هاني توفيق الخبير المالي والمستثمر انتقد تصريحات المسئولين في اليورومني وقال إن تصريحات غالي مثيرة للدهشة عندما يتحدث عن إمكانية القضاء علي 50% من الفقر خلال سنوات! وقال ان مؤشرات الحكومة المعلنة غير دقيقة ومشكوك فيها وقال: لو كانت دقيقة فلماذا لايشعر الشارع حتي الآن بهذا الرخاء المزعوم في ظل فقر مستشر؟ وقال إن المناخ السياسي في مصر غير مشجع لانه لايحمل تغييراا حقيقيا كما يروج البعض فالانتخابات الرئاسية والتشريعية غير واقعية وقال إن هناك حالة من التردي النفسي في أوساط المستثمرين بسبب ذلك وبسبب تخبط القرارات الاستثمارية علي مدار عامين وهو مايعتبر مناخا طاردا للاستثمار بحسب قوله وطالب توفيق البنوك بأن تكف عن التباهي بتجاوز اثار الازمة بسبب الحذر وأن تنخرط في دورها في تنشيط الاقتصاد ومنح الائتمان. * هل لمست تغيراً ملحوظاً في تصريحات المسئولين في مؤتمر اليورومني كل عام؟ ** أنا لا أصدق تصريحات الحكومة في أي مؤشرات وأي أرقام معلنة سواء التضخم أو النمو الاقتصادي أو البطالة لانها لا تتسق مع الواقع وهو أمر من الطبيعي أن يدفعنا لفقد الثقة في الحكومة لو كان هناك رخاء كما تتحدث وتتباهي الحكومة لكان من المفترض أن نشعر به وإلا فأين ذهبت هذه التصريحات الوردية حتي الآن. * لكن المسئولين تحدثوا أن ذلك لن يتحقق بين يوم وليلة ولكن يحتاج وقتا وفقاً لنظرية تساقط ثمار النمو؟ ** أخشي أن يسقط الشعب قبل أن تتساقط عليه هذه الثمار المنتظرة. * كيف تقرأ مناخ الاستثمار في مصر خلال الفترة المقبلة في ظل المرحلة الحاسمة التي تمر بها مصر من انتخابات رئاسية وتشريعية؟ * الفترة القادمة سيئة جداً وغير واضحة المعالم ولا أمل في التغيير النظام باقي بصورة أو بأخري وملامح الانتخابات التشريعية لم تتغير، شعارها البلطجة وعدم الشفافية والوضع العام في البلد متخبط ومترد وهناك فقر مستشر بقوة في الشارع وتصريحات وزير المالية حول قدرته علي تخفيض الفقر بنحو 50%خلال سنوات قليلة يبعث علي الضحك ولايرقي إلا لمرتبة التهريج خاصة ما قيل من أن مصر كانت مثل الصين من 20 عاماً وتغيرت وهي تصريحات لاينبغي أن تصدر عن وزير مسئول. تراجع * لماذا هناك تراجع في تمثيل الشركات الاجنبية هذا العام مقارنة بالاعوام السابقة؟ * الوضع الاقتصادي في مصر أصبح منفرًا للاستثمارات الأجنبية التي انخفضت خلال العام الأخير لأكثر من 25%، وذلك نتيجة لعدم الاستقرار السياسي في مصر خلال الفترة القادمة، وارتباط الجانب السياسي بالاقتصادي، إضافةً إلي تأثير إلغاء عقد "مدينتي" تخوفًا من حدوث أمور مماثلة تكشف تضارب القرارات وهذا هو سب انخفاض التمثيل الاجنبي للشركات هذا اتوقع أن تنخفض الاستثمارات الأجنبية في مصر خلال السنوات الثلاث القادمة . * البنوك شددت في جلساتها خلال المؤتمر حول تنشيط الائتمان أنها حريصة ولم تتخل عن تمويل كل القطاعات فهل لمست كمستثمر ذلك؟ ** القطاع المصرفي يحتاج تنشيطا وليس معني عبورنا الازمة بفضل السياسات المتحفظة أننا أذكي من الآخرين فينبغي أن يفيق القطاع المصرفي من ثباته من خلال تنشيط الائتمان وطرح أدوات جديدة وغير تقليدية لان استمراره بهذا الوضع غير مجد خلال الفترة المقبلة . الاقتراض وسوق المال * إحدي الجلسات النقاشية تطرقت إلي عودة مصر إلي الاسواق الدولية للاقتراض فما تعليقك علي تجربة لجوء الحكومة إلي طرح السندات مجدداً سواء من خلال المصارف أو المؤسسات الحكومية؟ * تنشيط سوق السندات أمر ضروري إذا كانت السوق المحلية لاتكفي والفرصة الآن مواتية في ظل تراجع أسعار الفائدة في الخارج علي الدولار واليورو وهو مايدفع مصر إلي طرح هذه السندات بأسعار تتمتع بميزة نسبية وهو يشكل رافدا مهم لكن الاهم من ذلك وشرط النجاح لهذه الطروحات يتحقق من خلال كون العائد من البيع المستغل يحقق ربحية أعلي من تكلفة الاقتراض وهنا يجب أن تضع الدولة خطوط حمراء علي الاقتراض الخارجي وعدم فتحه علي مصراعيا دون ضوابط حتي لاندخل في دوامة .