شهدت الفترة الماضية وبالتحديد بعد الإعلان عن نتائج أعمال الشركات موجة من التوزيعات النقدية والمعروفة ب "كوبونات الارباح"، ولعل هذه الظاهرة أثبتت أن الشركات تسعي لإرضاء المساهمين بشكل كبير وبالتحديد بعد أن جاءت هذه التوزيعات عقب الازمة المالية . وأجمع خبراء السوق أن ظاهرة التوزيعات النقدية لها فوائد كبيرة لا تقتصر فقط علي ارضاء المساهمين وتشجيعهم، ولكن يعاد ضخها مرة أخري في السوق مما يرفع من سيولته واحجام تداولاته وفي النهاية يؤثر علي تحركاته بشكل إيجابي . وحسب الخبراء فإن ظاهرة التوزيعات النقدية بدأت مرة أخري في الانتشار نظرا لما لها من أثر ايجابي في نفوس المتعاملين والمساهمين وترفع من الثقة بين الشركة ومساهميها . في البداية، يري هاني حلمي رئيس مجلس إدارة شركة الشروق لتداول الاوراق المالية أن قيام الشركات بتوزيعات نقدية عن عام 2009 لم يكن متوقعا نظرا لمرور هذه الشركات بالازمة مما أثر علي ربحيتها، مؤكدا أنه حتي إن لم تقم هذه الشركات بعمل توزيعات فسيكون لها "العذر" ولكن مجالس إدارات إدارة هذه الشركات اثبتوا أنهم قادرون علي تحمل المسئولية اضافة إلي أن هذه الازمة اثبتت كيفية التعامل مع الازمات والخروج منها بدون خسائر فادحة أو علي الاقل عدم تحقيق أرباح أو خسائر منخفضة مؤكدا أن قيام الشركات بتوزيع كوبونات نقدية سيؤدي إلي استمرارية ثقة المستثمرين في الأسهم اضافة إلي جذب مستثمرين جدد لهم في دور في زيادة حجم السيولة في السوق نتيجة لضخها مرة أخري في السوق مما يسهم في زيادة أحجام التداول وصعود السوق . ويتوقع أن تحقق الشركات أرباحا مرتفعة خلال العام الحالي مقارنة بالعام الماضي مما يؤدي بدوره إلي زيادة أرباح الشركات مما ينعكس ايجابا علي سعر السهم . واتفق مع الرأي السابق الدكتور احمد النجار رئيس قسم التحليل المالي بشركة بريمير لتداول الأوراق المالية الذي أكد أن قيام الشركات بإعلان عن توزيعات نقدية لم يكن متوقعا خاصة في ظل انخفاض أرباح الشركات خلال العام الماضي مشيرا إلي أنها قامت بالعمل علي ارضاء المساهمين من خلال توزيعات نقدية منخفضة في ظل انخفاض أرباحها ولكن هناك قطاعات شهدت توزيعات نقدية مرتفعة كقطاع الأسمنت نتيجة للطفرة التي حدثت في أسعار الأسمنت وزيادة أحجام المبيعات مما أدي إلي زيادة ارباحها وبالتالي انعكس علي التوزيعات النقدية وكانت تتسم ب "السخاء" . أكد أن التوزيعات النقدية لها تأثير ايجابي علي السوق نتيجة لزيادة حجم السيولة من خلال ضخها مرة أخري في السوق موضحا أن السوق شهد بوادر انتعاش ومع التوزيعات سيؤدي ذلك إلي استمرار الانتعاشة التي حدثت وسيكون لها دور ايجابي ملحوظ في السوق . ومن جانبه، رأي عيسي فتحي العضو المنتدب لشركة المصريين في الخارج أن التوزيعات النقدية يهتم بها جميع شرائح المستثمرين مشيرا إلي أن المستثمرين ينتظرون السهم للحصول علي هذه التوزيعات وينتظرونها من سنة لأخري وأن التوزيعات التي تقوم الشركات بصرفها تتفاوت من شركة إلي أخري ومن قطاع إلي آخر، موضحا أنه يوجد من الشركات من قامت بتوزيعات نقدية مرتفعة مثل عز الدخيلة والمطاحن اضافة إلي توزيعات نقدية منخفضة . أوضح أن قيام الشركات بتوزيعات نقدية لارباحها لم يكن متوقعا خاصة أن عام 2009 مر العالم فيه بظروف اقتصادية سيئة مما أثر علي ربحية الشركات ولذلك لجأت العديد منها إلي توزيعات نقدية منخفضة . أكد ان المستثمرين يهتمون بالشركات التي تقوم بعمل توزيعات نقدية، يهتم بها المستثمر طويل الاجل بينما المضارب لا يبحث عن هذه الكوبونات . يري أنه ليس بالضرورة أن تتم إعادة ضخ هذه الأموال في السوق خاصة من جانب المستثمرين الافراد وهذا بعكس المؤسسات بحيث تقوم بضخها مرة أخري في السوق . ويوضح أيضا أنها ليس لها تأثير مباشر في صعود السوق ولكن تعد سببا ثانويا يؤثر علي السوق اذا كان يشهد استقرارا .