استسلمت لرغبة في ان اقرأ البخت.. وقرأت في عدة مجلات اجنبية، وتابعت صحيفة "ديلي اكسبريس" فكلامها اوضح وتضرب امثلة جميلة. ورفضت بيني وبين نفسي كل استنكار لهذا الذي اعمله فانا اريد ان اعرف.. وانا في حيرة وعقلي لم ينقذني من حيرتي.. وعندما اتطلع كل يوم الي الكتب ورائي وامامي وعلي المناضد وعلي الارض امط شفتي قائلا: هذه الكتب لم تستطع ان تحل لي الكثير من مشاكلي.. كهذه المشكلة لماذا اتابع البخت وانا اعلم انه مجرد ظن.. وانني كنت سببا في شهرة "العبقري الفلكي" فانا اتيت به عندما كنت رئيسا لتحرير "آخر ساعة" سنة 1970 وقدمته في الإذاعة والتليفزيون واضفت له حكايات ونوادر من عندي لا لانني أؤمن بذلك ولكن لان الملايين قلقون علي مستقبلهم وحريصون علي ان يعرفوا.. او يعرفوا من يعرف ذلك. واعرب شابا مشتغلا بالطالع وهو جاد في حساباته وقد ادهشني عندما قرأت له تنبؤات دقيقة وهي تواريخ محددة وابهرني ذلك. وشاءت المصادفة ان يكون زميل الدراسة المهاجر الي استراليا وانا اعرف دراساته في الفلك والتنجيم والارواح وانه ورث ذلك عن والده وعلي الرغم من ذلك انه مهندس الكترونيات من بريطانيا فانه لايزال يمارس هواياته في قراءة الكف.. واعطيته كفي وقلبها وكفي الاخري وقلبها ومد يده وفتح عيني ثم امسك فنجانا وقلبه يمينا وشمالا وطلب نقطة بن لكي يحركها في قاع الفنجان ثم اخرج من حقيبته كوتشينة وفتحها ثم اعاد ترتيبها وفتحها وطلب فنجانا آخر من القهوة شربته وهو الذي هزه وقلبه ووضع اصبعه عليه وراح يتمتم بما لا اعرف ولم يجبني عندما سألته عن الذي يهمس به. ثم وضع ساقا علي ساق واخرج سيجارة واشعلها وتراجع في مقعده ولم يقل شيئا فسألته: ما الذي عندك؟ فهز رأسه ومط شفتيه واخذ نفسا من سيجارته وقال لي: ولا حاجة! يعني إيه؟ ولا حاجة.. انها أزمة صحية! لي أنا؟ لا. ليست لك ولكنها سوف تزول فلا تقلق واصبر، أنا جئت من اجل ان اقول لك هاتين الكلمتين. يعني إيه؟ هذا هو جواز سفري.. انا وصلت امس وسوف اعود اليوم.. وقد زارني ابي في المنام وقال لي: روح لصاحبك وقل له الكلمتين دول! أنيس منصور