يترقب المتعاملون في البورصة المصرية نتائج أعمال الشركات للربع الثاني من عام 2009 المقررالإعلان عنها خلال الأيام القليلة المقبلة. تباينت توقعات المحللين لنتائج الشركات خلال الربع الثاني من عام 2009..فالبعض يري أن نتائج الربع الثاني ستكون أفضل من الربع الأول من عام 2009 خاصة في قطاعات البنوك والأدوية والكيماويات. في حين يري آخرون أن تأثيرات الأزمة المالية لاتزال سلبية علي غالبية الشركات المقيدة وبالتالي ليس من المنتظر نتائج اعمال جيدة للربع الثاني وان ترقب تحسن أداء الشركات سيكون مع النصف الثاني من العام. نتائج أفضل من جانبه أكد عصام مصطفي العضو المنتدب بشركة نماء للوساطة في الأوراق المالية أن البورصة تدخل النصف الثاني من العام الجاري ويتوقع أن يشوب الحذر والحيطة تعاملات السوق بانتظار نتائج أعمال الشركات عن الربع الثاني.. مشددا علي أن مشكلة السوق المصري وجميع الأسواق الناشئة تكمن في عدم تأثرها بالانباء الايجابية خاصة نتائج الاعمال إلا بعد فترة زمنية طويلة تتراوح بين 15إلي 30 يوما، مضيفا: "في الأسواق المتقدمة تحليل نتائج الشركات وإعادة تقييم أسعار الأسهم يتم فور إعلان الشركات المساهمة لنتائجها، لكن في الأسواق الناشئة يأخذ هذا الأمر وقتا طويلا وقد يتأخر هذا الأمر لنحو شهر كامل، كما أن ضعف كفاءة هذه الأسواق قد تؤدي في بعض الأحيان إلي تأثره سلباً بالنتائج الجيدة للشركات المساهمة. وأشار إلي أن نتائج أعمال الربع الأول لم تكن جيدة إلي حد ما وبالرغم من ذلك لم يخضع السوق لهذه النتائج السلبية وشهد صعودا إلي أعلي مستوياته علي مدار عام 2009، لافتا إلي أن المستثمرين ينتظرون بشدة نتائج النصف الأول خاصة بعد توقعات بأن تظهر أرباحا جيدة بعد أن نجحت أغلب الشركات في السيطرة علي حدة الأزمة الاقتصادية. وأكد أن الاعلان عن نتائج أعمال النصف الثاني سوف تتخذ طابعا خاصا ولاسيما أن هذه النتائج تأتي في ظل ظروف استثنائية مرت بها الشركات ومن الصعب أن تتكرر مرة أخري علي الأقل في الوقت الحالي. العديد من التراجعات اوضح مينا مجدي المحلل المالي بشركة مترو للوساطة في الأوراق المالية أن نتائج أعمال الربع الثاني التي سيتم الإعلان عنها تباعا في الأسابيع المقبلة ستسهم في استعادة البورصة لاتزانها، لتشهد صعودا انتقائيا بعد ذلك وفقا لمضاعفات الربحية التي ستتحدد علي أثرها. ورأي أن البورصة تشهد عمليات تصحيح من حين لآخر.. مشيرا إلي أن البورصات العربية والعالمية بدأت تدخل في صعود قوي خلال الأيام الماضية مما يشكل دعما قويا لأداء السوق. وتوقع تحسن أداء البورصة في الفترة المقبلة بدعم من بدء الإعلان عن نتائج الأعمال نصف السنوية للشركات ورشح عددا من القطاعات لتحقيق معدلات نمو قوية في أرباحها في مقدمتها قطاع البنوك الذي يشهد حالة من النمو الكبير في الأرباح بفضل الدعم الذي قدمته الحكومة للبنوك الفترة الماضية. وأكد ان قطاع الاسمنت من القطاعات المتوقع ان تتراجع ارباحها نسبيا خلال النصف الثاني من 2009 نتيجة استمرار وقف الصادرات..متوقعا أن ينشط القطاع في النصف الأول من عام 2010، اعتمادا علي العدد الهائل من المشروعات العقارية القائمة وخطة الحكومة لدعم الاستثمار، وتركيز الحكومة علي الإسكان منخفض التكلفة، والاعتدال المتوقع في أسعار الحديد. وتوقع تدفق مشروعات عقارية جديدة للسوق مما يؤدي إلي زيادة استهلاك الأسمنت. وتوقع مجدي ان تستمر ارباح شركات الحديد في التراجع الذي حققته في الربع الأول وذلك نتيجة أنخفاض كميات البيع بسبب الضغط المتواصل من الحديد المستورد ومن ناحية أخري أنخفاض الأسعار عن الفترة المثيلة للسنة السابقة وبالتالي ستشهد كل من المبيعات والأرباح أنخفاضاً شديداً. أما عن قطاع الأدوية أكد ان القطاع يعد من القطاعات المتوقع أن تشهد نمواً في نتائج الأعمال نتيجة عدم المرونة التي تتميز بها منتجاتها وهذا ما أفادها في ظل الأزمة العالمية. أداء الشركات اتفقت مي إمام محلل مالي مع الرأي السابق مؤكدة أنه من غير المتوقع أن يكون هنالك تفاوت واضح في أداء الشركات المساهمة خلال النصف الأول من هذا العام حيث يتوقع استمرار نمو أرباح معظم الشركات أو علي الأقل ثباتها بالمقارنة بنسب النمو التي حققتها الشركات في الربع الأول وسينعكس تحسن أسعار أسهم بعض الشركات المدرجة خلال النصف الأول إيجابيا علي إيرادات استثمار العديد من الشركات المساهمة. واشارت إلي أن نتائج النصف الأول التي سيتم الإعلان عنها بداية من هذا الأسبوع سيكون لها تأثير كبير في الحد من استمرار مسلسل التراجع الذي يشهده السوق حاليا. وتوقعت مي أن يكون التحسن الحقيقي في اداء الشركات علي المستوي العالمي اعتبارا من الربع الثاني وهو ما سينعكس علي أداء سوق المال. وأضافت إن نتائج النصف الأول سيكون لها دور مهم وانعكاسات ايجابية علي نفوس المتعاملين في السوق، مشيرة إلي أن كثيرا من الشركات ستعلن عن نتائج جيدة.