وهل القيادات الشابة في الاعمال التجارية والاستثمارية والسياسية كفاءة أم وراثة ومتي يقف العمر عائقا أمام النجاح والتطور، أم هو مجرد مقياس لتولي الفرد المناصب الإدارية؟ وهل اختلفت مواصفات القيادة بين اليوم والأمس؟ يري البعض أن نموذج القيادي الشاب يكثر في الشركات العائلية بل هو ظاهرة لا غني عنها بحكم الملكية وتوارث العمل ابا عن جد، فيما يقول آخرون إن الكفاءة هي السبب وراء تسلم الشباب مناصب إدارية رفيعة في شركات كبيرة خاصة العائلية في دول الخليج التي تزداد فيها الصورة وضوحا. وفي الوقت الذي نشهد تطورا مبهرا في جوانب التكنولوجيا والتغير المصرفي الكبير مثلا، والانفتاح في أسواق العالم كان لابد للمناصب الإدارية ان يتولاها من هم أهل لها، بقطع النظر عن العمر.. لكن المعروف أن الخبرة تكتسب مع مرور الزمن. طرحنا هذه القضية "كفاءة أم وراثة" علي القيادات الشابة في مجتمع الاعمال وفيما يلي الاجابات. ويري أحمد المنوفي نائب رئيس مجلس إدارة شركة الكتواستار أن للنسب دوراً بسيطاً في تسلم الابناء مناصب قيادية في عالم المال والاعمال، تحديدا في الشركات الخاصة والسياسة أيضا. ويقول المنوفي إنه " في اعتقادي أن الكفاءة تلعب دورا مهما في هذا الامر، وان لم يكن الفرد اهل للمنصب لا يفترض به القبول بتحمل مسئولية القيام بالعمل مادام لا تتوافر فيه شروط الإدارة". من ناحية، اخري يقول إن مسألة السن كانت تشكل عائقا في السابق في تسلم مناصب القيادة والريادة، أما الآن "فلا أري ان هذا ممكنا في وقتنا الحالي، فمع التغيرات الاقتصادية والإقليمية وانفتاح الاسواق العالمية وتشجيع الكوادر الشابة، أصبحت الكفاءات هي الحد الفاصل بين العمل وتولي المناصب. إضافة إلي ذلك تتعدد الفرص ومجالاتها أمام الشباب في وقتنا الحالي بتولي المناصب الكبيرة وتحمل المسئولية، وشجعت الدراسات والشهادات والخبرات التي ينالها الشباب في افضل الجامعات الغربية علي اكتسابهم قدرا كبيرا من العلم والمعرفة يمكنهم معه من صعود درجات الإدارة بقوة وتحكم". وحول الصعوبات التي تواجه تجديد الدماء في مجال الاعمال التجارية في وقتنا الحالي يوضح بقوله: "لا اعتقد أنه توجد صعوبة في ذلك، والفضل يعود إلي تجاوب الاجيال السابقة من القياديين معنا، ومد يد العون والمساعدة في تطوير وتشجيع الاجيال الحالية من الخبرات التي اكتسبوها وتعلموها علي مدار أعوام طويلة". العلم والدراسة ويوصي المنوفي القيادات الشابة التي تحاول الوصول لمراكز متقدمة في عملها ان تسلك طريق والعلم الدراسة والتدريب، فهي من أهم الامور التي تساعد علي تولي المناصب عبر رؤية واضحة وتحليل دقيق للعمل ومجرياته. أما من حيث المواصفات بين الريادة سابقا والآن، فلا يري المنوفي انها تختلف كثيرا، فالكفاءة هي التي تحدد منصب الشخص وليس العكس سواء من قبل أو في يومنا هذا، لكن لا نستطيع إنكار بعض الامور المهمة حاليا مثل اللغة والشهادة والقدرة علي التعامل مع الثقافات الاخري، والتفتح. ويتابع قائلا: إن هناك المئات من النماذج الشابة ناجحة مثل جمال مبارك وغيره ولكنها تنتظر الحظ حتي تحصل علي فرصة منصب جيد يحقق اهدافها وطموحاتها ويسهم في تحقيق دفعة إيجابية لصالح الامة. أما حسام رفعت عضو جميعة شباب رجال الاعمال فيوضح أنه "ليس بالضرورة، أن تكون الشركات العائلية هي التي يحظي فيها الشباب بمناصب قيادية لكن بالتأكيد هي عامل مساعد للوصول إلي تولي مناصب قيادية، ولا يقتصر الامر علي الاقارب من أعضاء مجالس الإدارة الموجودين في الشركات، بل قد يكون عبر العلاقات الاجتماعية (معارف) بين ملاك مثلا وأصحابهم، في النهاية الكفاءة هي المعيار في كل عمل سواء إداريا أو تنفيذيا. ولا يجد أن السن يقف عائقا أمام عمل القيادات الشابة، ويقول: "لم يكن العمر يوماً من الأيام عائقا، فالخبرة والجرأة وطريقة إدارة الشخص هي التي تحكم علي توليه منصباً مركزياً أو لا". وعن الصعوبات التي تواجه الدماء الجديدة في وقتنا الحالي يقول رفعت إن الأمر لا ينطبق علي عائلات مجالس الإدارة، فلديها ما يكفي من الخبرة من خلال العلاقات الأسرية التي تربطها بمجلس الإدارة وتجنبها صعوبات قد يواجهها آخرون وبالعكس ستجد سهولة في إدارة شئون العمل قد تزكيها لترتقي بنفسها لمناصب عليا. ويشير إلي أن بعضا من الشباب الذين يبدأون العمل في سن صغيرة علي سبيل المثال تجدهم بعد خمسة أعوام علي الأكثر تكتسبون خبرة تؤهلهم لمناصب كبيرة ونجاحات حقيقية كان غيرهم في السابق يحققها وعمرهم أكبر من ذلك بكثير.