السياحة من أولويات مشروع النهضة وسننافس علي أوليمبياد 2028 الخبراء: زيادة متوقعة في عدد الرحلات بعد هدوء الأوضاع تقارير المكاتب الخارجية: التعافي بدأ.. بعد انتخاب أول رئيس مدني بدأ الكثير من العاملين في القطاع السياحي الرسمي والخاص يتنفسون الصعداء بعد أن انتهت تجربة سنة أولي ديمقراطية بسلام وانتخاب د. محمد مرسي أول رئيس جمهورية منتخب بارادة شعبية حقيقية والذي أرسل رسالة في أول خطاباته إلي العاملين في القطاع لطمأنتهم علي مستقبل السياحة.. قائلا بالحرف الواحد "سنعمل معا علي تشجيع الاستثمار في كل القطاعات واستعادة السياحة لدورها بما يعود بالخير علي الاقتصاد المصري وسنرسم معا مستقبلا زاهرا لأولادنا وشبابنا مسلمين ومسيحيين، لتعود مصر عزيزة قوية. خبراء السياحة وصفوا الرسائل التي وردت في خطاب الرئيس محمد مرسي حول موقفه من قطاع السياحة بأنها ايجابية بالنسبة للغرب. متوقعين أن تتعافي السياحة من الأزمة التي ألمت بها عقب ثورة 25 يناير 2011 ومرور 17 شهرا من الاخفاقات والخسائر الكبيرة التي مني بها القطاع كما أعربوا عن تفاؤلهم بأن تشهد الحركة السياحية نموا ملحوظا في الفترة الحالية خاصة بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية والتي تمت بطريقة متحضرة وسلمية وأسفرت عن تولي رئاسة مصر أول رئيس منتخب يمثل إرادة الشعب المصري.. إلا أنهم يرون أنه يجب توجيه رسالة اطمئنان واضحة لكل منظمي الرحلات الأجانب تؤكد عدم المساس بالسياحة لا من قريب أو من بعيد. وبدورها ناشدت لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال برئاسة المهندس أحمد بلبع الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بضرورة توجيه رسالة طمأنة مباشرة وواضحة إلي دول العالم المصدرة للسياحة إلي مصر ودعوة السائحين لزيارة مصر مع ضرورة التأكيد علي احترام الحريات الشخصية للسائحين من حرية المأكل والملبس والمشرب وذلك طبقا للقوانين المعمول بها حاليا، علي أن تكون الرسالة موجهه من احدي المدن السياحية "الغردقة أو شرم الشيخ". بالإضافة إلي التركيز علي استعادة التواجد الأمني وتكثيفه بأكبر قدر ممكن داخل المدن السياحية والطرق المؤدية إليها وخاصة محافظة جنوبسيناء والتعديات التي حدثت خلال الفترة السابقة علي المشروعات السياحية. المسئولون بحزب الحرية والعدالة حاولوا تبديد مخاوف العاملين بقطاع السياحة وأكدوا أن السياحة تحتل جزءا رئيسيا من برنامج الدكتور محمد مرسي وأن كل الاجراءات التي سيتم تنفيذها خلال المائة يوم الأولي من برنامج الرئيس تصب في صالح السياحة والاقتصاد المصري كما أن السياحة لن تنهض إلا بتحقيق الجو الملائم والاستقرار الذي يشجع السائح علي المجيء إلي مصر. مستثمرو السياحة يرون أن أهم التحديات الاقتصادية أمام رئيس الجمهورية المنتخب الدكتور محمد مرسي هي استعادة الحركة السياحية الوافدة لمصر كما كانت عليه قبل ثورة يناير 2011 حتي تعود السياحة كقاطرة للتنمية الاقتصادية في مصر من جديد.. قائلين إن هذا التحدي يحتاج لجهود كل المخلصين من أبناء الوطن خاصة بعد أن كشف التقرير السنوي "الباروميتر" لمنظمة السياحة العالمية عن تراجع ترتيب مصر في قائمة