أثارت واقعة التحرش بالطفل "ياسين" داخل إحدى المدارس الخاصة في مدينة دمنهور التابعة لمحافظة البحيرة، حالة من الجدل والغضب والاستياء على السوشيال ميديا. كشفت التحقيقات في هذه واقعة التحرش بالطفل "ياسين"، تفاصيل جديدة تتعلق بشأن أقوال الطبيب الشرعي وفقًا للتقرير المبدئي الذي تم إعداده بواسطة رئيس قسم الطب الشرعي في دمنهور، وذلك بعد توقيع الكشف على الطفل الضحية. قال الطبيب الشرعي، أمام جهات التحقيق: "أنا طبيب شرعي منذ عام 2000، وأشغل منصب رئيس قسم الطب الشرعي في دمنهور منذ عام 2014، وبناءً على قرارات جهات التحقيق وقعت الكشف الطبي الشرعي على الطفل المجني عليه في يوم 14 فبراير 2024". توقيع الكشف الطبي على الطفل ياسين أوضح، في تقريره أمام جهات التحقيق، أنه بمناظرة جسد الطفل المجني عليه تبين أنه يبلغ من العمر 5 سنوات، ولا توجد به أي إصابات ظاهرية، ولم يشكُ من أعراض وقت الكشف، مضيفًا أنه تبين من الفحص الموضعي لمكان التعدي وجود اتساع عند وضع الطفل بوضعية السجود وإبعاد الإليتين، ولكنه لم يلاحظ وجود أي آثار إصابة في تلك المنطقة، سواء كانت حديثة أو قديمة. روشتة نصائح للأمهات لتفادي تعرض أطفالهم للتحرش في سياق متصل، أكدت داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، والخبيرة الأسرية، أن جريمة التحرش بالأطفال ليست مسئولية الأسرة وحدها، فهي مسئولية مشتركة بين الأسرة والمجتمع، ولكن توعية الأمهات يلعب دورا أساسيا في وقاية الأبناء من هذا الخطر. قدمت "الخبيرة الأسرية"، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، عدة نصائح للأمهات لحماية أبنائهم من التحرش، ومن بينها تعليم الأبناء رفض أي تصرف غير مريح حتي لو كان الشخص مقرب للأسرة، وتعليمه في سن صغير الخصوصية والمناطق الخاصة في أجسامهم وممنوع الاقتراب منها حتى لو باللمس، فمن الممكن استخدام قصص تشرح ذلك بطريقة مناسبة للسن. طالبت، الأمهات تعليم أبنائهم عدم الذهاب مع الغير لأي مكان مغلق إلا بعد إخبارك بذلك أولًا، وتعليمهم كيفية الدفاع عن أنفسهم إذا تعرضوا للمضايقة وضرورة إبلاغك على الفور، مطالبة بضرورة مشاركة الأم للابن روتين يومه وماذا يفعل ومعرفة أصدقائه والحرص على اختيار الصحبة الصالحة والمكان الآمن. تستكمل، روشتة النصائح للأمهات، قائلة إنه لابد من الحرص على مراقبة سلوك الأبن وإذا شعرت الأم فجأة بالعصبية والخوف والانطواء وفقد الشهية وقلة النوم، لا بد من سؤاله واحتوائه حتى يشعر بالاطمئنان ويبدأ في الحكي لما يمر به بدون خوف من العقاب أو اللوم، وإذا كان الابن في سن صغير لا بد من اختيار ملابس سهلة التعامل معها بمفرده إذا أراد الدخول التواليت. تنصح، بضرورة الحرص على حسن اختيار الأماكن التي يتواجد فيها الأبن، ويفضل الأماكن التي يوجد فيها رقابة وكاميرات مراقبة مفعلة، وإذا تعرض للإيذاء البدني وتم التحرش به لا تخجلي كأم عن الإبلاغ واتخاذ كافة الإجراءات القانونية لحفظ حق الأبن، ولا تنسي دعمه نفسيًا مع استشارة إخصائي نفسي لمساعدة الابن تجاوز هذه التجربة السيئة، ولا بد أن يؤدي المجتمع دوره في مواجهة جريمة التحرش بالأطفال.
توضح، أن المؤسسات الدينية لها دور من خلال التوعية والخطب التي تجرم هذا الفعل المشين، ولا بد أن يكون هناك حملات توعية من خلال مؤسسات المجتمع المدني، وذلك من خلال إقامة ندوات لأولياء الأمور والطلاب بالمدارس والنوادي، وأيضًا مساعدة الأطفال بالدعم النفسي المجاني لتخطي تجربة التحرش، فضلًا عن دور الإعلام في إنتاج برامج وأفلام ومسلسلات لتوعية الأطفال، وكذلك لتوعية الأسر وتحفيزهم على محاربة ثقافة الصمت عندما يحدث لأبنائهم إيذاء ومحاولة الإبلاغ الفوري. كما تطالب، وزارة التربية والتعليم في ضرورة احتواء المناهج على جزء من التوعية وتعليم الطلاب، خصوصًا في السن الصغير خصوصية أجسامهم وكيفية الدفاع عن أنفسهم، متمنية تغليظ العقوبات ضد المتحرشين بالأطفال حتى يكونوا عبرة للغير، ولحماية الأجيال القادمة من الآثار النفسية التي تدوم طيلة حياتهم. علامات تعرض الأطفال للتحرش كما يقول الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، إن تزايد حالات التحرش بالأطفال داخل المدارس في الفترة الأخيرة، مع عجز بعض الأطفال عن الإفصاح عما تعرضوا له بسبب تهديد المعتدي لهم أو خوفهم من رد فعل الأسرة، يجعل من الضروري الانتباه إلى مجموعة من العلامات التحذيرية التي قد تشير إلى تعرض الطفل أو الطفلة للتحرش. يتابع "شوقي"، أن من أبرز هذه العلامات حدوث تغير مفاجئ في سلوك الطفل، سواء داخل المدرسة أو في المنزل، إلى جانب انفعالات حادة تميل إلى الحزن والضيق، وانخفاض شعوره بالفرحة أو السعادة حتى في الأماكن التي كان يستمتع بها من قبل مثل الملاهي، أو عند تواجده مع من يحب. يستكمل، أن ظهور إصابات أو خدوش غير مبررة على جسد الطفل يجب أن يُؤخذ بجدية، خاصة إذا تكررت دون تفسير واضح، كما أن تراجع التركيز أثناء المذاكرة، والانخفاض الملحوظ في الدرجات الدراسية، قد يكونان من المؤشرات الدالة. وأضاف، أنه من العلامات الواضحة أيضًا، بكاء الطفل عند الذهاب إلى المدرسة ورفضه المستمر للذهاب، بالإضافة إلى الخوف من أشخاص معينين قد يكونون في نفس عمر أو شكل المعتدي، متابعًا أنه يُلاحظ كذلك شعور الطفل بالهلع عند المرور بالمكان الذي وقع فيه الاعتداء، أو عند رؤية الشخص المتحرش، وهو ما يبدو واضحًا في ملامحه. وأكد، أن هذه العلامات ليست دليلًا قاطعًا على وقوع التحرش، لكنها إشارات تحذيرية تستدعي اهتمام الأسرة والمعلمين، وضرورة التعامل معها بجدية، حماية للأطفال وضمانًا لسلامتهم النفسية والجسدية.