شهدت الأيام الماضية مطالبة احد العملاء للبنك الذي يتعامل معه بفتح البنك له يوم الاجازة لتسلم أموال محولة له من الخارج إلا أن البنك رفض الاستجابة لمطالب العميل وأعد له أن عمل البنوك في أيام الاجازات عملية مستحيلة. وهذه الواقعة دفعتنا لسؤال عدد من المصرفيين عن امكانية فتح أي بنك من البنوك أيام الاجازات الرسمية "الجمعة والسبت" خاصة إذا كان العميل له مكانته الاجتماعية واهميته في البنك، ويحتاج إلي سحب أو ايداع أموال بشكل عاجل ولا يحتمل التأجيل. في إجابتهم أكد المصرفيون ان عمليات فتح أي بنك ليست بالسهولة التي يتخيلها البعض فهي تكلف البنك وتحمله اعباء وتتطلب تواجد عدد كبير من الموظفين بالإضافة إلي ان اجهزة الكمبيوتر من الصعب ان يتم إجراء أي عمليات عليها خلال أيام الاجازات لانها مبرمجة وفقا لنظام معين. وفي نفس الوقت لا يوجد شخص لديه السلطات التي تمكنه من فتح البنك اثناء الاجازات لان مواعيد العمل محددة من البنك المركزي ويصعب تجاوزها. بداية يقول كرم سليمان مساعد مدير عام بنك كايرو باركليز والمسئول عن غرفة المعاملات الدولية بالبنك من الصعب فتح أي بنك من البنوك يوم الاجازات الرسمية لان مواعيد العمل الرسمية محددة من البنك المركزي ولا يستطيع أي بنك من البنوك ان يتجاوزها واي شيء بخلاف ذلك لابد فيه من الرجوع للبنك. المركزي واخطاره بذلك للموافقة عليه وهذا لن يحدث لان البنك المركزي يكون هو الآخر في اجازة أيضا ولا يمكن مخاطبته بأي طلب أثناء هذه العطلة. ويضيف ان كل المصالح تكون معطلة أثناء اجازة البنوك ولذلك لا يوجد سبب مقنع يمكن علي اساسه ان يقوم بنك بفتح أبوابه لعميل لاعطائه أموالا أو تحويلات خاصة به اثناء فترة الاجازة والعميل عليه ان ينتظر حتي يتم فتح ابواب البنك. ويؤكد سليمان انه من الصعب ان يقوم أي موظف أو مصرفي باعطاء عميل ايصالا بأي مبالغ تم ايداعها أو سحبها في يوم اجازة لان ذلك غير مصرح به بالاضافة إلي ان كل عمليات "الكاش" تكون متوقفة اثناء فترات الاجازة. ويضيف ان عمليات بنكية تتم مع العميل لابد ان يقابلها تحديث للبيانات الخاصة به في البنك وهذا من الصعب حدوثه لان كل اجهزة البنك متوقفة ولا يمكن احضار الموظفين لتنفيذ عمليات خاصة بأي عميل مهما كانت اهميته للبنك. ويشير سليمان إلي ان البنك المركزي لا يفرض عقوبات علي بنك يفتح اثناء الاجازة ولكن عملية الفتح في حد ذاتها مخاطرة ومشكلة كبيرة لا يستطيع احد ان يتحملها لانه قد يتعرض للعقاب. ويضيف ان البنوك لا تحتفظ بكميات كبيرة من الكاش في الخزائن الخاصة بها لان هذا يجعلها تتحمل أعباء بسبب التأمين الذي يدفع علي هذه المبالغ وفي نفس الوقت يؤكد سليمان ان اغلب البنوك يسري عليها صعوبة الفتح يوم الاجازات ولكن من الممكن ان يقوم بنك بفتح ابوابه لعميل وذلك بعد موافقة كبار المسئولين في البنك. ويضيف انه لم يسمع قبل ذلك عن قيام بنك بفتح أبوابه لعميل يوم العطلة الرسمية لان العميل لا يحتاج إلي مبالغ ضخمة. يمكن ان يفتح لها البنك أبوابه وإذا وجد ذلك فمن الممكن ان يتم اعطاؤه شيكا مقبول الدفع يصرف مع بداية أول يوم عمل. ويقول أحمد مرتضي مدير فرع الزمالك ببنك مصر لا يكمن لبنك من البنوك فتح ابوابه لعميل يوم الاجازة لان كل البنوك لها مواعيد محددة من البنك المركزي والجميع يعرف ذلك. ويضيف ان أي فتح لابد وان يتم الرجوع فيه للبنك المركزي بالاضافة إلي ان فتح أي فرع من الفروع يتطلب موافقة مجلس الإدارة لان أي مدير فرع ليس له سلطة في فتح الفرع يوم الاجازة وإذا قام بذلك من الممكن ان يتعرض للعقاب والمساءلة والفصل لان أي فتح يشوبه الشك والقلق ولا يوجد أي مسئول في الجهاز المصرفي يمكن ان يخاطر بسمعته ويعرض نفسه للخطر والعقاب حتي إذا كان هذا الفتح لكبار العملاء. ويضيف مرتضي ان العمل في البنوك يمكن ان يكون مستمرا يوم الاجازة ولكن للموظفين فقط فبعض الموظفين يكون لديهم اعمال ويريدون الانتهاء منها ولذلك نجدهم يتواجدون في أثناء الاجازات وهذا مصرح به ولكن بعد ابلاغ الإدارة. ويقول وليد حسن مدير الاعتمادات المستندية ببنك المهندس انه من المستحيل ان يتم فتح أي بنك يوم الاجازة لان تعليمات المركزي حددت الجمعة والسبت اجازة ولا يمكن لأي بنك ان يخالف هذه التعليمات. ويضيف ان بعض المسئولين الذين يحاكمون حاليا تتم محاسبتهم علي قيامهم بفتح البنك الذي كانوا يعملون به لانهم بهذا الفعل ارتكبوا مخالفة. ويؤكد حسن ان البنوك كانت تفتح في السابق يوم الجمعة والسبت وذلك لبيع وشراء العملة فقط. وحاليا العملة قليلة ولا يوجد أي سبب لفتح أي بنك من البنوك يوم الاجازة. ويختلف مع الآراء السابقة شريف عمر مدير عام القطاع الإداري ببنك الشركة المصرفية العربية الدولية ويقول انه من الممكن ان يتم فتح البنك لعميل يوم الاجازة وذلك إذا اقتضت دواعي العمل ذلك وفي نفس الوقت إذا كان