الدول الأعلي استقبالا للسائحين من المركز ال 18 في 2010 إلي المركز ال 26 في 2011 حيث تراجع عدد السائحين من 14.1 مليون سائح في 2010 إلي 9.5 مليون سائح في 2011 وبذلك خرجت مصر مما نسميه نادي ال20 دولة الكبار سياحيا في العالم والذي كانت قد دخلته لمرة واحدة في عام 2010 كما تراجعت أيضا في ترتيب الدول الأكثر في العائدات السياحية نظرا لتراجع الاعداد حيث جاءت في المركز ال 33 بعائدات بلغت 8.7 مليار دولار في 2011 بعد أن كانت في عام 2010 في المركز ال 22 في هذه القائمة بعائدات بلغت 12.5 مليار دولار مما يؤكد أن الفترة المقبلة تحتاج إلي جهود خارقة وخطط تسويقية غير تقليدية خاصة بعد نجاح مرحلة التحول الديمقراطي وتسليم السلطة واشادة العالم كله بهذا التحول. إلا أن مؤشرات الشهور الخمسة تشير إلي أن السياحة المصرية بدأت بالفعل في التعافي في الفترة التي سبقت الانتخابات مباشرة حيث ارتفعت نسبة عدد السائحين الوافدين إلي مصر، بنسبة 29% وذلك خلال الفترة من يناير مايو من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من عام 2011، علاوة علي ذلك فإن حركة الطيران العارض لا تزال تسير بنفس معدلاتها السابقة، وهو ما يعد إشارة واضحة إلي أن المقصد المصري سوف ينجح ليس فقط في استعادة معدلاته، ولكن أيضا في التفوق علي هذه المعدلات، كما أن التوقعات تشير إلي أن موسم الشتاء القادم سيشهد عودة المعدلات السياحية السابقة في ظل وجود رئيس منتخب وبرلمان جديد ودستور. تقرير الباروميتر الذي أصدرته منظمة السياحة العالمية يكشف أيضا أن السياحة العالمية حققت بداية قوية للغاية في الأشهر الأولي من العام الجاري فقد ارتفعت نسبة الوصول الدولي للسائحين إلي 5.7% في الأشهر الأولي من العام الجاري مما يشكل استمرارا للاتجاه الصعودي الذي بدأ في عام 2011 الماضي بعد أزمة عام 2009 الاقتصادية العالمية. كما أشار الباروميتر إلي أن الاتجاه الصعودي كان غالبا في كل مناطق العالم باستثناء منطقة الشرق الأوسط بسبب تأثيرات ثورات الربيع العربي والتداعيات التي لا تزال قائمة حتي موعد صدوره. "زيادة الرحلات" في البداية يؤكد هشام زعزوع مساعد أول وزير السياحة أن الكثير من الأوروبيين بدأوا يشعرون باستقرار الأوضاع في مصر ومن ثم يعتزمون زيادة رحلاتهم السياحية إليها خلال الفترة المقبلة متوقعا انتعاش السياحة من جديد خلال الشهور القليلة القادمة بعد انتخاب الرئيس محمد مرسي الذي أرسل رسالة في أول خطاباته إلي العاملين في القطاع لطمأنتهم علي مستقبل السياحة مرجعا التأخر في بدء حملات الترويج إلي الخارج إلي تشكيل الحكومة الجديدة وذلك حتي يتم اعتماد موازنة الترويج المخصصة خلال العام، والتي تقل بنحو 15% عن الميزانية التي أقرت خلال العام المالي المنتهي في يونية الماضي، ويشير هاني الشاعر نائب رئيس غرفة المنشآت الفندقية إلي أن هناك شركات طيران شارتر انجليزية بدأت تتحدث عن زيادة رحلاتها الأسبوعية القادمة إلي مصر مما يبشر بزيادة اعداد السائحين خلال الفترة القادمة مشيرا إلي زيادة نسب اشغالات الفنادق في مدينة شرم الشيخ خلال الأسبوع الماضي. "أهم الأولويات" ويؤكد محمد جودة المتحدث باسم اللجنة الاقتصادية