واقعة تحرش بالأطفال تلو الأخرى تظهر للعلن، فبعد واقعة "طفل دمنهور"، المعتدى عليه من قبل موظف بالمدرسة، كُشف الستار عن واقعة جديدة كان ضحيتها 5 أطفال في إحدى المدارس الدولية في القاهرة. براءة الأطفال ال5 انتُهكت بعد اعتداء 4 عاملين بالمدرسة عليهم جنسيا، واكتشف الأمر والدة أحد الأطفال بعد ملاحظتها تغيرات في سلوك الطفل، وإفصاحه عن ما تعرض له. تلك الوقائع تبث الرعب في نفوس الأسر، وتُقلق أولياء الأمور؛ الساعين إلى إيجاد بيئة آمنة لأبنائهم، سواء داخل المدرسة أو في المجتمع بشكل عام. • التوعية خط الدفاع الأول وفي تلك الأثناء تكثُر التساؤلات حول كيفية حماية الأطفال، وتجنيبهم التعرض لمثل تلك الوقائع. وتقول داليا الحزاوي، الخبيرة التربوية ومؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، في تصريحات خاصة ل "الشروق"، إن جريمة التحرش بالأطفال تمثل مسئولية مشتركة بين الأسرة والمجتمع، مشددة على أن توعية الأمهات هي خط الدفاع الأول لحماية الأبناء من هذا الخطر المتصاعد. وقدمت الحزاوي، حزمة من النصائح العملية للأمهات بهدف تعزيز وعي الأطفال وتمكينهم من حماية أنفسهم، تمثلت في: - التأكيد على الأطفال برفض أية سلوك يسبب لهم عدم ارتياح. - غرس مفهوم الخصوصية والمناطق الخاصة والحساسة في أجسادهم، والتأكيد على أن لمسها غير مقبول. - تنبيه الأبناء إلى عدم الذهاب مع أي شخص إلى مكان مغلق دون إخبار الأم. - تدريب الأطفال على أساسيات الدفاع عن النفس والقدرة على الهروب من الموقف. - مراقبة سلوك الأبناء وملاحظة أية تغيرات نفسية أو سلوكية غير معتادة. - تخصيص وقت يومي للحديث مع الأبناء بهدوء وطمأنينة، ليشعروا بالأمان ويشاركوا تفاصيل يومهم في المدرسة أو النادي. - تقديم الدعم النفسي للأطفال الذين تعرضوا لأي شكل من أشكال التحرش. • مواجهة التحرش بالأطفال مسؤولية مجتمعية وأكدت الحزاوي، أن مواجهة التحرش بالأطفال لا تقع على عاتق الأسرة وحدها، بل تتطلب تكاتف المجتمع بأكمله، من مؤسسات دينية ومجتمع مدني وإعلام، للقيام بدورهم في نشر الوعي وبناء ثقافة حماية الطفل. كما تدعو إلى تغليظ العقوبات على المتحرشين للحد من انتشار الجريمة وردع الجناة وحماية الأجيال القادمة من آثار نفسية قد تلازمهم طوال حياتهم. • حصول الطفل على حقه خطوة لاسترداد تعافيه النفسي وناشد الحزاوي، وزارة التربية والتعليم، إدراج محتوى مخصص داخل المناهج الدراسية يوضح للطلاب خصوصية أجسادهم، وكيفية التصرف عند الشعور بالخطر، إضافة إلى تعليمهم مهارات الدفاع عن النفس. وشددت على أهمية التعاون بين المدرسة والأسرة لتقديم الدعم النفسي عبر الأخصائيين، مع الحفاظ على سرية الواقعة لحماية الطفل من أي تنمر لاحق، وكذلك مساندة الطلاب المتضررين من خلال أنشطة مدرسية ورحلات تساعدهم على تفريغ الطاقة السلبية واستعادة ثقتهم بأنفسهم. ووجهت الحزاوي، في ختام حديثها رسالة لأولياء الأمور، قائلة: "لا تترددوا في الإبلاغ عن أي واقعة تحرش، ولا تخجلوا من الدفاع عن حقوق أبنائكم؛ لأن ثقة الطفل في أن أسرته وقفت بجانبه واستردت حقه، تمثل خطوة أساسية في تعافيه النفسي واستعادة ثقته بنفسه وبالآخرين".