محمد مرسي، من حيث اعتباره انقلابا عسكريا أم لا، وهو ما أثار نفورا لدى طرفي النزاع هناك، وبالتالي، فإن روسيا التي تقدّم نفسها في صورة حليف الأنظمة التي تحارب المسلحين الإسلاميين، بوسعها أن تكسب نفوذا، بحسب تقرير الصحيفة . وبالنسبة لسوريا، يشير التقرير إلى أن الكرملين يدعم الرئيس بشار الأسد، الذي يضيق الخناق على المعارضة المدعومة من واشنطن. كما أن القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري تعتبر موطئ قدم حيويا في البحر المتوسط .