بحزب الحرية والعدالة أن مشروع النهضة يقوم علي اتخاذ قطاع السياحة من أهم ثلاثة قطاعات قادرة علي قيادة قاطرة التنمية وقيادة الاقتصاد المصري للنمو، مشيرا إلي أن مشروع النهضة يستهدف الوصول بعدد السائحين إلي 25 مليون سائح خلال السنوات السبع القادمة ويلفت جودة إلي أن حزب الحرية والعدالة يدرك مدي أهمية السياحة في مصر ويراهن علي زيادة نسبة قطاع السياحة للناتج القومي الاجمالي مشيرا إلي ضرورة تدعيم المواطنين للسياحة وتغيير مفهوم وثقافة المواطنين في التعامل مع السائح لاعطاء صورة جيدة عن مصر. استضافة الأوليمبياد ويكشف أحمد إمام، رئيس لجنة تنشيط السياحة بحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين عن عزم الحزب تقديم خطة للمنافسة علي استضافة الألعاب الأوليمبية لعام 2028 بمصر. مشيرا إلي أن الحزب يعد دراسة للانتهاء من مشروعات البنية التحتية قبل هذا الموعد لاستيعاب أعداد كبيرة من الزوار خلال دورة الأوليمبياد والتي ستتضمن الانتهاء من خطوط مترو الانفاق وبناء مطار جديد بالعاصمة وغيرها وتصميم وإنشاء حمام سباحة أوليمبي تصل تكلفته إلي حوالي 300 مليون جنيه. ويبدي إمام أسفه لضعف ترتيب مصر عالميا، مضيفا أن الهدف هو أن نكون رقم واحد عالميا في السياحة، بدلا من الترتيب ال38 لنحل محل إسبانيا خاصة أن مصر تملك مقومات أفضل منها بكثير. ويتوقع الخبير السياحي بشري الجرجاوي أن تعود السياحة إلي معدلاتها الطبيعية خلال الفترة المقبلة عقب تصريحات رئيس الجمهورية المنتخب بشأن حرية السائح واصفا برنامج حزب الحرية والعدالة بأنه "معتدل" نافيا تأسيس شركات سياحة دينية جديدة حاليا ينتمي أصحابها لجماعة الاخوان المسلمين مشيرا إلي أن العاملين بالقطاع يترقبون تنفيذ الدكتور محمد مرسي لرسائل الطمأنينة التي بعثها فور اعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية. ويطالب الجرجاوي رئيس الجمهورية بضرورة النظر للتجربة التركية خاصة أنها دولة إسلامية اتجهت إلي عرض معالمها السياحية للترويج بطرق غير مباشرة من خلال المسلسلات والأفلام لجذب أكبر عدد من السائحين علي مستوي العالم، مشيرا إلي أن تركيا تعد حالياً الدولة الإسلامية رقم 3 علي مستوي العالم حيث بلغ إجمالي عدد السائحين نحو 30 مليوناً خلال العام الماضي. التحول الديمقراطي ويؤكد المهندس طارق أدهم عضو جمعية الاستثمار السياحي بالبحر الأحمر أن السياحة يجب أن تستفيد أقصي استفادة ممكنة من نجاح تجربة التحول الديمقراطي التي حدثت بمصر ولاقت إعجاب واحترام العالم كله والتي تمثلت في انتخاب أول رئيس من خلال انتخابات حقيقية في مصر وكذا تسليم السلطة للرئيس الجديد وهو ما أعطي انطباعا جيدا عن حالة الاستقرار التي بدأت تسود مصر وتغيير الصورة الذهنية السيئة لدي البعض والتي خلفتها حالة الانفلات الأمني التي أعقبت الثورة المصرية لنتجاوز بنجاح "سنة أولي ديمقراطية". وأكد أن غالبية الدول الأجنبية تقدر هذا التحول إلا أن ذلك يجب أن يتبعه توجيه رسالة واضحة وشاملة إلي جميع الدول الأجنبية لطمأنة زوار مصر الذين يقدرون تماما هذا التحول. وجه جديد ويري مجدي حنين رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية