أكد خبراء سوق المال أن التوزيعات النقدية للشركات والمعروفة ب"الكوبونات" لها مردود إيجابي كبير علي المتعاملين والمساهمين في السوق وأسهم تلك الشركات بشكل خاص، وتسهم هذه التوزيعات في إقبال المتعاملين علي أسهم تلك الشركات فضلا عن كونها تصب في نهاية المطاف في مصلحة السوق بعد إعادة ضخها مرة أخري في السوق وترفع من حجم التداول، ووصل عدد الشركات التي أعلنت عن كوبونات أرباح إلي 100 شركة. وأوضح الخبراء أن تلك التوزيعات هي ظاهرة جيدة تصب في نهاية الأمر في مصلحة السوق خاصة بعد إعادة ضخها لشراء أوراق مالية مرة أخري. ولفت أولئك إلي أن الشركات التي تمنح توزيعات نقدية للمساهمين تعد الأكثر إقبال من الشركات التي تستغل أرباحها في التوسع وانشاء المشروعات. في البداية يؤكد عيسي فتحي العضو المنتدب لشركة المصريين في الخارج أنه من الطبيعي أن تقوم الشركات بصرف توزيعات نقدية مادامت تحقق أرباحا، لافتا إلي أن الشركات لا تقوم بتوزيع كوبونات في حالة أن يكون لديها خطط توسعية فإنها في هذه الحالة تقوم باحتجاز جزء من الأرباح أو كلها لاستغلالها في هذه الخطط بدلا من مطالبتها من المساهمين بضخ سيولة لتنفيذ هذه الخطط ولكن عندما لا تمتلك خطط فإنها تقوم بتوزيعها علي المساهمين وضرب مثلا بشركة العربية لحليج الأقطان التي قامت مؤخرا بالإعلان عن توزيع كوبون نقدي بقيمة 95 قرشا للسهم الواحد علي الرغم من أن وقت الإعلان عن الكوبون كان سعر السهم حوالي 4،5 جنيه نظرا لأن الشركة حققت أرباحا وليس لديها خطط توسعية وهذا علي عكس سهمي أوراسكوم تيلكوم والانشاء والصناعة فإنهما لا تقومان بتوزيعات نقدية كبيرة نظرا لوجود خطط توسعية والدخول في استثمارات جديدة باستمرار. أوضح أن سياسة قيام الشركات بتوزيع كوبونات أو أسهم مجانية يتم بناء علي الخطط التوسعية للشركات. أكد أن قيام الشركات بتوزيعات نقدية له تأثير ايجابي علي السوق بوجه عام والبورصة بوجه خاص خاصة أن هذه الأموال يتم استخدامها في السلع والخدمات مما يعود علي الشركات وأرباحها أو إعادة ضخها مرة أخري في البورصة في السوق مما يسهم في زيادة أحجام التداول ونشاط البورصة. ويتفق مع الرأي السابق هاني حلمي رئيس مجلس إدارة شركة الشروق لتداول الأوراق المالية الذي يؤكد أن قيام الشركات بعمل توزيعات نقدية يدل علي أن هذه الشركات تحقق أرباحا إضافة إلا انها تعمل في اقتصاد متحرك موضحا أن هذه الكوبونات تسهم في تنشيط البورصة وزيادة أحجام التداول نظرا لاستثمارها مرة أخري في أوراق مالية لافتا إلي أن أسهم الكوبونات تكون جاذبة للمستثمرين خاصة أسهم المطاحن والأدوية نظرا لأنها تتسم بأنها أسهم دفاعية وبعيدة عن تقلبات السوق لافتا إلي أنه يوجد العديد من المستثمرين يقومون بالدخول في الأسهم التي تعلن عن توزيع كوبونات قبل ميعاد الكوبون ويقومون بالبيع قبل الحصول عليها نظرا لأنها تشهد ارتفاعا في أسعارها قبل ميعاد الكوبون مما يحقق لهم مكاسب مرتفعة. ويتفق مع الآراء السابقة عصام مصطفي العضو المنتدب لشركة بريمير لتداول الأوراق المالية مؤكدا أن قيام الشركات بعمل توزيعات نقدية يسهم في حدوث نشاط للسوق إضافة إلي أنها تمثل عنصر جذب للمستثمرين خاصة المؤسسات نظرا لحصولها علي أموال يتم من خلالها تمويل عمليات التشغيل ومواجهة الاستردادات التي تواجهها وأيضا تجذب المستثمرين الأفراد ذات الملاءة المالية الكبيرة لأنهم يقومون بتوجيه جزء من المحفظة لهذه الأسهم بما يضمن لهم عائدا مرتفعا إلي جانب استقرار هذه الأسهم وبعدها عن تقلبات السوق بينما المستثمرون الأفراد لا يميلون إلي هذه الأسهم بل يتجهون لأسهم المضاربات نظرا لتحقيق عوائد مرتفعة لهم. ويري محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز لإدارة الصناديق أن التوزيعات النقدية يجب ألا تكون مرتبطة بتاريخ الأعمال فقط ويجب أن تكون مرتبطة باستراتيجية الشركة المستقبلية وطبيعة النشاط، موضحا أن الفترة الأخيرة اثبتت أن توافر السيولة لدي الشركات مهم للغاية ولا غني عنه للتحوط من أي تقلبات اقتصادية أو مالية اضافة إلي قدرتها علي اجتذاب فرص استثمارية جديدة في أي وقت خاصة في أوقات الأزمات مما يعطي لها فرصة توسعات استثمارية بتكلفة منخفضة وأقل مما عليه في الأوضاع الطبيعية. أشار إلي أن ظروف الأسواق الناشئة بشكل عام والمصرية بشكل خاص تؤكد أن البورصة تحتاج إلي ضخ سيولة جديدة مما يجعل توافر التوزيعات النقدية من الشركات يدعم من أداء الأسهم اضافة إلي أنها تتيح للمستثمرين اعادة استثمار الفوائض النقدية في شكل استثمارات جديدة داخل البورصة مما يسهم في زيادة أحجام التداول ويؤدي في النهاية إلي زيادة مؤشرات الأداء السوقية.