جاء أول حوار استراتيجي للشراكة بين الاتحاد الاوروبي والصين في بكين مع بداية شهر سبتمبر الجاري ليمثل نقطة انطلاق رئيسية بين الجانبين قبل الاجتماع غير الرسمي لوزراء الخارجية والقمة المقبلة لزعماء الاتحاد الأوروبي وفي ظل القفزة الهائلة في التعاون الاقتصادي بين الجانبين حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بينهما 425.6 مليار دولار أمريكي في عام 2008 كما زادت الاستثمارات المتبادلة بشكل سريع وأقام الاتحاد الأوروبي استثمارات تصل اجمالي قيمتها 63.9 مليار دولار ويقوم بتشغيل أكثر من 20 ألف شركة في الصين. وذكرت وكالة انباء (شينخوا) نقلا عن مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون إنها تعتقد أن التعاون القوي بين الاتحاد الأوروبي والصين يمكن أن يقدم حلولا ملموسة في المجالات الخارجية والأمنية لأن الجانبين يواجهان تحديات مشتركة ولديهما أهداف متماثلة. وأضافت آشتون، "إنها تتطلع إلي العمل جنبا إلي جنب مع داي بينج قوه عضو مجلس الدولة الصيني لدفع العلاقات البناءة والتعاونية مع الصين, باعتبارها شريكا استراتيجيا مهما لأوروبا في عالم معولم". وقد أبدي الاتحاد الأوروبي والصين إرادة مشتركة لتعميق العلاقات الثنائية في القضايا الخارجية والأمنية مثل شبه الجزيرة الكورية، وإيران، وأفريقيا والقرصنة في خليج عدن. وكانت أشتون قد سافرت إلي الصين مؤخرا لحضور أول حوار لشراكة علي مستوي عال بين الاتحاد الأوروبي والصين، ونقطة انطلاق رئيسية قبل الاجتماع غير الرسمي لوزراء الخارجية والقمة المقبلة لزعماء الاتحاد الأوروبي. وقالت المفوضية الأوروبية إن الحوار الثنائي سوف يغطي سلسلة من القضايا، تشمل التجارة والاستثمار والشركات الصغيرة والمتوسطة والتعاون الجمركي والتنمية المستدامة والسلامة الانتاجية وحقوق الملكية الفكرية مضيفة ان كل شيء يهدف إلي "تعزيز علاقات التجارة والاستثمار بين الاتحاد الأوروبي والصين من أجل الإسراع بالتعافي من الأزمة الاقتصادية الراهنة". و شددت اشتون علي ان الاتحاد الاوروبي والصين يتبنيان موقفا حازما ضد الحمائية مضيفة "أن الطريق للخروج من هذه الازمة الاقتصادية ليس التقوقع والانغلاق علي انفسنا. نحن بحاجة الي دفع اقتصاداتنا، ومكافحة الحمائية وايجاد فرص للتجارة والاستثمار" وقالت المسئولة التجارية بالاتحاد الاوروبي إن العمل المشترك لمناهضة الحمائية من جانب الاتحاد الاوروبي والصين، سيبعث أيضا برسالة قوية الي العالم . ويري الخبراء الاقتصاديون أن الفرصة مواتية للصين والاتحاد الأوروبي لمواصلة تطوير علاقاتهما وتعميق تعاونهما في الوقت الراهن،حيث يعد الصين والاتحاد الأوروبي كل منهما أحد أهم الشركاء التجاريين للآخر، ووصل حجم التجارة الثنائية 425.6 مليار دولار أمريكي في عام 2008، كما زادت الاستثمارات المتبادلة بشكل سريع. وأقام الاتحاد الأوروبي استثمارات تصل اجمالي قيمتها 63.9 مليار دولار ويقوم بتشغيل أكثر من 20 ألف شركة في الصين. وخلال السنوات القليلة الماضية، بدأت الشركات الصينية تستثمر بشكل نشط في أوروبا. وفي السياق ذاته ذكر وزير الخارجية الصيني يانج جيه تشي أن هناك حاجة إلي الثقة المتبادلة والدعم وتعزيز التعاون الثنائي لتطوير العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي مشيرا إلي أن الصين والاتحاد الأوروبي، بصفتهما أكبر بلد نام واكبر كتلة للدول المتقدمة علي التوالي، هما ايضا اقتصادان رئيسيان في العالم وليس لديهما أي تضارب جوهري في المصالح، ولا قضايا تاريخية عالقة. ويؤمن كلاهما بالتعددية والتنوع الثقافي ويدعمان التجارة الحرة. ويتقاسمان مصالح مشتركة واسعة في التعاطي مع تغير المناخ العالمي وقيادة الاقتصاد العالمي نحو الانتعاش المبكر, وتحسين الادارة العالمية.وألمح يانج الي ان الصين واوروبا من اللاعبين الرئيسيين في دفع السلام والتنمية في العالم بأسره. مشيرا إلي أن كلا من الصين وأوروبا يمران حاليا بمرحلة حساسة للتنمية. ومع الوضع الدولي الذي يمر بتغيرات عميقة ويشهد تحديات عالمية متباينة ومتزايدة، فإن الصين وأوروبا بحاجة إلي الثقة المتبادلة والدعم المتبادل وتعزيز التعاون الثنائي.