أن كل التوقعات المستقبلية تشير إلي أن السياحة ستأخذ وجها جديدا بعد تولي الدكتور محمد مرسي منصب رئيس الجمهورية كأول رئيس منتخب في البلاد وهذا الوجه متمثل في أفكار طرح بعضها علينا حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين وأرسلت الاطمئنان إلي العاملين بالسياحة حيث إنهم وعدوا بسياحة حرة طالما لم تتعرض إلي خدش الحياء العام وأن مسألة الحريات الشخصية متروكة للشخص في ظل احترام عادات وتقاليد المكان الذي يفد إليه. ويشير إلي أنه يجب التوضيح أن كثيرا من البلاد العربية الإسلامية تفرض قوانينها بما يتماشي مع مبادئ الشريعة الإسلامية ولم تتأثر بها السياحة مطلقا، بل إن السياحة في ازدهار وأن أرقام الزائرين الوافدين إليهم تتزايد باستمرار.. ولنأخذ مثالا لذلك في دولة الإمارات العربية والنهضة السياحية الكبري التي بدأت بإمارة دبي وهي تنمو في باقي الإمارات الشاطئية الأخري مثل إمارات الفجيرة والشارقة ورأس الخيمة وحتي إمارة الشارقة وهي أكثر تطبيقا للشريعة الإسلامية فإن السياحة بها تتقدم لافتا إلي أنه يجب التركيز علي توجيه رسائل اطمئنان لشركائنا في الخارج والتأكيد علي أن وجود رئيس من حزب الحرية والعدالة وهو حزب إسلامي ليس خطرا ولن يحد من التدفق السياحي كما يجب أن تكون رؤية الحزب والرئيس المنتخب واضحة وتركز علي أن مصر لم تحظ بمكانتها السياحية التي يجب أن تكون عليها منذ عدة سنوات وأن 12 مليون سائح لا يتناسب مع مكانة مصر مطلقا. ويشير حنين إلي أن وصولنا إلي 20 مليون سائح سنويا ليس بمعجزة لأن مصر لديها إمكانيات لا تتوافر في دول سياحية كبيرة ورغم ذلك أعداد الوافدين إليها يفوق ما يأتي لمصر بمراحل كثيرة كما أنها ليست أقل من البلاد المجاورة التي تنمو فيها السياحة نموا مطردا رغم كونها دولا إسلامية مثل تركيا والإمارات أو الدول الخليجية بصفة عامة. تقارير إيجابية كما يوضح أن الرؤية المستقبلية تبشر بنمو كبير في جميع المجالات مع وصول الاستقرار السياسي الذي يعتبر الخطوة الأولي للاستقرار والأمن في الدولة بكاملها ويظهر هذا بوضوح علي التعاملات المالية وعلي النمو الكبير الذي صاحب البورصة المصرية خلال الأيام الأخيرة لافتا إلي أن الطلب علي السياحة بدأ يزداد وأن معدلات السياحة في 2010 سوف تتحقق خلال الأشهر الثلاثة القادمة بعد أن يسود الاستقرار والهدوء أرجاء البلاد. ويوضح سامي محمود، رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة، أن الهيئة تلقت تقارير إيجابية من 17 مكتباً خارجياً، حول ردود أفعال الأسواق المصدرة للسياحة بعد انتخاب أول رئيس مدني، مشيرا إلي حالة كبيرة من الترقب لما سوف يسفر عنه تشكيل الحكومة الجديدة، وما ستتخذه من إجراءات تجاه السياحة واصفا الرسائل التي وردت في خطاب الرئيس محمد مرسي حول موقفه من قطاع السياحة بأنها إيجابية بالنسبة للغرب. مضيفا أن وجود وزير ليبرالي للسياحة سيكون أكثر طمأنة للأسواق الخارجية، متوقعاً أن تتوقف الأسواق عند إجراءات الحكومة، لا عند فوز الإسلاميين، متوقعا أن ترتفع معدلات حركة السياحة الوافدة نهاية العام الجاري إذا تحركنا بشكل منتظم في اتجاه الاستقرار واستعادة الأمن.