قضيت يوما ونصف اليوم في واحدة من اجمل الرحلات الي منطقة طابا بصحبة احمد المغربي وزير السياحة وفاروق العقدة محافظ البنك المركزي ورؤساء بنوك الاهلي ومصر والاسكندرية في اجتماع مثمر لمساعدة المستثمرين السياحيين الذين يعانون منذ عام 1997 وحتي الان، لاسباب لا يد لهم فيها بقدر ما هي انعكاسات لما يحدث في المنطقة، من حروب وأزمات يدفع ثمنها المستثمر في طابا قبل غيره. اكثر ما اعجبني في هذا اللقاء سرعة الاداء وهو ما نفتقده في معظم مشاكلنا العويصة والبنوك والاستثمار احد هذه المواضيع التي يعيبها عدم وجود علاقة سوية بين المستثمر والبنك.. وقد رفض محافظ البنك المركزي حضور الصحفيين متعللا بما قد يحدث في الجلسة من شد وجذب ولان المستثمر قد لا يحبذ ان تعرض مشاكله مع البنوك علي الملأ.. والحق اني احترمت هذه الخصوصية، فالعلاقة بين البنك والعميل علاقة خاصة لا يجب ان تكون محل نشر بالسلب او حتي بالايجاب وقد كان هذا احد العيوب وسوء التصرف في تعامل البنوك في الفترة السابقة مع عملائها وما سمعته من محافظ البنك المركزي عن تغيير اسلوب التعامل مع المستثمريين واعادة جدولة المديونيات والبحث عن حلول لمشاكل الاستثمار بالاضافة الي ان ما شاهدته في هذا اللقاء يؤكد رغبة محافظ البنك المركزي وقدرته علي استيعاب مشاكل المستثمرين والتعجيل بحلها كما يعطي املا كبيرا في تغيير وجه الاستثمار في مصر الي الافضل والاحسن. وقد ضخ بنك الاستثمار 200 مليون جنيه في 13 مشروعا مما اعطاه الحق في الدخول كشريك موصي في المشاريع المدينة له، كما تم الاتفاق علي اعطاء البنك صاحب اكثر مديونية الحق في عمل التسوية وكذلك اعطاء فرصة للمستثمريين الذين لم ينفذوا مشاريعهم لاستكمالها علي ان تقوم هيئة التنمية السياحية في الاجتماع المقبل بوقف المشروع الذي ثبت عدم جديته. إن قرار اعادة تقييم الديون بين البنوك واصحاب المشاريع التي تعدت ال 67 مليار جنيه يخص الاستثمار السياحي منها 10 مليارات جنيه هو خطوة صائبة تراعي مصلحة الطرفين اللذين يعملان لهدف واحد هو تقدم وازدهار الاستثمار في مصر الذي به وحده نستطيع ان نتغلب علي الكثير من مشكلاتنا الاقتصادية والاجتماعية. ومن جانبنا فقد نبهنا من قبل بعدم الرقص مع الذئاب فهذا ما حدث في عام 2000 وقت قيام الانتفاضة وكثف في هذه الفترة المستثمرون جهودهم لتفادي انخفاض الوارد السياحي نتيجة اعتمادهم علي سوق السياحة الاسرائيلي مما كان له اسوأ الاثر وها هم يعانون بسبب الاحداث الاخيرة نفس المعاناة لتقاعسهم عن القيام بحملات ترويجية لمنطقتهم في انحاء العالم عن طريق الدعاية الاقليمية وهو ما ادي الي هذا الموقف الخطير الذي يعانون منه الان بعد ان وصلت نسبة الاشغال في منطقة طابا/ نويبع الي 20%. لقد كان علي مستثمري طابا دراسة الاسواق العالمية للحصول علي حصة منها خاصة ان المنطقة تضم العديد من المشروعات بمليارات الدولارات وبنية تحتية كاملة اقامها اصحاب المشروعات السياحية، وذلك حتي لا يضعوا البيض كله في سلة واحدة هي سلة اسرائيل مع ان السياحة الاسرائيلية لاتزال هي السائدة فقد دخل المنطقة الشهر الماضي 29 الف سائح اسرائيلي لنظل مرهونين بسياسة اسرائيل الخاسرة ولعل ما حدث مؤخرا يكون درسا لمستثمري جنوبسيناء والبحر الاحمر يتعلمون منه انه لا فائدة من الرقص مع الذئاب. إن الاستثمار في طابا/ نويبع لا يمثل سوي 4% من حجم الطاقة الفندقية علي مستوي مصر لكن منطقة جنوبسيناء تواجه مشاكل انخفاض الاشغال في فنادق طابا/ نويبع/ دهب لقلة الوارد السياحي من اسرائيل التي تعاني بدورها من انعدام الوارد السياحي لديها والتي حرمت نفسها بالكامل من عوائد السياحة وذلك نتيجة طبيعية لنازيتها التي فاقت كل الحدود. وارجو ان تحذو شركة كهرباء جنوبسيناء وهيئة التأمينات الاجتماعية والمحليات حذو البنك المركزي لمساندة المستثمرين والاهم تأكيد استمرار دعم الطيران العارض لهذه المنطقة.