بداية يعني ايه تعبير (الهواء بيصفر) هو تعبير عن الفراغ والفضاء المحيط بالمكان فالهواء في الأماكن الخالية نسمع صوته علي انه صافرة ولكن في الاماكن المزدحمة لا نسمع له اي حس، فهذا ما نراه الان في السوق المصري فانهيار اي سوق ليس في انخفاض الاسعار ولكن في عدم وجود بضاعة متوفرة في السوق، وهذا ما يحدث في السوق المصري منذ فترة ليست بطويلة، سابقا كان هناك في البورصة قطاع نشط للغاية يسمي قطاع الاسمنت وكان يضم شركات عملاقة منها (حلوان العامرية طره- السويسالاسكندرية) وقد تخارج من البورصة وهناك قطاع البنوك الذي تخارج منه بعض البنوك مثل (المصري الامريكي الوطني المصري مصر الدولي) وسوف يتخارج منه (سوسيتيه جنرال هيرمس القابضة) وتم خروج شركات من قطاع الاتصالات مثل (فودافون موبينيل) وخروج بعض الشركات مثل (مجموعة اوليمبك جروب واوراسكوم للفنادق) ومنذ ايام تطالعنا الصحف عن قرب إتمام صفقة اوراسكوم للانشاء وخروجها من البورصة وهي التي تمثل اكبر وزن في المؤشر وبل وفي السوق المصري كله . والغريب اننا نري هذه الايام تصريحات كثيرة حول فوائد صفقة اوراسكوم للانشاء والصناعة للاقتصاد المصري ومدي ثقة الشركات العالمية في مناخنا الاقتصادي ولكن مع الأسف فهذا الحديث هو للاستهلاك الاعلامي فقط والحقيقة انه تخارج مرحلي فهو امر ظاهره فيه خير وباطنه فيه الخطر، فمناخ الاستثمار لدينا بمصر طارد لعدم وجود استقرار سياسي مما يؤدي لعدم وجود استقرار اقتصادي . واذا احتسبنا مجموع القيم السوقية للشركات التي خرجت في الفترة السابقة والتي سوف تخرج نجد ان رأس المال السوقي لها يتعدي ال 100 مليار جنيه مصري مع العلم بأن رأس المال السوقي للبورصة المصرية كلها 370 مليار جنيه اي ان رأس المال الذي خرج من السوق المصري يتعدي ربع رأس المال السوقي للبورصة كلها . وسابقا عند عودة البورصة في بداية التسعينيات من القرن الماضي للنشاط كان يتم تشجيع الشركات علي القيد في البورصة باعفاء ضريبي يقدر ب 10% من رأسمالها فكان عدد الشركات التي قيدت في البورصة في تلك الفترة اكثر من 600 شركة مقيدة بجداول البورصة وقد انخفضت حاليا الي 180 شركة فقط، أما الآن وطبقا لقانون الضرائب الجديد ستفرض ضرائب تقدر ب 10% عند الطرح لأول مرة بالبورصة وهو ما سيجعل الشركات تمتنع عن الطرح في البورصة وبالتالي لن يكون هناك شركات جديدة تعوض الشركات التي خرجت من البورصة. وما يحدث في البورصة يؤثر بشكل مباشر علي الشركات العاملة بالمجال فالهواء ايضا يصفر في شركات السمسرة فلا يوجد عملاء ولا يوجد برنت تداول وحتي الموظفين تم تسريح اعداد كبيرة منهم لعدم قدرة الشركات علي تحمل تكاليفهم، وفي الاسبوع الماضي ومن خلال اجتماعي برئيس البورصة المصرية د.محمد عمران في مقر البورصة وجدت الهواء بيصفر في الكوربيه ايضا (صالة التداول) وهو ما يدل علي الفراغ الذي تعانيه البورصة والكوربيه وشركات السمسرة . وفي النهاية اقول للمسئولين: اذا كان هناك مسئولون فعلا (احذروا....الهواء بيصفر في البورصة). وائل عنبة رئيس مجلس الادارة شركة الاوائل لادارة محافظ الاوراق المالية