يترقب المتعاملون في البورصة المصرية نتائج أعمال الشركات المقيدة عن الربع الثالث من العام الحالي والتي بدأت بعض الشركات الاعلان عنها ومن المقرر أن تقوم باقي الشركات الاعلان عنها خلال أيام، وأكد العاملون في السوق أن المستثمرين في حالة ترقب أيضا لنتائج أعمال الشركات القيادية للربع نفسه مثل مجموعة شركات أوراسكوم والبنوك وشركات الحديد مشيرين إلي أن هذه النتائج في حالة ايجابيتها سيكون لها مردود ايجابي علي أداء السوق وقد تدفع القوي الشرائية للدخول مرة أخري بقوة، ومن يتوقع أن يشوب تعاملات السوق خلال الأيام القادمة بعض الحد في انتظار الافصاح عن تلك النتائج التي تظهر مدي تأثرالشركات أو قدرتها في استعادة توازنها وتحقيق نمو في أرباحها بعد أن تأثرت أغلبها من جراء الأزمة المالية العالمية. وانقسمت توقعات خبراء ومحللين سوق الأوراق المالية لنتائج الشركات خلال الربع قبل الأخير من العام إلي فريقين، فالأول يري أن نتائج الربع الثالث ستكون أفضل من النصف الأول في حين أن تأثيرات الأزمة المالية لاتزال سلبية علي معظم الشركات، وأجمعوا علي أن نتائج أعمال الشركات ستكون بمثابة دليل للمستثمرين خلال الفترة القادمة، وستحدد بشكل كبير أداء البورصة المصرية. وحددوا العديد من قطاعات البورصة المصرية والتي تزخر بأنباء ايجابية منها قطاع العقارات وقطاع النقل والاسمدة والاتصالات الأمر الذي يعزز من فرص استمرار ارتفاع الاسعار. توقعوا نتائج ايجابية للشركات خلال الربع الرابع والأخير من العام مدللين علي هذا الاتجاه بدعم من العديد من الانباء الايجابية وعلي رأسها مؤشرات الاقتصاد خلال الربع الأخير والتي أظهرت أداء جيدا للاقتصاد المصري خلال الأزمة المالية وهو أفضل بكثير من الاقتصاديات حول العالم. بداية أكد حمدي عز الدين عضو مجلس إدارة الشركة المصرية الأمريكية لتداول الأوراق المالية علي أن الحذر لايزال يسود تعاملات المستثمرين في السوق المصري انتظارا لنتائج أعمال الربع الثالث والذي من المتوقع أن تكون ايجابية في أغلبها في ظل تعافي أغلب الشركات من تداعيات الأزمة العالمية. وأضاف أن نتائج أعمال إذ اتسمت بالايجابية فسوف يدعم ذلك أداء السوق خلال الفترة المقبلة رغم أن السوق المصري في الوقت الحالي يتجاهل الأنباء الخاصة بنتائج الأعمال باستثناء تأثيرات محدودة من نتائج كبري الشركات في السوق مثل مجموعة شركات أوراسكوم "وهيرمس" و"البنك التجاري الدولي"، لافتا أن الوضع في مصريختلف عن الدول المتقدمة حيث إن نتائج الشركات تكون بمثابة دفعة قوية للسوق وللأسهم عكس الحال في مصر والاسواق الناشئة فقد يسير السوق في اتجاه مغاير لنتائج الشركات. ومن جانبه قال أحمد صالح المحلل المالي باحدي شركات السمسرة وتداول الأوراق المالية أن نتائج أعمال الربع الثالث قد تظهر تعافي بعض الشركات في قطاعات معينة خاصة أن نتائج أعمال النصف الأول جاءت متماشية مع التوقعات وخاصة نتائج الربع الثاني، حيث إن التوقعات كانت تشير إلي استمرار تراجع الأرباح في أغلب الشركات بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية علي كافة القطاعات. وتوقع صالح أن تشهد نتائج أعمال الشركات خلال السنوات القادمة تحسنا ملحوظا مقارنة بهذا العام وذلك بعد تلاشي تداعيات الأزمة وتحسن الاقتصاد وخاصة مع اتجاه الاقتصاد