مع انتهاء موسم اعلان الشركات المقيدة في البورصة عن نتائج اعمالها لسنة مالية تبدا الجمعيات العمومية بإقرار القوائم المالية والتوزيعات.. ومن الملاحظ هذا العام الاهتمام باصدار اسهم مجانية بدلا من التوزيعات النقدية.. ورغم ان كوبونات الارباح كانت عامل جذب لعدد كبير من المستثمرين الا ان خبراء البورصة أجمعوا علي ان الاسهم المجانيه كانت احد المحركات الاساسية لنشاط الاسهم الفترة الماضية متوقعين ان ترفع من سيولة الاسهم. عنايات النجار استشاري الاوراق المالية تقول ان الشركات الموزعة للاسهم المجانية هي في الواقع شركات لديها خطط استثمارية ولكن ينقصها التمويل لذلك تقوم بتدوير رأس مالها مرة اخري عن طريق طرح هذه الاسهم وهذا ماقام عليه نظام التداول باالبورصة. اشارت الي ان اغلب المتعاملين في البورصة يسعون وراء المكسب السريع ولذلك يفضلون نظام المقامرة ولايؤمنون بخطط بعض الشركات في ادارة رأس مالها في مشاريع استثمارية طويلة الاجل مؤكدة ان الامر برمته يعود الي طبيعه الثقافة الماليه لدي المستثمر. اضافت النجار ان السعي وراء المقامرة يجعل بعض الشركات تطفو علي السطح ثم تختفي موضحه ان الاسهم المجانية وسيلة ايجابية بالنسبة للبورصة توجد مزيداً من الاقبال من قبل الراغبين في الاستثمار طويل الاجل. خطط استثمارية من جانبه اكد سامح ابو عرايس رئيس قسم التحليل الفني بشركة بايونيرز القابضة - ان الشركات العاملة في البورصة تنقسم الي قسمين - الاول: شركات مبتدئة لا توزع أية ارباح بل تعيد استثمارها وتوجهها للبورصة مرة اخري في شكل اسهم مجانية ..اما القسم الثاني فهي شركات وصلت الي مرحله النمو وتوزع ارباحها في شكل نقدي عقب عرض الميزانية. اضاف ان كل نوع من هذه الشركات يخدم فئه من المستثمرين مابين المستثمر طويل الآجل يقبل ويرحب بالاسهم المجانية والمستثمر الذي يفضل الربح النقدي مشيرا الي ان الأسهم المجانية لها ايجابياتها وسلبياتها ومن الناحية الايجابية يزداد عدد أسهم الشركة المساهمة وهذا يعطي السهم مرونة في التعامل أكثر من حيث الوفرة في السوق وبالتالي زيادة رأس مال الشركة مما يعطيها انفتاحا أكثر لعمل المشاريع والإقراض من البنوك هذا إذا كانت الشركة لديها مشاريع تنموية مستقبلية واعدة . أضاف ان التأثير السلبي يحدث إذا كان سهم الشركة يتسم بالسيولة العالية ففي هذه الحالة يكون توزيع اسهم مجانية في غير صالح حركة تداول السهم . وينصح بعدم توزيع أسهم مجانية علي السوق بشكل عام لأن توزيع أرباح نقدية علي المساهم سوف يعطيه الآلية لعدة خيارات وبالتالي سوف تدخل هذه السيولة النقدية في السوق مرة أخري ويعطي دعما قويا للسوق في حالة الانخفاض . زيادة رأسمال من ناحية اخري اكد علاء عبد الحليم العضو المنتدب للشركة المتحده للاوراق المالية ان الأسهم المجانية بمثابة زيادة في رأس مال الشركة، والمتولدة عن احتجاز حصة من أرباح الشركة وبالتالي يكون للمساهمين الحق في هذه الزيادة في رأس المال. وهي توزع علي المساهمين بنسبة امتلاكهم للأسهم العادية ولكن للاسف بمجرد اعلان اي شركه عن توزيع اسهم مجانية نجد ان سعر السهم يرتفع بصورة غير منطقية وهو امر غير صحي يحمل خطورة علي البورصة والمتعاملين علي تلك الاسهم وفسر علاء ارتفاع سعر السهم بانه عائد الي ثقافة المقامرة الشائعة لدي اغلب المتداولين اضاف ان الاسهم المجانية لها تأثير ايجابي علي الشركه حيث تقوم بالمزيد من المشروعات الاستثماريه وتخرج البورصة من اطار المقامرة لتضعها علي طريق الاستثمار طويل الاجل بالاضافه الي ضخها المزيد من السيولة وبالتالي يكون الاقبال اكبر من ناحيه المستثمرين في حين اشار كمال المحجوب - مساعد مدير عام بنك مصر ايران - ان البنوك والشركات تختلف فيما بينها من حيث توزيع الأرباح فهناك شركات أو بنوك تسعي لتوزيع أرباح نقدية أو أسهم مجانية أو البديلين معا وهذا يعبر بشكل كبير عن استراتيجية البنك أو الشركة في السنوات السابقة من حيث حجمها أو الأولوية المطلوبة منها في المستقبل وعادة تلجأ البنوك أو الشركات إلي زيادة رؤوس أموالها من خلال الأسهم المجانية بهدف تقوية المركز المالي لها وبهدف توفير الأموال اللازمة التي تساهم في تحقيق استراتيجيتها المختلفة من التمويل علي ان يؤخذ في الاعتبار وبشكل عام النسب في التوزيعات المجانية بحيث لا يشكل ذلك عبئا عليها في السنوات المقبلة.