رغم الأزمة التي تشهدها السياحة المصرية في الوقت الحالي وتراجع معدلات التدفق السياحي من الأسواق التقليدية إلا أن المسئولين عن السياحة لم يلجأ حتي الآن إلي الخيارات المهمة المتمثلة في عودة العلاقات السياسية مع ايران واستغلال حالة الهدوء والروح التي دبت بين الحكومة الايرانية والمجلس العسكري في تعويض التدفقات السياحية من تلك الأسواق.. وكذا استغلال تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بدعوة الحكومة المصرية للسماح للسياح الإيرانيين بالحصول علي التأشيرة لدخول إلي مصر لزيارة مسجد ومقامات آل البيت. ورغم طبيعة السائحين الايرانيين التي تناسبهم الأوضاع المصرية الثقافية والدينية والاقتصادية والاجتماعية.. إلا أن هناك انقسام ما بين مؤيد ومعارض في ضرورة فتح المقاصد السياحية المصرية أمام السائحين الايرانيين. المؤيدون يرون أن هذا الاتجاه ربما يعوض الانخفاضات التقليدية من الأسواق الاخري في حين أن البعض الآخر مازال يستند إلي بعض المبررات الدينية والأمنية التي تتعلق بعودة السائحين الايرانيين إلي مصر حيث إن هناك تحفظات من التشيع "نشر المذهب الشيعي" وأيضا فيما يتعلق ببعضها النواحي الأمنية بل يعتمدون علي ذلك في الواقعة الأخيرة للدبلوماسي الايراني الذي تم القاء القبض عليه وترحيله من مصدر مؤخرا. وما بين المؤيد والمعارض يبقي صوت العقل والجدوي الاقتصادية هم الحاكمان في هذه القضية الشائكة.. كان مجلس الوزراء قد قرر اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لتحقيق هذا الهدف وعلي رأسها.. تسهيل دخول السائحين إلي مصر من خلال اعفاء بعض الجنسيات من شرط الحصول علي تأشيرة الدخول والسماح لبعض الجنسيات بالحصول علي التأشيرات عند الوصول إلي المنافذ وكذلك تسهيل اجراءات دخول السائحين الوافدين عبر المنافذ البرية، وكذلك اجراءات دخول اليخوت الخاصة بالسائحين، كما تم التأكيد علي ضرورة العمل علي فتح أسواق سياحية جديدة وتنويع المنتج السياحي المصري. وتكشف الاحصائيات أن عدد السياح الايرانيين الوافدين إلي الأسواق المنافسة مثل تركيا تمثل نسبة 1.65% من اجمالي 19 مليوناً و648 ألفا و882 سائحا، حيث احتلت المركز الرابع في عدد السياح، بينما احتلت ألمانيا المرتبة الأوي بنسبة 81.9%. توضح الاحصائيات، أن الغاء التأشيرات بين سوريا وإيران أسهم في تدفق السياح بشكل كبير، حيث استقبلت سوريا ما يزيد علي 549 ألف سائح تركي هذا العام، مقابل 210 الاف سائح خلال الفترة نفسها من العام الماضي، في حين زاد عدد السياح الإيرانيين بمعدل 103% وعادة ما يركزون علي السياحة الدينية وسياحة التسوق. دراسة القرار في البداية يؤكد منير فخري عبدالنور وزير السياحة أن السياحة الإيرانية وقدومها إلي مصر محل بحث ودراسة حاليا من قبل الوزارة والجهات المعنية بالتنشيط السياحي سواء علي المستوي الوزاري أو علي مستوي القطاع الخاص "شركات السياحة"، مشيرا إلي أن الوزارة تبحث حاليا مع وزارة الداخلية امكانية منح تأشيرة الدخول لعدد من الجنسيات خاصة العربية وتم إرسال مذكرة بهذا المقترح إلي وزير الداخلية منصور العيسوي ومن المقرر البت في هذا الأمر خلال الأيام القادمة. يوضح وزير السياحة أن مصر يمكنها جذب 20 مليون سائح سنويا بعائد يصل إلي 20 مليار دولار، خلال خمس سنوات من الآن، معربا عن تفاؤله إذا ما عاد الاستقرار إلي المنطقة، تفاؤله بالتحسن التدريجي في عودة حركة السياحة إلي مصر لمعدلاتها الطبيعي، متوقعا أن يصل عدد السائحين الزائرين لمصر إلي 11 مليون سائح بنهاية العام الحالي ،2011 مقابل 14 مليونا و800 ألف سائح العام الماضي. يضيف أن السياحة تمثل أكبر مصدر للعملة الأجنبية في مصر، كما أن واحدا من كل 7 أشخاص في مصر يتأثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة بقطاع السياحة، لافتا إلي أنه خلال الشهور الأربعة الأولي من العام الحالي، انخفض عدد السائحين بنسبة 40% بالمقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وبلغت قيمة خسائر قطاع السياحة في مصر ملياري دولار.