تعتبر سوق خفية يعرفها الجميع، غضت الحكومة الطرف عنها طوال عهد النظام السابق في الوقت الذي يزداد فيه روادها.. هي سوق العملات (الفوركس)، التي أصبحت ظاهرة انتشرت في جميع محافظات مصر، وأصبح الأقبال عليها لا يقتصر علي فئة بعينها، بل أمتد إلي جميع الفئات، من الشباب إلي الشيوخ ورغم ظهور بعض حالات النصب والاحتيال مثل حادثة هيثم الشهيرة قبل عامين إلا أن الظاهرة لم تتوقف حيث اعتبرها روادها ظاهرة فساد مثل أي تجارة وسرعان ماعادوا إليها وذلك أن مسئولي الحكومة المصرية في وقتها قالوا إن رجال أعمال مصريين خسروا مئات الملايين من الدولارات في سبتمبر 2008 وشهدت هذه السوق بعد الثورة رواجا أكبر وزيادة في حجم مريديها بين من بدأوا بالفعل في تجارتها وبين من يأخذون الآن الدروات المكثفة لتعلمها والانخراط فيها . يقول محمود العربي مجال الفوركس في منتهي الخطورة فالفارق بين المكسب والخسارة فيه ضيق إلي أبعد الحدود وهذا يستلزم إدارة المخاطر المالية أو ما يسمونه الريسك كونترول فيجب علي كل من يتعامل في مجال الفوركس أن يكون علي دراية بآليات السوق المالي ومخاطره ومع ذلك نجد الكثير من السيدات والرجال لا يعرفون شيئا عنه يدخلون بالمجال ويحقق له عائد ربحي كبير ولكن بعد فتره قليلة يدفعون بالخسارة نتيجة جهلهم بعمليات التداول وطمع الآخرين معتبرا أنه أخذ دورة فيه بعد الثورة أملا أن تقره الحكومة بشكل منتظم وبشكل يفرق بين الصالح والطالح منه. جيهان إبراهيم فاجأتنا بقولها (أنا كنت كل ما أقول لحد في مصر فوركس، يقولي اسكتي هتودينا في داهية، في مصر يعتبرون الفوركس نوعا من توظيف الاموال، ويقال أن منع الفوركس جاء بعدما خسر الريان حوالي 200 مليون دولار في بورصة العملات بسبب الانهيار الكبير الذي حدث في جميع البورصات والذي أطلق عليه الاثنين الأسود عام 1987) وقالت لم أعد أري سببا منطقيا لمنع تجارة كبيرة وعالمية وذات باع بسبب هواجس حكومية! ويري علي فتاتي أحد المتعاملين في بورصة العملات أو الفوركس أنه مجال لا يخلو من المخاطرة والذين لديهم مكاتب فوركس في مصر حاجة من الاثنين: واحد مش فاهم حاجة عن التراخيص وخلافه فينسحب مبكرا أو واحد عارف أن الفوركس غير مسموع به في مصر فيعمل من وراء الستار مكتب إستشارات ماليو - خدمات بورصة ويمارس نشاطه في الفوركس عادي تحت إشراف محام. وتلتقط أطراف الحديث رواية محمود موظفة بإحدي الشركات والتي تحدثت عن تجربتها بالفوركس وعن كيفية دخولها هذا البيزنس قائلة أي شيء فيه مكسب كبير يتبعه خطورة أكبر وخاصة بورصة العملات ولكنها أفضل من البورصة العادية بمئات المرات، ولا توجد شركات وساطة في الفوركس مباشرة في مصر أو الوطن العربي بالمعني المتفق عليه ومعظم هذه الشركات هي شركات سمسرة أون لاين لشركات وساطة أكبر، وعن دخولي المجال جاء بالصدفة أثناء سفري لإحدي المناطق الساحلية تعرفت علي صديق لديه شركة استشارات وخدمة رجال أعمال وعرض عليا الدخول في بيزنس تداول العملات في البورصة وكنت أول مرة اسمع كلمة الفوركس فأوضحها لي، وتعهد لي بأن الشركة تقدم دورات تدريبية في بيزنس الفوركس وبالفعل تعاونت معه، ووجدت أنها مسألة مربحة جدا. ويتحدث هيثم إبراهيم تاجر فوركس قائلا "مخاطر التعامل في سوق العملات كبيرة فالمكاسب كبيرة، والخسارة كبيرة أيضا ولكن العلم والحذر مطلوبان في أي شيء" مشيرا إلي أن أسس التعامل ببورصة العملات من خلال وكيل بمصر يجب أولا التأكد من الشركة التي أتعامل معها ومن مصداقيتها ويجب أن أتأكد أن الشركة الأصلية مسجلة لدي جهة رسمية بالدولة الموجودة بها وأن سجل الشركة نظيف وخال من أي مشكلات مالية إلي جانب مراسلة الشركة الأم ومعرفة الضمانات التي تعطيها ثم بعد ذلك تتأكد من أن لها وسيطا في مصر أو لا. وأشار إلي أنه ينوي عمل شركة للتعامل في "الفوركس" فهو أيضا يدير أموال أسرته وأصدقائه يقول "إن الأمر بسيط جدا فما عليك إلا أن ترسل بريدا إلي شركة معتمدة في بلدها تعمل في هذا المجال وتطلب منها أن تكون وكيلها في مصر وترسل سيرتك الذاتية ومستندات عن شركتك التي في الغالب يكون ترخيصها استشارات مالية وبعدها تمنحك توكيلا بالتعامل مع العملاء في بلدك.