تصدرت الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلي مصر العديد من افتتاحيات الصحف العالمية حيث رأت صحيفة التايمز البريطانية أن الدب الروسي يسعي لملء الفراغ بالشرق الأوسط بعد انهيار الاتحاد السوفيتي منذ ما يقرب من20 عاما وبعد تضاؤل نسبة الهيمنة الأمريكية في المنطقة وتبعية الشعوب العربية لها بعد التخلص من حلفاء واشنطن خلال ثورات الربيع العربي وعجز أمريكا عن التواصل بشكل سليم وفعال لحل المشكلات حيث أدت الجهود الدبلوماسية لبوتين لتعزيز الدور الروسي بالمنطقة وصنع تحالفات جديدة وإحياء تحالفات قد ووفقا للصحيفة فإن الزيارة تأتي وسط إشادة دولية بجهوده تجاه الملف السوري ورجاحة سياسته مقابل السياسة الأمريكية التي أثبتت فشلها بسبب مواقف الرئيس الأمريكي باراك اوباما الغامضة والكارثية بالإضافة إلي موقف بوتين الإيجابي تجاه الأحداث الحالية في مصر ودعمه للجيش المصري وتصريحه بوضع الجيش الروسي وإمكاناته تحت تصرف المؤسسة العسكرية المصرية بالإضافة للنشاط السياسي العالمي له حيث يدفع بوتين لكي تحتل موسكو مكانتها كقوة عظمي ضد الولاياتالمتحدة في حين تتراجع شعبية أوباما عالميا وداخليا بعد سلسلة طويلة من الأخطاء من بينها عجز الميزانية وقضايا التجسس علي رؤساء العالم ودعمه للإخوان في مصر مما أدي إلي زيادة عنف الجماعة. ورأت الصحيفة أن بوتين أعرب مرارا عن رغبته في زيادة الوجود الروسي في أفريقيا وخاصة في مصر التي تتحكم في واحدة من أهم طرق الملاحة الرئيسية في العالم مشيرة إلي أنه من بين دوافع روسيا لتعزيز علاقاتها مع مصر هو الوصول إلي الموانئ المصرية علي البحر المتوسط حيث أن هناك قاعدة روسية واحدة في منطقة الشرق الأوسط في ميناء طرطوس السوري وهو ميناء غير آمن في ظل الصراع الذي تغرق فيه دمشق ومن جانبها رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن بوتين الضابط السابق في جهاز الاستخبارات الروسية كي جي بي لا يزال يسعي إلي استعادة مكانة بلاده بعد هزيمتها في الحرب الباردة وسقوط الأمبراطورية السوفيتية فبوتين لديه أيضا مصلحة في تمكين روسيا للتواجد في دول الشرق الأوسط وأن تحظي بنفوذ كبير في تلك المنطقة الغنية ذات الموقع الإستراتيجي الهام وخاصة في ظل عدم تواجد إستراتيجية أمريكية متماسكة تجاه الشرق الأوسط في الوقت الحالي مما سيكون له عواقب وخيمة بالنسبة للأمريكا وسيعيد خريطة التوازنات الدولية في العالم. وأشارت الصحيفة إلي أن الزيارة المرتقبة تتزامن مع ظهور تقارير تفيد بأن الجيش المصري أرسل بعثة دبلوماسية إلي روسيا في نفس الوقت التي عززت فيه موسكو علاقاتها مع الإمارات العربية الدولة التي تدعم المؤسسة العسكرية في مصر ووسط منحها4.9 مليار دولار إضافية لدعم الاقتصاد المصري المريض بعد سنة من حكم الإخوان موضحة أن بوتين يعمل علي الاستفادة من العلاقات المتوترة بين واشنطن والقاهرة ويسعي إلي تعزيز العلاقات العسكرية في ظل الفراغ الناجم عن قرار واشنطن بوقف المناورات العسكرية مع الجيش المصري وقطع المعونة بالإضافة إلي تزامن انسحاب الولاياتالمتحدة من العراق وحالة التراجع في العلاقات مع السعودية وتهديدها بوقف التعاون مع واشنطن لأول مرة منذ عقود طويلة. رابط دائم :