تحدثت الاسبوع الماضي في مقالتي (احذروا.. الهواء بيصفر في البورصة) عن خطر التآكل الحاد في عدد الشركات التي يتم التداول عليها في البورصة المصرية والتخارج منها ممثلا في بعض الشركات والبنوك التي لها وزن كبير في السوق المصري ولها تأثير كبير علي البورصة المصرية من حيث الاداء وحجم التداول واخرها شركة اوراسكوم للانشاء والصناعة التي سيتم الاستحواذ عليها بالكامل وبالتالي التخارج من السوق المصري مما سيؤدي الي انخفاض رأس المال السوقي بما لا يقل عن 100 مليار جنيه مصري لهذه الشركات والبنوك التي ستتخارج وهو رقم كبير وخسارة كبيرة للسوق المصري ان تفقد مثل هذه الشركة، ومع قانون الضرائب الجديد بفرض ضرائب تقدر ب10% عند الطرح لأول مرة بالبورصة سنجد ان الشركات ستمتنع عن القيد وطرح اسهمها في البورصة وستبحث عن طرق وسبل اخري للتمويل غير البورصة، وهذا غير الشركات التي تم ايقافها من قبل البورصة منذ اكثر من عامين ولم تعد للتداول في البورصة حتي الان وليس هناك بارقة أمل في عودة هذه الشركات للتداول مرة اخري في البورصة وهو ما يفقد البورصة جزءا من رأسمالها وحجم تداولها ايضا ولا بد ان تجد ادارة البورصة والشركات الموقوفة حلا لهذه المشكلة وعودة الشركات للتداول مرة اخري . ومع هذه المشكلة الكبيرة التي تواجهها البورصة المصرية من تآكل في عدد الشركات المقيدة واحجام التداول الضعيفة، انا اعتقد ان هناك حلا لهذه المشكلة وهو(فتح مغارة علي بابا) متمثلا في طرح حصص من الشركات الكبيرة والعملاقة الرائدة في السوق المصري والتي تمتلكها الدولة للاكتتاب والتداول في البورصة المصرية فأنا أذكر ان شركة مصر للطيران كانت قد قامت بدراسة منذ 4 سنوات لطرح حصة لها في البورصة المصرية يتم التداول عليها ولكن هذه الفكرة لم تتم بسبب الازمة العالمية في عام 2008 وأعتقد ان هذا هو الوقت المناسب لتنفيذ هذه الفكرة وليس فقط علي مصر للطيران بل يمكن طرح حصص من شركة المقاولون العرب، وهناك ايضا البنك الاهلي المصري وبنك مصر، علي ان يتم طرح نسبة بسيطة من رأس المال لهذه الشركات للاكتتاب العام للجمهور كما حدث في طرح حصص من شركات سيدي كرير واموك والمصرية للاتصالات في عام 2005 والتي كان لها دور كبير في اعادة النشاط الي البورصة ويتم التداول عليها في البورصة علي ألا تتعدي نسبة ال 20% من رأسمالها حتي لا يتم السيطرة عليها من قبل جهات اجنبية او عربية وتبقي السيطرة للحكومة علي مجريات الامور وهو حل سحري لعيوب الخصخصة، وعند طرح هذه النسبة البسيطة للتداول سيتم زيادة عدد الشركات المتداولة في البورصة وزيادة رأسمال السوقي للبورصة، وعندما يتم طرح هذه النسب للاكتتاب يتم توجيه هذه الاموال لتمويل عجز الموازنة التي تعانيها الموازنة العامة للدولة، وسيكون من مميزات هذا الطرح الرقابة الشعبية علي هذه الشركات والبنوك حيث ستلتزم هذه الشركات بقواعد القيد بالبورصة من حيث الشفافية والافصاح ونشر الميزانيات كل ربع سنة في الجرائد . ان في مصر اكثر من مغارة لعلي بابا وهذه الشركات أحد هذه الكنوز الموجودة في هذه المغارات، والتي يجب الاستفادة منها في هذا الوقت. وائل عنبة رئيس مجلس إدارة شركة الأوائل لإدارة محافظ الأوراق المالية