غاب الافصاح عن صفقات "أوراسكوم تليكوم"، فاستسلمت البورصة المصرية للشائعات وسيطرت الضبابية علي تعاملات المساهمين وسط تخلي الرقابة المالية عن الدور المنوط لها بإحجامها عن التدخل والضغط علي "أوراسكوم" بقصد توفير المعلومات عن صفقاتها لئلا يدفع صغار المساهمين الفاتورة وتكون البورصة هي الضحية، وهو ما كشفت عنه التعاملات علي سهم الشركة قبيل الإعلان عن بيع وحدتها التابعة في تونس، ومن ثم تقدم "أوراسكوم" من خلال شركتها الأم "ويذر" بالمستندات اللازمة للدخول في المزايدة الخاصة بشراء حصة أغلبية في شركة "تليكوم صربيا" المملوكة للحكومة الصربية مؤخرا. الغريب في الأمر هو تأكيد مسئولو الشركة الاستمرار في إتمام صفقة الاندماج "ويذر فيمبلكوم" علي الرغم من الإعلان عن بيع وحدة "تونيزيانا" التابعة والتي تتضمنها بنود صفقة الاندماج مع الشركة الروسية التي استبعدت شبكات مصر وكوريا واليونان فقط فضلا عن تقدم الشركة لشراء حصة تبلغ 51% من شركة "تليكوم صربيا" في الوقت الذي تسعي فيه "أوراسكوم" تعزيز وضع السيولة في الشركة، مما يؤكد أنباء فشل الاندماج أو إعادة صياغة الاتفاق من جديد مع قبول مخاطرة عدم وجود وحدة "تونيزيانا" التونسية و"جازي" الجزائرية التي تواجه العديد من العراقيل ضمن أصول الصفقة وهو "من رابع المستحيلات" وفقا للخبراء والمحللين بسوق الأسهم المصرية. ولكن في حال فشل الاندماج هل سيتم تحميل "أوراسكوم تليكوم" المسئولية في ظل مواصلة مسلسل التلاعب الواضح بقواعد الإفصاح والشفافية المصرية في الوقت الذي تقوم الشركة بنشر أخبارها الجوهرية "حصريا" علي المواقع والصحف الأجنبية. حالة من السخط والغضب أصابت المتعاملين بالسوق بعد أن فاقت ممارسات الشركة جميع الحدود والأعراف الفترة الأخيرة، مطالبين بضرورة التدخل الفوري من قبل الجهات الرقابية بعد عمليات البيع والشراء غير الطبيعية التي تسهم الشركة الأكثر تأثيرا علي السوق وذلك في محاولة للخروج بالسوق من عنق الزجاجة والمرحلة الحرجة التي يمر بها حاليا. في البداية، أشار هاني توفيق رئيس الاتحاد العربي للاستثمار المباشر إلي أن الأحداث التي تشهدها شركة "أوراسكوم تليكوم" في البورصة المصرية فاقت جميع الحدودوالأعراف خلال فترة العام ونص العام الماضية سواء من ناحية تصريحات مسئولي الشركة التي أصبحت حكرا علي المواقع والصحف الإخبارية العالمية وتضارب تلك التصريحات والرقابة عليها من ناحية أخري، وهو الأمر الذي جعل سهم الشركة أشبه بأسهم المضاربة التي تقوم علي الشائعات.