بعد مرور عام علي الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت مع نهاية عام 2008 وضربت اقتصاديات الدول المتقدمة والنامية علي حد سواء، وألقت بتداعياتها علي الأسواق الناشئة بعد منتصف 2008 جاءت تصريحات متفائلة من المسئولين وخبراء الاقتصاد في مصر بأنه علي الرغم من ان الأزمة احدثت تغييرات كبيرة في مؤشرات اداء الاقتصاد المصري إلا أنه في ذات الوقت كشفت أحدث المؤشرات عن بدء تلاشي التأثير السلبي للأزمة ودخول الاقتصاد المصري مرحلة التعافي. وقد ابرزت التقارير حول التطورات الإيجابية التي يشهدها الاقتصاد القومي انه ولأول مرة منذ اندلاع الأزمة يقفز مؤشر التشغيل10 نقاط خلال شهر يوليو2009, ليسجل نحو106.1 نقطة مقارنة بشهر يونيو السابق عليه96.3 نقطة, كما توقعت82% من شركات القطاعين العام والخاص بثبات أو ارتفاع النمو الاقتصادي. وكشف التقرير الصادر عن المركز المصري للدراسات الاقتصادية لمتابعة ابعاد الأزمة الاقتصادية بارومتر الأعمال يوليو2009 عن ان غالبية المؤشرات تشير إلي تحركات إيجابية نحو التعافي من الأزمة حيث رصد توقعات إيجابية من قبل الشركات خلال الستة أشهر الأخيرة من العام الحالي ويترقب المتعاملون في البورصة المصرية نتائج أعمال الربع الثالث من العام الحالي المقرر الإعلان عنها خلال الأيام القليلة المقبلة، ويتوقع أن يشوب الحذر والحيطة تعاملات السوق في انتظار الإفصاح عن تلك النتائج التي تظهر مدي تأثر الشركات أو قدرتها في استعادة توازنها وتحقيق نمو في أرباحها بعد أن تأثرت أغلبها من جراء الأزمة المالية العالمية . تباينت توقعات المحللين لنتائج الشركات خلال الربع الثالث من عام 2009 فالبعض يري أن نتائج الربع الثالث ستكون أفضل من النصف الأول في حين يري آخرون أن تأثيرات الأزمة المالية لا تزال سلبية علي معظم الشركات، وأجمعوا علي إن نتائج أعمال الشركات ستكون بمثابة دليل للمستثمرين خلال الفترة القادمة، وستحدد بشكل كبير أداء البورصة المصرية. نتائج سيئة وبدأ خلال الأسبوع الحالي إعلان بعض الشركات عن نتائج أعمالها، التي جاءت متشائمة علي حد قول الخبراء وكان أهمها نتائج أعمال شركة المصريين للإسكان عن التسعة أشهر الأولي من عام 2009 بعد أن حققت صافي ربح بلغ 9.746 مليون جنيه بتراجع بلغت نسبته 15.4% ، كما تراجعت أرباح المصريين في الخارج بنحو 53.4% لتحقق صافي ربح بلغ 8.454 مليون جنيه . يقول أحمد عبد العال محلل مالي -أن الحذر والحيطة لا يزالان يسودان تعاملات المستثمرين في السوق المصري انتظاراً لنتائج أعمال الربع الثالث والتي من المتوقع أن تكون إيجابية في أغلبها في ظل تعافي أغلب الشركات من تداعيات الأزمة العالمية. واشار الي ان نتائج الأعمال إذا اتسمت بالإيجابية فسوف يدعم ذلك أداء السوق خلال الفترة المقبلة رغم أن السوق المصري في الوقت الحالي يتجاهل الأنباء الخاصة بنتائج الأعمال، باستثناء تأثيرات محدودة من نتائج كبري الشركات في السوق مثل أوراسكومات وهيرمس والبنك التجاري الدولي . وان الوضع في مصر يختلف عن الدول المتقدمة حيث إن نتائج الشركات تكون بمثابة دفعة قوية للسوق وللأسهم عكس الحال في مصر والأسواق الناشئة فقد يسير السوق في اتجاه مغاير لنتائج الشركات. واوضح إن نتائج أعمال الربع الثالث قد تظهر تعافي بعض الشركات في قطاعات معينة خاصة أن نتائج أعمال النصف الأول جاءت متماشية مع التوقعات وخاصة نتائج الربع الثاني، حيث إن التوقعات كانت تشير إلي استمرار تراجع الأرباح في أغلب الشركات بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية علي كافة القطاعات و توقع أن تشهد نتائج أعمال الفترة القادمة تحسناً ملحوظاً مقارنة بالفترات السابقة وذلك بعد زوال تداعيات الأزمة وتحسن الاقتصاد وخاصة مع اتجاه الاقتصاد العالمي نحو الاستقرار، نتيجة للدعم المكثف من حكومات العالم، من خلال حزم الإنعاش الاقتصادي . واشار إلي أن تذبذب سوق الأسهم بين الارتفاع والانخفاض خلال الفترة المقبلة وتحقيقه مستويات إيجابية ليواكب صحوة الانتعاش الاقتصادي العالمي والإعلان عن النتائج المالية للشركات التي من المتوقع أن تحقق نتائج مختلفة وخصوصا البنوك التي يتوقع أن يتحسن أداؤها استكمالا للنتائج الجيدة للنصف الأول.