- عبدالغفار: الفيروسات تتغير باستمرار كل موسم فتقل فعالية المناعة السابقة وتشتد الأعراض كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، الدكتور حسام عبد الغفار، الأسباب العلمية وراء الشعور المتكرر بأن شتاء كل عام هو "الأسوأ"، مع تداول عبارات مثل "الأطفال يمرضون أكثر من المعتاد"، و"الحرارة لا تزول"، و"المدرسة كلها مريضة"، بأن الفيروسات التنفسية الشتوية هي تقريبا نفسها كل عام، لكن هناك أسبابا واضحة تجعل الأعراض تبدو أشد وأطول في السنوات الأخيرة، خاصة منذ عام 2023. وقال عبد الغفار، في تصريحات خاصة ل"الشروق"، إن السبب الأبرز لزيادة حدة الأعراض هو ما يسمى "دين المناعة"، حيث أدت الإجراءات الاحترازية خلال جائحة كورونا من 2020 إلى 2022، كالكمامات والتباعد والإغلاق، إلى تقليل التعرض للفيروسات التنفسية العادية، لافتا إلى أن الانخفاض أدى إلى انخفاض المناعة الطبيعية لدى الأطفال والكبار، وعند عودة الفيروسات للانتشار، وأصبحت الأعراض أقوى بكثير. ولفت إلى أن هناك عوامل أخرى أدت دورا في تفاقم الوضع، منها أن الفيروسات تتغير باستمرار كل موسم، فتقل فعالية المناعة السابقة قليلا وتشتد الأعراض، كما أن كثيرا من الأطفال يصابون بأكثر من فيروس واحد في الموسم نفسه، مثل الإنفلونزا ثم الفيروس المخلوي التنفسي، مما يجعل المرض مستمرا لأسابيع طويلة. وأضاف أن الإنفلونزا الحقيقية عادت بقوة بعد غيابها لثلاث سنوات، وهي في الأصل من أشد الفيروسات التنفسية أعراضا، بينما ساهم تراجع عادات النظافة البسيطة مثل غسل اليدين وتغطية الفم عند السعال في ازدياد سرعة انتشار الفيروسات داخل المدارس. وذكر عبدالغفار، أن نشر القلق على وسائل التواصل الاجتماعي؛ تضخم الشعور بالخطر أكثر من الواقع الفعلي، بالإضافة إلى أننا ننسى بسرعة شدة الشتاء السابق ونقارن دائما بالبارز فقط. وخلص المتحدث باسم الصحة إلى أن الشتاء لم يتحول إلى وباء جديد، ولكنه أصبح أكثر صعوبة بالفعل منذ 2023 بسبب ضعف المناعة المؤقت وبعض التغيرات الطبيعية، مؤكدا أنه من المتوقع بحسب الدراسات العالمية أن تعود الأمور إلى طبيعتها تقريبا بحلول شتاء 2026-2027. وشدد عبد الغفار على أهمية إدراك الأسباب العلمية للتعامل بهدوء وذكاء وتجنب القلق غير المبرر، مقدما توجيهات عملية للمواطنين تتمثل في، أخذ تطعيم الإنفلونزا السنوي، خاصة للأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، والعودة إلى غسل اليدين جيدا وتغطية الفم عند السعال أو العطس، بالإضافة إلى إبقاء الطفل في المنزل يومين أو ثلاثة أيام إذا ظهرت عليه الحرارة أو السعال.