كتب - مصطفى أبو جبل وهانى الروبى وعبد الرحمن موسى انتقادات عنيفة واتهامات قوية وجهها خبراء أسواق المال لادارة البورصة بسبب صمتها غير المقبول علي تلاعب «أوراسكوم تليكوم» بالبورصة والاضرار بصغار المساهمين عبر إعلانها المتكرر عن خوض مفاوضات بشأن صفقات كبري يرتفع علي اثرها سهم الشركة قبل أن يتأكد فشل تلك الصفقات في غياب تام لادارة البورصة وتجسيدا لحالة عدم الافصاح التي تؤثر علي المساهمين، ففي أقل من شهر تكرر نفس السيناريو مرتين الاولي عندما أعلنت أوراسكوم عن مفاوضات مع MTN الجنوب أفريقية لبيع فروعها في أفريقيا ليرتفع سعر سهم أوراسكوم من 5 جنيهات إلي 8 جنيهات قبل الإعلان عن فشل الصفقة إلا أن هذا الفشل لم يمنع أوراسكوم من الإعلان مجددا عن خوضها للمنافسة علي شراء حصة فودافون العالمية البالغة 55% في «فودافون مصر» والتي قدرها خبراء بريطانيون بنحو 25 مليار جنيه ليرتفع سهم أوراسكوم مجددا في جلسة الخميس الماضي من 4.90 جنيه إلي 5.70 جنيه. أوضح وائل النحاس خبير أسواق المال أن إعلان أوراسكوم تليكوم عن رغبتها في الاستحواذ علي حصة فودافون العالمية جاء في غياب من الافصاح والشفافية حيث وقعت الشركة في سقطتها الاولي لعدم إعلان الادارة عن دخولها في صفقات استراتيجية. وقال النحاس أن أوراسكوم تليكوم تعاني كثيراً من الضغوط المالية باتهامها بالتهرب من سداد 76 مليون دولار ضرائب مستحقة موضحاً أن الاعلان عن رغبة الشركة في الاستحواذ علي حصة حاكمة في شركة مقيدة بالبورصة يتطلب الافصاح عن عرض الشراء وتفاصيله ضمانا لعدم ترويج الشائعات والحفاظ علي السعر العادل للسهم ومصالح صغار المساهمين. علي صعيد ليس بعيداً ترددت أنباء أوردتها صحف جزائرية أن أوراسكوم بادرت بإجراء مفاوضات مع شركة "اتصالات" الإماراتية وهو ما تناولته روزاليوسف في وقت سابق بما قد لا يواجه بمعارضة جزائرية حسب نصوص القانون هناك إلا أن ذلك سوف يترك الحق للجزائر في شراء نصف أسهم "جيزي" فيما يبقي للجانب الامارتي النصف الآخر. وكشفت مصادر جزائرية أن المفاوضات بين اتصالات الامارتية وأوراسكوم تليكوم قد تواجه عثرات بسبب القيمة الكبيرة التي طلبتها مقابل بيع جيزي والمقدرة ب5 مليارات دولار وهو ما يتعارض مع القيمة التي حددها خبراء في الجزائر والتي لا تتجاوز ملياري دولار. و قالت منال عبدالحميد المتحدث الرسمي لشركة أوراسكوم تليكوم إن الشركة أرسلت خطاباً رسمياً للحكومة الجزائرية للموافقة علي بيع وحدة «جيزي» التابعة للشركة بالجزائر. وأوضحت أن رفض الحكومة الجزائرية لعمليات البيع التي كانت ستتم لشركة «ام تي ان» الجنوب أفريقية والتي ترتب عليه انسحاب الشركة يعني أنه لابد علي الحكومة الجزائرية أن تأخذ في عين الاعتبار العرض الذي كان مقدماً من الشركة الجنوب أفريقية وهو حوالي 7.8 مليار دولار. وأضافت أنه حتي الآن لم يصل أي رد من جانب الحكومة الجزائرية بخصوص موقفهم من عمليات البيع. أما عن موقف أوراسكوم من التقدم للمنافسة علي فودافون فقد أكدت أن المهندس نجيب ساويرس قال إنه سيتقدم للمنافسة إذا كانت شركة فودافون العالمية جادة في قرارها الخاص باتمام عمليات البيع «لفودافون مصر». وتعاني أوراسكوم تليكوم من ضغوط مالية حيث لجأت نهاية العام الماضي إلي زيادة رأسمالها المصدر والمدفوع بحد أقصي خمسة أضعاف عن طريق اكتتاب عام لقدامي المساهمين بواقع 4.392 مليار جنيه.