يطل فجر عام.. والاحتلال الأمريكي للعراق يواجه الفشل التام! المقاومة العراقية الباسلة تطحن عظام العسكرية الأمريكية، وتضغط علي واشنطن لدعم قواتها وتدريع أسلحتها، فترتفع نفقات المجهود العسكري للعام القادم إلي أرقام فلكية.. البعض يقول إنها سوف تزيد بنسبة 25%، بينما يقدر خبراء البنتاجون أن قوات الغزو في العراق وأفغانستان، سوف تتجاوز ميزانيتها مع حلول العام الجديد 200 مليار دولار! لا بأس.. الكونجرس الأمريكي الجمهوري الهوي جاهز للتصديق علي أي رقم يطلبه البيت الأبيض.. حتي لو زاحم أولويات الميزانية العامة، وأربكها، واستبعد بعضا منها.. لا يهم! ستيفن كوزياك مدير دراسات الميزانية بمركز التقويم الاستراتيجي والمالي بواشنطن يتحفظ ويدقق: هذه النفقات الزائدة سوف تزاحم بالتخفيض بنودا أخري داخل نطاق ميزانية وزارة الدفاع وحدها. زاد من نفقات القوات الأمريكية في العراق رفع عددها إلي 150 ألف مقاتل بزيادة 12 ألفا، جاءوا لتأمين الانتخابات العراقية ضد السيارات المفخخة وغيرها من أنشطة المقاومة.. وفي تصريح لمجلة الكونجرس Congressianal Quarterly يضيف هولتز إيكن مدير مكتب الميزانية بالمجلس أسبابا أخري: هناك صعوبات في المحافظة علي المعدات العسكرية.. تشويناتها.. تحركاتها.. صلاحيتها الدائمة للاستعمال في مناخ العراق القاسي.. كل هذا يستلزم نفقات إضافية! وللمقاومة العراقية دورها المؤثر في رفع كلفة الحرب.. إنها تغير تكتيكاتها من يوم ليوم: ألغام تعترض الطريق.. وأخري تختفي علي جنباته.. وتفجيرات انتحارية تلاحق التحركات العسكرية بضربات مفاجئة.. فضلا عن أن القوات الأمريكية لم تكن مجهزة بالتسليح الكافي لمواجهة مخاطر احتلال يطول أمده.. سيارات نقل الجنود ضعيفة التدريع.. أحد جنود الحرس القومي أثار المشكلة مع دونالد رامسفيلد في اجتماع بالعراق قبل أسابيع.. وتم وضع خطة لتقوية دروع 35 ألف مركبة بتكلفة قدرها 4 مليارات دولار.. تم تقوية 60% منها بدروع من الصلب كما أعلن مسئول بالبنتاجون في مؤتمر صحفي الخميس الماضي! ... لكنه من مرتين طلب إعادة تدريع مركبات الجنود، يجيء رجع الصدي بهاجس قوي: إن الاحتلال الأمريكي للعراق سيطول.. ويطول! وما تم التدريع القوي إلا ليواجه كل الاحتمالات المتغيرة لاستهداف المقاومة العراقية للحم الأمريكي. الانسحاب من العراق! في تقرير كاشف لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن يقدر الخبير أنتوني كوردسمان الحساب الختامي لحرب العراق في عام 2004 المنصرم برقم 128 مليار دولار.. ولا يشمل الرقم: نفقات الصيانة الرئيسية.. إعادة تدريع المركبات.. تعويض الخسائر في المعدات.. نفقات تجنيد قوات إضافية، وإعادة تدريبها ونشرها في العراق! ويضيف التقرير الخطير أن تكلفة العمليات العسكرية علي المسرح العراقي في عام 2005 سوف تتراوح ما بين 212 و232 مليار دولار.. وفي نهاية العام 2007 يقفز الرقم إلي 316 مليار دولار.. كل هذه الكلفة الباهظة ليست من أجل بترول العراق، فقط من أجل نشر الديمقراطية.. و"احسبها، تلاقيها!". لكن يبقي السؤال الحائر المتعطش إلي جواب: إلام تبقي القوات الأمريكية الغازية جاثمة علي قلب العراق؟! جون بايك خبير شئون الدفاع بمنظمة الأمن العالمي يملك ناصية الجواب: إنه من المتوقع جدا quite foreseeable أننا سنبقي في العراق بقية هذا العقد من الزمن عام 2010 لكننا نمول وجودنا هناك وكأننا نتوقع أن نعيد أولادنا إلي الوطن.. غدا! ويري بعض المحللين الاستراتيجيين أن غزو العراق بغض النظر عن شرعيته ليس حملا ماديا ثقيلا.. إذ إن ميزانية وزارة الدفاع مازالت في حدود ال 4% من جملة الإنتاج القومي.. بينما وصل سقفها في عهد رونالد ريجان إلي 6%.. حرب النجوم.. إذن يقولون أكثر تكلفة من حرب العراق! ....................... الأمر المؤكد أن حرب أفغانستان والعراق أهاجت زنابير الإرهاب في العالم وأيقظت خلاياه النائمة.. وفي مواجهة هذا التهديد المنذر، أحكم الرئيس بوش قبضة الأمن علي الداخل الأمريكي حتي أصبح مجتمعا بوليسيا مثل أي دولة "ترسو" يحكمها نظام شمولي.. ثم أصدر السبت الماضي قانونا بضم 15 جهازا للمخابرات في تنظيم واحد.. لعله بقنواته السالكة، وعيون الذبابة المتعددة الرؤي يحمي أمريكا من صواعق مانهاتن أخري!