جاءت جولة نائب الرئيس الصيني شي جين بينج مؤخرا في اوروبا و التي شملت كلا من بلجيكا و ألمانيا و بلغاريا والمجر ورومانيا لتؤكد ان الصين تسعي بكل قوتها لتفعيل علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي خاصة في مجال التعاون الاقتصادي حيث اعلن نائب الرئيس الصيني ان الصين يحتمل ان تحقق مستهدف النمو الاقتصادي السنوي ونسبته 8%. وقال شي لوكالة أنباء "شينخوا": لقد تصدينا بنشاط للازمة المالية العالمية, واتخذنا سلسلة من الاجراءات الفعالة لضمان تحقيق استقرار الاقتصاد الصيني, وتحركه في الاتجاه الصحيح مشيرا الي انه بفضل حزمة اجراءات السيطرة الفعالة علي الإقتصاد الكلي, وخطط الانقاذ سجلت الصين في النصف الاول من العام نموا بنسبة 7,1% في اجمالي الناتج المحلي. واضاف انه بمثل هذا النمو "يمكننا ان نحقق النمو السنوي المتوقع بنسبة 8% وان الصين مازالت في حاجة الي القيام بالمزيد من اجل تعزيز تنمية قوية وسريعة لاقتصادها، حيث مازالت الصورة الاقتصادية للبلاد والعالم يسودها الشكوك. ويري الخبراء الاقتصاديون ان الفرصة مواتية للصين والاتحاد الاوروبي لمواصلة تطوير علاقاتهما وتعميق تعاونهما في الوقت الراهن، حيث تعد الصين والاتحاد الأوروبي كل منهما أحد أهم الشركاء التجاريين للآخر، ووصل حجم التجارة الثنائية 425.6 مليار دولار أمريكي في عام ،2008 كما زادت الاستثمارات المتبادلة بشكل سريع. وأقام الاتحاد الأوروبي استثمارات يصل اجمالي قيمتها إلي 63.9 مليار دولار ويقوم بتشغيل أكثر من 20 ألف شركة في الصين، وخلال السنوات القليلة الماضية، بدأت الشركات الصينية تستثمر بشكل نشط في أوروبا. وذكرت وكالة انباء الصين "شينخوا" في تقرير لها أن الأرقام الصادرة مؤخرا عن وزارة التجارة الصينية اظهرت أنه نظرا لتراجع الطلب وسط الأزمة المالية ، فإن التجارة والاستثمارات بين الصين والاتحاد الأوروبي قد تراجعت في النصف الأول من العام الحالي، حيث انخفض حجم التجارة بنسبة 20.9% علي أساس سنوي، وتراجع حجم استثمارات الاتحاد الأوروبي في الصين بنسبة 2% لافتا إلي أن المخاوف الصينية تتصاعد إزاء قيام الاتحاد الأوروبي بشكل مؤكد بتطبيق إجراءات مكافحة الإغراق ضد المنتجات الصينية هذا العام 2009. وأشار التقرير إلي ان وزارة التجارة الصينية اعربت عن معارضتها لاستخدام التحكيم لقواعد مكافحة الإغراق ، ودعت الاتحاد الأوروبي إلي مقاومة إغراء الحمائية، خاصة عندما يحتاج الجانبان إلي التعاون لمحاربة الانكماش الاقتصادي عن طريق السعي لإيجاد فرص تجارية واستثمارية جديدة، ومن جانبه ،حث سونج تشه السفير الصيني لدي الاتحاد الأوروبي أوروبا علي الحد من استخدامها لإجراءات مكافحة الإغراق ضد الواردات من الصين، داعيا إلي المزيد من الحوار والتعاون. وقال سونج أمام لجنة التجارة الخارجية التابعة للبرلمان الأوروبي، والتي تشكلت حديثا في أعقاب انتخابات يونية الماضي "لقد شاهدنا إعادة ظهور لحالات مكافحة الإغراق مؤخرا ضد الصين. وتلقي عدد متزايد من الشركات الصينية معاملة غير عادلة. إننا نشعر بقلق بالغ إزاء ذلك"، ولكننا نؤمن أن بين الصين وأوروبا، يوجد تعاون أكثر من المنافسة، وفرص أكثر من التحديات. وفي سيا ق التعاون الاوروبي الصيني قامت مفوضة التجارة بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون مؤخرابزيارة للصين وهي أول زيارة لها للبلاد منذ توليها منصبها في أكتوبر الماضي وذكرت المفوضية الأوروبية أن هدفنا "مواصلة المناقشات حول قضايا التجارة والاستثمار في نطاق مسئوليتها كرئيسة بالمشاركة للحوار الاقتصادي والتجاري رفيع المستوي بين الاتحاد الأوروبي والصين." وقالت المفوضية: "إن الاتحاد الأوروبي والصين بينهما أهداف مشتركة في التجارة والاستثمار، منها ما يتعلق بجولة الدوحة ومنها ما يتعلق بالعلاقات الثنائية"، مشيرة إلي أن أشتون أثارت مسائل مثل الحواجز أمام الاستثمار وحماية الملكية الفكرية والتعاون في التجارة والاستثمار في التكنولوجيات الصديقة للبيئة. وأضافت: "يتعين علينا الاستمرار في بناء الثقة من أجل تحقيق كل إمكانياتنا والتعامل بشكل فعال مع أي مسائل قد تثار، خاصة في مواجهة الانكماش الاقتصادي"، وفي اطار توطيد التعاون الاوروبي اختتم زعماء الصين والاتحاد الاوروبي قمتهم في مايو الماضي في براغ باصدار بيان تعهدوا فيه بالمزيد من التعاون في مختلف المجالات حيث أكدت الصين مجددا دعمها لعملية التكامل داخل الاتحاد الاوروبي، وترحيبها بدور الاتحاد الاوروبي البناء في الشئون الدولية وأكد الجانبان مجددا التزامهما التام بمواصلة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الاوروبي، واستعدادهما للتعاون معا من أجل تنميتهما المتبادلة، بطريقة تتطلع الي الأمام، وتقوم علي مبادئ الاحترام المتبادل، والمساواة ، والثقة المتبادلة، والمعاملة بالمثل، والتعاون المربح للجانبين.