أيام قليلة وسيهل علينا شهر رمضان الكريم وعلي مر السنين كانت السمة المميزة للأسرة المصرية في هذ الشهر هي زيادة الاستهلاك وزيادة الاقبال علي شراء اللوازم الرمضانية من البلح وجوز الهند والمكسرات والزبيب وغيرها من المنتجات الأخري بالإضافة إلي السلع الغذائية من سكر وزيت ولحوم وأرز إلا أن الصورة هذا العام كانت مختلفة حيث إن نسبة الإقبال الجماهيري علي الشراء كانت أقل بكثير من الأعوام الماضية. ويري بعض الخبراء التجار أن السبب وذلك يرجع إلي تزامن شهر رمضان مع شهور الصيف وزيادة مصروفات الأسرة في المصايف وخلافه بالإضافة إلي ارتفاع الأسعار عن الأعوام الماضية، علي الرغم من تصريحات المسئولين بأن أسعار السلع الرمضانية أقل من العام الماضي بنسب تصل في بعض المنتجات إلي 40% في حين يري البعض الآخر أن نسبة الإقبال قليلة لأن موسم الشراء لم يبدأ بعد بسبب وجود أغلبية المواطنين بالمصايف. وحول أسعار المنتجات الرمضانية وأنواعها وأجودها تجولنا داخل أشهر الأسواق الرمضانية بمصر لنقل الصورة العامة لهذا الموسم. فيقول رجب العطار تاجر العطارة المعروف وعضو مجلس الغرفة التجارية وصاحب أشهر محال العطارة إن الأسعار انخفضت بالأسواق هذا العام بشكل ملحوظ فهي أقل من العام الماضي بنسبة تصل من 10% إلي 20% بالنسبة لكل المنتجات والأصناف فيما عدا قمر الدين فهو الصنف الوحيد الذي ارتفع سعره وذلك يرجع إلي انخفاض محصول المشمش لهذا العام والذي يصنع منه قمر الدين، بل هناك صنف أقل من العام الماضي بنسبة 40% وهو التين حيث كان يصل سعره العام الماضي إلي 48 جنيها للكيلو لكنه انخفض هذا العام ليصل سعره إلي حوالي 28 جنيها للكيلو مشيرا إلي أن جميع أصناف الياميش الموجودة بالسوق حاليا مستوردة من الخارج من أمريكا وإيران وتركيا وكوريا ولبنان والهند وسيريلانكا فيما عدا البلح فهو الإنتاج المصري الوحيد الموجود بالأسواق وكذلك لم يتعرض البلح لزيادة في الأسعار أيضا فأسعاره ثابتة من العام الماضي وأصبح العطار أن الشائعات التي ترددت بأن هناك نقصا في كميات البلح الموجودة بالأسواق بسبب السيول التي تعرضت لها أسوان في الفترة الأخيرة ليس لها أي أساس من الصحة لأن البلح متوافر بجميع أنواعه مشيرا إلي أن عدم إقبال المواطنين علي شراء الياميش هذا العام لانخفاض الكمية عن كل عام علي الرغم من انخفاض الأسعار لكن السبب يرجع إلي تزامن شهر رمضان مع فترة الصيف وارتفاع درجات الحرارة وبالتالي عدم إعطاء الأولوية لشراء يا ميش رمضان والاقبال زكثر علي شراء المشروبات مثل الكركادية والتمر الهندي والعرقسوس والخروب وبعض هذه المحاصيل يتم زراعتها في مصر مثل الكاركاديه والدوم لكن التمر هندي والعرقسوس يتم استيرادهما من الخارج. تراجع الشراء في حين يري محمد عويس تاجر بالموسكي أن هناك بعض السلع الرمضانية التي ارتفعت أسعارها عن العام الماضي مثل المشمسية وقمر الدين والزبيب ويرجع السبب إلي قلة محاصيل هذه المنتجات لهذا العام كما أن نسبة الاقبال هذا العام خفيفة لأن الموسم لم يبدأ بعد فبداية الموسم تكون في آخر أسبوع من شهر شعبان وحتي أول رمضان. وعن تخزين السلع الرمضانية يقول إن هناك كثيرا من التجار قاموا بتخزين سلع من العام الماضي في الثلاجات ثم قاموا بإخراجها وبيعها للمواطنين بنفس أسعار هذا الموسم حتي لا يشك المواطن في السلعة وينفي عويس ما صرح به بعض المسئولين عن انخفاض الأسعار هذا العام ويقول إن هناك منتجات رمضانية ارتفعت أسعارها عن العام الماضي وأخري لاتزال بنفس أسعارها لكن لا توجد منتجات انخفضت أسعارها عن الأعوام الماضية. أسعار متفاوتة