في عيد الزواج الخامس والعشرين ينسدل الستار علي اللسان، فلا يتحدث الزوجان إلا نادرا، وحين ينسدل الستار علي العام الأربعين في عمر الزواج يصبح من الصعب ألا يتفاهم الاثنان بنظرة عين واحدة. ولكن الغريب ان كثرة المعاشرة تسبب أيضا فجوة من عدم الفهم، فالرجل قد لا يلتفت الي ان زوجته قد تغيرت وصارت أكثر غيرة والرادار الحساس في وجدانها صار يلتقط الكثير من إشارات عدم الوفاء الزوجي. والعديد من الرجال يكتمون الرغبة في علاقة أخري بخلاف العلاقة الزوجية ومنهم من يجد الشجاعة ليتزوج من جديد، ليخوض من بعد ذلك حروبا عاتية بين الزوجين وحروبا مشتعلة بين أبناء الزوجة الأولي الكبار، وبين أبناء الزوجة الثانية الصغار وتستمر تلك الحروب فترات تطول الي ما بعد وفاة الزوج. وأي واحد من الذين يعيشون علي الارض العربية يعرف متاعب الزواج من اثنتين فما بالك بالزواج من ثلاث أو أربع، اللهم الا في حالات المجتمعات الثرية التي يضمن فيها الأبناء درجة من الرفاهية والمقبولة بعد موت الأب، ورغم ذلك هناك مسلسلات لحروب لا تنتهي. وبطبيعة الحال يطل كرب الإحساس بالوحدة في أعماق الزوج الذي يعيش طوال عمره مع زوجة واحدة، وقد يخيفه وقد يملك من الصبر علي افتقاد جنون التوهج في العلاقة الزوجية وغالبا ما يقع فريسة لأمراض الشيخوخة. وعندما يفلت عيار الزوج الي خارج الزواج ليقيم علاقة ما فقد تقبل منه الزوجة الأولي انفلات العيار لبعض الوقت وان كانت تذيقه مرارة الانتقام كل الوقت، وهذا ما يحدث في المجتمعات الأوروبية والأمريكية حيث تطل العلاقات الجانبية في حياة الرجل من شباك المتعة المؤقتة لبعض الوقت، ليعود الزوج من جديد الي بيته الأصلي فيجد الجحيم الهادئ انه يدخل النار فيما قبل الموت. وبطبيعة الحال مع تقدم الطب والعلاج وطول العمر الا ان حيوية الرجل الجسدية قد تساعده علي الطمع في علاقة جانبية، أما شجرة الخصب عند المرأة فهي تتوقف مع اقتراب الستين وهو ما يحاول اطباء امراض النساء والولادة البحث عن مد حيوية الانوثة عن المرأة لتتوازي مع حيوية الرجل، ليضمن الاثنان حق الجنون العاطفي بدلا من حالة الخرس او الخداع او الكذب. كثير من الرجال يعترفون بتلك المأساة وقليل منهم ينكرها ولكن العلم يواصل البحث عن حلول. منير عامر