يتطلع المستثمرون من حين لآخر إلي التوزيعات النقدية من قبل الشركات "الكوبونات" باعتبارها الملاذ الآمن الوحيد أو الربح المضمون وفقا لما أكده مستثمرون بالسوق، لاسيما في ظل تضاؤل الفرصة المتاحة لتحقيق الأرباح من الأسهم في البورصة وشهدت الفترة القليلة الماضية اتجاه العديد من الشركات بالسوق إلي توزيعات نقدية "كوبونات" علي المستثمرين في الوقت الذي أبدي فيه العديد من المستثمرين من لجوء الشركات إلي الإحجام والتوزيعات النقدية أو تخفيضها بشكل مبالغ فيه باعتباره إجراء تحوطيا للحفاظ علي السيولة في ظل صعوبة الاقتراض والتمويل نتيجة تداعيات الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها علي الشركات. وقال الخبراء إن "الكوبونات" مؤشر علي تحسن الظروف الاقتصادية للشركات وما له من آثار إيجابية علي أداء أسهم الشركات التي اتجهت لتوزيع الأرباح، خاصة أن المستثمرين عادة ما يفضلون الاحتفاظ بأسهم الشركات المنتظمة في توزيع الأرباح. وقال نائب رئيس شركة "مينا" للسمسرة في الأوراق المالية أحمد سمير أن المستثمرين عادة ما ينتظرون توزيع الكوبونات باعتبارها ربحا مضمونا خاصة في ظل تضاؤل الفرص المتاحة لتحقيق الأرباح من جراء الاستثمار في الأسهم. وقال إن توزيع الكوبونات بشكل لافت للنظر من قبل الشركات في الأونة الأخيرة دليل قوي علي بدء تعافي الشركات. واعتبر أن توزيع الكوبونات سيرضي المستثمرين إلي حد ما ويعوضهم عن بعض من خسائرهم التي تكبدوها. ومن جانبه قال محمد حجازي العضو المنتدب بإحدي شركات الاستشارات المالية والفنية إن المستثمرين عادة ما يلجأون إلي الاحتفاظ بالأسهم الدفاعية، تلك الأسهم التي يحتمون بها عند الأزمات والتذبذبات التي تشهدها البورصة من حين لآخر وهي تلك الأسهم التي تحافظ شركاتها علي توزيع الأرباح بانتظام. وأكد أن الفترة الماضية شهدت تباينا في طريقة استخدام كل شركة لصافي أرباحها. واختارت معظم الشركات التوزيع في شكل كوبونات نقدية فيما فضلت شركات أخري الاحتفاظ بالأرباح للتوسعات المستقبلية وتنفيذ الخطط الاستثمارية للشركة بينما اتجهت بعض الشركات للتوزيع النقدي والمجاني معا. ويقول أحمد حنفي رئيس قسم البحوث الفنية بشركة الجذور لتداول الأوراق المالية إن الكوبونات عادة تجذب المستثمرين إلي اقتناء أسهم شركاتها التي تتميز بالانتظام في توزيعاتها وأضاف أن الأسهم الدفاعية المتمثلة في قطاع الأدوية والمطاحن والأسمنت لأنها الأسهم التي تحفظ للمستثمرين حقوقهم في ظل حالة الخسائر المتتالية لسوق الأسهم. وعلي صعيد المستثمرين قالوا إنهم عادة ما ينتظرون بشغف اتجاه الشركات لتوزيع أرباحها "الكوبونات" علي اعتبار أنها وسيلة مضمونة للأرباح في ظل خسائرهم في سوق الأسهم وقال المستثمرون إن "الكوبونات" "نواية تسند الزير" علي حد قول أسامة عبدالغفار - مستثمر- لافتا إلي أنه عادة ما يلجأ إلي تنويع محفظته المالية علي أساس ألا تخلو من الأسهم الدفاعية التي تحرص شركاتها علي توزيعات الأرباح في صورة كوبونات ومن جانبها تقول إيمان سليم - مستثمرة- إن الكوبونات من شأنها تشفي غليل البعض ممن تكبدوا خسائر فادحة الفترة الماضية جراء الاستثمار في الأسهم وقالت إن التوزيعات النقدية كانت في فترة من الفترات لا ينتبه إليها المستثمرون خاصة في ظل الانتعاشة الكبيرة التي كانت تعيشها البورصة خلال العامين الماضيين. وأعلنت أكثر من 25 شركة خلال شهر سبتمبر الجاري عن اتجاهها لتوزيعات نقدية في صورة "كوبونات" علي المستثمرين تنوعت أغلبها ما بين 25 قرشا وحتي 6 جنيهات وكانت أبرز هذه الشركات "الزيوت المستخلصة" و"العربية لحليج الأقطان" و"مطاحن مصر العليا" و"المهندس للتأمين" و"الشرقية للدخان" و"باكين" و"الجيزة للمقاولات" و"سبينالكس" و"ممفيس للأدوية" و"مصر للفنادق" و"أبو قير للأسمدة" و"الوادي" لتصدير الحاصلات" و"النيل للأدوية" و"القاهرة للأدوية" و"عتاقة" و"اسكندرية للأدوية" و"الألمونيوم العربية".