العالمي نحو الاستقرار نتيجة للدعم المكثف من حكومات العالم، من خلال حزم الانعاش الاقتصادي. من جانبه توقع سامح أبو عرايس رئيس الجمعية العربية للمحللين الفنيين نتائج ايجابية للشركات خلال الربع الرابع والأخير من العام مدللين علي هذا الاتجاه بدعم من العديد من الانباء الايجابية وعلي رأسها مؤشرات الاقتصاد خلال الربع الأخير والتي أظهرت أداء جيدا للاقتصاد المصري خلال الأزمة المالية وهو أفضل بكثير من الاقتصاديات حول العالم. وحدد العديد من قطاعات البورصة المصرية والتي تزخر بأنباء ايجابية منها قطاع العقارات وقطاع النقل والاسمدة والاتصالات الأمر الذي يعزز من فرص استمرار ارتفاع الاسعار. وأوضح أبو عرايس أن هناك العديد من العوامل الايجابية علي المستويين المحلي والعالمي من شأنها التأثير علي أداء سوق الأوراق المالية في الفترة القادمة خاصة مع تحسن مؤشرات الاقتصاد في الربع الرابع والتقارير الاقتصادية العالمية المبشرة عن مصر. أما مصطفي الاشقر مدير الاستثمار بشركة جراند انفستمنت لتداول الأوراق المالية فيري أن سوق الأسهم تذبذب بين الارتفاع والانخفاض خلال الفترة المقبلة وتحقيقه مستويات ايجابية ليواكب صحوة الانتعاش الاقتصادي العالمي والاعلان عن النتائج المالية للشركات التي من المتوقع أن تحقق نتائج مختلفة خصوصا البنوك التي يتوقع أن يتحسن أداؤها استكمالا للنتائج الجيدة للنصف الأول. ولفت الاشقر إلي أن البنوك المصرية استطاعت أن تحافظ علي توازنها خلال النصف الأول من العام الحالي بعد أن أظهرت معدلات أرباح جيدة لمعظمها بالرغم من الظروف التي يمر بها القطاع المصرفي علي مستوي العالم جراء الأزمة المالية العالمية وتداعياتها السلبية، حيث بلغ إجمالي الأرباح الصافية للبنوك المدرجة في البورصة المصرية بنهاية النصف الأول ما يقرب من 4.143 مليار جنيه بنحو قدره 1.7% مقابل 4.072 مليارجنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي. وعلي صعيد آخر مالت توقعات شركات البحوث وبنوك الاستثمار حول نتائج أعمال الشركا خلال الربع الثالث من عام 2009 نحو تحقيق تراجع في الارباح حيث إن المجموعة المالية هيرمس القابضة توقعت في أحدث تقاريرها بشأن نتائج الأعمال أ أن تتراجع أرباح 13 شركة بنهاية الربع الثاني وذلك من إجمالي 23 شركة تقوم بتغطيتهم فيما توقعت أن تحقق 10 شركات نموا بنسب متفاوتة في أرباحها. ولعل أبرز الشركات التي توقعت هيرمس أن تنخفض أرباحها في الربع الثالث هي شركة "أوراسكوم للإنشاء والصناعة" احدي كبريات الشركات في السوق المصري وصاحبة أكبر وزن نسبي في مؤشر البورصة المصرية الرئيسي، حيث توقعت أن تنخفض أرباحها بمقدار 47% لتسجل 587 مليون جنيه علي أن تصل إلي 2.764 مليار جنيه بنهاية العام الجاري بانخفاض قدره 50%. كذلك توقعت هيرمس أن تنخفض أرباح "مجموعة العز" حيث توقعت أن تسجل "عز الدخيلة" أرباحا تصل إلي 202 مليون جنيه بانخفاض قدره 78%، فيما توقعت أن تسجل "العز لحديد التسليح" أرباحا بمقدار 64 مليون جنيه بانخفاض قدره 87%. وغيرت هيرمس نظرتها المتفائلة لقطاع الاتصالات المصري بعد أن توقعت تراجع أرباح شركتي "موبينيل" و"المصرية للاتصالات" بنحو 9% و27% علي التوالي، علي أن تحقق شركة "أوراسكوم تيليكوم" أرباحا تصل إلي 126 مليون دولار بارتفاع قدره 83%.