المستشار جلال إبراهيم رئيس نادي الزمالك سعيد للغاية بالفكرة التي طرأت علي ذهنه بأن يدعو الجماهير للتبرع لإنقاذ نادي الزمالك الرياضي من شبح الإفلاس وهي الفكرة التي ترجمت لشعار "ناديك يناديك"، ويقول عنها بكل حماس "إنها إلهام من ربنا"..! ومن حق المستشار جلال إبراهيم ان يبحث عن دعم للنادي بأي طريقة، ومن حقه ان ينفق الملايين من الجنيهات علي اللاعبين، مادام هذا هو عصر كرة القدم وتدليل اللاعبين، ولكن من حقنا ايضا ان نبدي موقفا رافضا لهذه الحملة وداعيا إلي عدم المشاركة فيها، فالأموال التي ستهدر علي لاعبي كرة القدم يمكن ان تستثمر، وان توجه للكثير من المشروعات الاجتماعية والانسانية التي تحاول مساعدة شبابنا المكافح علي بدء حياته وعلي تأمين مستقبله. فشبابنا الذين يعانون في رحلة البحث عن فرصة عمل، وفي مشوار وحلم العمر بالعثور علي شقة ملائمة، وفي إكمال نصف دينهم بالزواج، هؤلاء الشباب ينتظرون من يمد لهم يد العون من خلال انشاء مشروعات جديدة تستوعب طاقتهم وتوفر لهم فرص عمل، ومن خلال صناديق اجتماعية يمكن ان تقدم لهم قروضا ميسرة..، وهؤلاء الشباب أحق بهذه التبرعات وفي حاجة ماسة لها بدلا من القائها علي أقدام لاعبين يتقاضون مرتبات خيالية حيث ان مرتب اللاعب الشهري يتجاوز ما يحصل عليه عدة علماء وأطباء ومهندسين في عام كامل..! وحملة التبرعات كان ممكنا ان تكون مقبولة ومبررة لو انها كانت موجهة لأعضاء النادي الذين يستمتعون بمرافقه والذين في مقدروهم سداد رسوم العضوية المرتفعة، فهؤلاء أحق بمساعدة ناديهم الذي يناديهم، ولكن ان تتجاوز الحملة أسوار النادي فإن هذا يمثل نوعا من الاستفزاز لملايين يبحثون عن لقمة العيش ويأتي من يطالبهم بأن يتبرعوا لناديهم المفضل من أجل عيون لاعبيه..! ان المستشار جلال إبراهيم عليه ان يفكر في وسائل أخري لإنعاش خزينة ناديه، وان يفتح الكثير من الملفات ليدرس أين ذهبت موارد النادي الضخمة من حصيلة بيع وتأجير البوتيكات وإذاعة المباريات والاعلانات واشتراكات الأعضاء.. وعليه ان يراجع نفسه ايضا في دعوة التبرع التي تمثل نوعا إعلان الفشل ومفهوما جديدا في حل الازمات يقوم علي الاستجداء والأيدي الممدودة بدلا من الاجتهاد والابتكار.