تشهد منطقة الضبعة على الساحل الشمالي الغربي لمصر طفرة تنموية غير مسبوقة، حيث تحولت المدينة الساحلية الهادئة إلى ورشة عمل عملاقة تنفذ فيها مئات المنشآت والمباني، بالتزامن مع التقدم الملحوظ في مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية، الذي يُوصف بأنه أكبر مشروع نووي قيد التنفيذ حالياً على مستوى العالم. وكشفت هيئة المحطات النووية، عن أن الأعمال الإنشائية في المنطقة لا تقتصر فقط على المفاعلات النووية الأربعة، بل تشمل أكثر من 200 منشأة ومبنى خدمي وسكني ولوجستي، تهدف إلى دعم المشروع النووي وتحويل الضبعة إلى مركز تنموي متكامل. 4 وحدات نووية يأتي مشروع المحطة النووية في صدارة المشهد، ويتكون من أربع وحدات من مفاعلات الماء المضغوط الروسية الصنع (VVER-1200)، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميجاوات. وقد دخل المشروع مراحل حاسمة مؤخراً، كان أبرزها: اقرأ أيضا| الوكيل: تركيب وعاء أول مفاعل نووي ينقل مشروع الضبعة من مرحلة الإنشاءات إلى التركيبات تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى الأيام الماضية خطوة محورية تعني بدء العد التنازلي للاقتراب من التشغيل التجاري المقرر في عام 2028. وفي نفس السياق أكدت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، أن العمل على بناء الوحدات الثانية والثالثة والرابعة يتم بشكل متسارع، حيث بدأت أعمال صب الخرسانة للمستويات المختلفة لهذه المفاعلات. مشاركة 600 شركة يشهد مشروع الضبعة النووي تعاوناً ضخماً بمشاركة عدد كبير من الشركات المصرية والأجنبية، على رأسها "روساتوم" الروسية حيث ان المقاول العام للمشروع هو شركة اتوم ستروي اكسبورت احدى شركات مؤسسة روساتوم الحكومية الروسية ويعمل كمقاول باطن لها شركة كوريا للطاقة المائية والنووية (KHNP)، مما يعزز نقل التكنولوجيا والخبرات. وأشارت هيئة المحطات النووية إلى أن هناك أكثر من 600 شركة تشارك المشروع بايدي ما يقرب من 30 ألف عامل 80% منهم مصريين. ويجري تنفيذ المئات من المنشآت الأخرى التي تخدم المشروع والمجتمع المحلي، وتشمل: المدينة السكنية: إقامة مدينة سكنية متكاملة مخصصة للعاملين في المشروع والخبراء، مزودة بكافة المرافق والخدمات. البنية التحتية والخدمات: إنشاء مرافق خدمية، بالإضافة إلى مشروعات تخدم أهالي مطروح والضبعة بشكل عام، مثل المساجد والمراكز الخدمية. آفاق مستقبلية واعدة تؤكد هذه المشروعات، عزم الدولة المصرية على تحقيق نقلة نوعية في قطاع الطاقة والتنمية المتكاملة في الساحل الشمالي الغربي. ومن المتوقع أن يوفر المشروع النووي عند تشغيله ما يقدر ب 3 مليارات دولار سنوياً، فضلاً عن توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة. ويُعد هذا الحجم الهائل من المنشآت دليلاً على أن مشروع الضبعة ليس مجرد محطة لتوليد الكهرباء، بل هو نواة لتنمية اقتصادية واجتماعية واسعة النطاق تضع مصر في مصاف الدول المتقدمة في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.