ترقية القيادات الشابة داخل القطاع المصرفي باتت السمة المشتركة بين معظم البنوك الخاصة والاجنبية مقارنة بالعامة، فبنظرة سريعة داخل أي فرع من فروع البنوك ستري وجوها مصرفية شابة تملأ جميع مناصب التدرج الوظيفي داخل الفرع. "الأسبوعي" التقي نموذجا وهو عادل هاشم وهو أصغر مدير فرع داخل القطاع المصرفي حيث تولي مهام إدارته للفرع قبل أن يتم عامه الثلاثين في بنك عودة فرع المهندسين، وأكد ل "الأسبوعي" ان المدارس القديمة في القطاع المصرفي باتت حضانة للمدارس الحديثة وما تفرزه من قيادات.. نص الحوار في السطور التالية: * حدثنا عن خبراتك في القطاع المصرفي؟ ** تخرجت في كلية الاقتصاد جامعة السادس من أكتوبر وعملت في بداية حياتي في عام 2001 في منظمة هيومان رايتس لحقوق الإنسان ثم دخلت العمل المصرفي من خلال عملي في بنك الأهلي سوسيتيه جنرال ثم البنك العربي وأخيرا مديرا لفرع المهندسين في بنك عودة. * هل يوجد صراع بين المدارس المصرفية القديمة والجديدة داخل القطاع المصرفي؟ ** الصراع كان في باديء الأمر أما الآن فقد باتت المدارس القديمة حضانة للقيادات الشابة حيث تصقل مهاراتهم وتضيف إليها كل ما هو جديد، مسألة العمر كانت تشكل عائقا في السابق في تسليم مناصب القيادة والريادة اما الآن لا أري أن هذا ممكنا في وقتنا الحالي، فمع التغيرات الاقتصادية والاقليمية وانفتاح الأسواق العالمية، وتشجيع الكوادر الشابة اصبحت الكفاءات هي الحد الفاصل بين العمل وتولي المناصب الكبيرة وتحمل المسئولية، وشجعت الدراسات والشهادات والخبرات التي ينالها الشباب في أفضل الجامعات الغربية علي اكتسابهم قدرا كبيرا من العلم والمعرفة يمكنهم معه من صعود درجات الادارة بقوة وتحكم. ولا أعتقد انه يوجد صعوبة في تقلد المناصب والفضل يعود إلي تجاوب الاجيال السابقة من القياديين معنا ومد يد العون والمساعدة في تطوير وتشجيع الاجيال الحالية من الخبرات التي اكتسبوها وتعلموها علي مدار أعوام طويلة. * ما أبرز ملامح الإدارة الكفء؟ ** من الأمور المهمة في حسن الإدارة، الاستمرار في مطالعة احوال العظماء من المديرين فإن حياتهم تنير للإنسان كيفية الادارة، فكما أن التجارب للانسان نفسه، تنير طريقه في المستقبل، كذلك التجارب التي جربها غيره فإن الأمور نظائر وأشباه والحلول والسابقة هي الحلول اللاحقة. فإذا درس الانسان أحوال العظماء عرف منهم كيفية الإدارة، والحلول الصحيحة المريحة، اما اذا لم يطالع واعتمد علي نفسه، كان كمن يريد بناء الدار بدون التعلم من أستاذ فهل من الممكن ان يبني دارا جميلة، اعتمادا علي ذوقه فقط.. فإن الإدارة مثلها مثل نهر جار انما يتكون من قطرات، وهذه القطرات انما تتجمع من ألف حكمة وحكمة ومائة تجربة وتجربة. واللازم الاستمرار في المطالعة والانقطاع عنها كانقطاع الشجرة اليانعة عن الماء فكما لا يكفي لابقاء الشجرة حية، مدة من السقي فإنه اذا انقطع عنها الماء تجف، كذلك المعرفة تحتاج إلي استمرار معين للتعلم فإنه بالانقطاع يكون الجفاف، وهناك سوء الادارة فالفشل. * ما المميزات التي تراها في القطاع المصرفي في الوقت الراهن؟ ** لم يعد التعامل مع الموظفين في البنوك علي انهم ادارة تقوم بتحقيق وتطبيق الآليات والنظم فقط بل أتاحت المدارس المصرفية الجديدة فرصة للابتكار والتجديد فلم يعد الأمر دورة مستندية تدار بواسطة الموظفين لم تعد صالات الفروع عبارة عن أماكن ينتظر فيها العميل من أجل اتمام صفقة معينة قد تتم أولا تتم بل أصبح المجهود الأكبر يقوم به الموظف من خلال زيارات للعملاء فالفكر الآن ان البنوك أصبحت منتشرة جغرافيا تطمح في اختراق الحواجز والوصول إلي العملاء اينما كانوا فالبنوك لديها قياس مستمر لأرباح التشغيل يجب أن تكون دائما نصب عين الموظف فالعميل بات هو الأساس في تحقيق الابتكار بالنسبة للموظفين وهذا هو الأساس في دور القيادات الشابة في البنوك.