قال خبراء ومراقبون ان اجمالي التوزيعات النقدية التي وزعتها الشركات عن العام الماضي 2009 انما هو دليل قوي ومؤشر ايجابي علي بدء تعافي وتحسن الظروف الاقتصادية للشركات التي عانت لفترة طويلة من التأثيرات السلبية للازمة المالية العالمية متوقعين في الوقت نفسه ان تكون لذلك تأثيرات ايجابية كبيرة علي اداء اسهم الشركات التي اتجهت لتوزيع الارباح لا سيما وان المستثمرين عادة ما يفضلون الاحتفاظ باسهم الشركات المنتظمة في توزيع الارباح وبلغ اجمالي التوزيعات النقدية التي قامت الشركات المدرجة بالبورصة بتوزيعها عن العام المنقضي 2009 نحو 7 .8 مليار جنيه وزعتها 64 شركة فيما امتنعت 14 شركة اخري عن التوزيعه النقدي . البعض اعلن انه سيرحلها للعام المقبل والبعض الاخر من الشركات اعلن انها ستتخذ هذه التوزيعات من اجل تمويل خطط ومشروعات مستقبلية . وجاء هذا التوجه للشركات علي عكس ما كان متوقعا حيث توقع خبراء اسواق ان تلجأ الشركات الي احجام التوزيعات النقدية او تخفيضها بشكل مبالغ فيه كاجراء تحوطي للحفاظ علي السيولة في ظل صعوبة الاقتراض والتمويل نتيجة تداعيات الازمة المالية العالمية وانعكاساتها علي الشركات . من جانبها اكدت امال سابق بشركة التوفيق للوساطة في الاوراق المالية ان الشركات التي تتسم بتوزيعات نقدية مرتفعة تعزز فرص احتفاظ المستثمرين باسهمها حيث يفضل المستثمرين سياسة التوزيعات المستقرة وهو ان تقوم الشركة بالتوزيع اي كانت قيمة الكوبون واكدت ان اتجاه بعض الشركات التي تخفض توزيعاتها نتيجة الرغبة في الاحتفاظ بسيولة كافية لا يعد دليلا علي عدم كفاءة الادارة في تسير نشاط الشركة وانما يدل علي نجاح الادارة في التحوط نظرا للظروف المستقبلية قالت ان شركات الاتصالات استحوذت علي النصيب الاكبر من توزيعات الارباح واحتلت الشركة "المصرية للاتصالات" التي تحتكر خطوط الهاتف الثابت في مصر المرتبة الاولي حيث بلغ اجمالي توزيعاتها نحو 280 .1 مليار جنيه تمثل 5 .7% من رأس المال المصدر والمدفوع والبالغ 070 .17 مليار جنيه وذلك بواقع 75 قرشا للسهم موزعا علي 707 .1 مليار سهم، وجاء في المرتبة الثانية الشركة "المصرية لخدمات التليفون المحمول موبينيل" اكبر شركة مصرية لاتصالات الهاتف المحمول من حيث عدد المشتركين حيث بلغ اجمالي توزيعات الارباح نحو 950 مليون جنيه تمثل 95% من رأس المال بواقع 5 .9 جنيه للسهم وقد وزعت 2 جنيه للسهم لتصل بذلك القيمة الاجمالية للكوبون الي 5 .9 جنيه . فيما اقرت عمومية شركة "اوراسكوم تيليكوم القابضة" عدم توزيع ارباح عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2009 . ويقول محمود شعبان رئيس مجلس ادارة شركة "الجذور" لتداول الاوراق المالية ان التوزيعات النقدية عادة ما تشغل حيزا كبيرا من اهتمام المستثمرين نظرا لانهم يبحثون عن الشركات المنتظمة في توزيعاتها مؤكدا علي ان اغلب الشركات لجأت الي تخفيض حجم التوزيعات بالمقارنة بعام 2009 نظرا للظروف الاقتصادية التي تمر بها اغلب الشركات . وتوقع توزيعات نقدية مرتفعة للعام المالي الجاري وخاصة مع زوال تداعيات الازمة العالمية مشيرا الي ان التوزيعات النقدية تتيح مناخا استثماريا جيدا حيث انها تعد بمثابة خط دفاعي يحمي اسعار الاسهم في السوق مؤكدا علي ان المتعاملين عادة ما يضعون التوزيعات النقدية علي رأس اهتماماتهم عند النظر الي استثمارتهم وقال ان التوزيعات النقدية تعتبر عامل رئيسيا لدي المستثمرين في الوقت الحالي من اجال اعادة ضخها واستثمارها مرة اخري موضحا ان بعض الشركات لجاءت الي الاحتفاظ بسيولة كافية في صورة ارباح محتجزة تمكن الشركة من مواجهة اية تحديات قد تطرأ في المستقبل .