لا ندري علي اي اساس حذرنا وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي من المقابر الجماعية التي تنتظرنا بسبب انفلونزا الخنازير، وعلي اي اساس ايضا عاد اول أمس ليقول لنا ان انفلونزا الخنازير لا تمثل اي خطورة صحية ولا داعي للذعر..! لقد كنا أول من وجه انتقادا صريحا في هذا المكان للتصريحات المتوالية التي داب الدكتور الجبلي علي الادلاء بها والتي كان فيها يعطي ايحاء بأن الوباء قادم إلي مصر لا محالة وأن الضحايا سيكونون بالملايين وأنه قد حصل علي فتوي بامكانية وجود مقابر جماعية سندفن فيها اذا وقعت الكارثة..! وكان مجال استغرابنا منصبا علي أن الوزير الجبلي هو من الوزراء الملتزمين الجادين في عملهم ومن الذين لايميلون إلي تضخيم الامور أو البحث عن دور، كما أن له انجازاته المشهود بها في تحسين مرفق الاسعاف وبعض الخدمات الصحية. وكان مجال استغرابنا ايضا قائما بناء علي معلومات كثيرة متنوعة من الصحافة الاجنبية ومن الاطباء المختصين بأن انفلونزا الخنازير ليست بهذه الضراوة وأن هناك فيروسات كثيرة منتشرة اكثر قسوة وضررا منها.. ولا نعرف الآن اذا كان الدكتور الجبلي قد عاد ليتراجع عن تصريحاته السوداوية السابقة بناء علي معلومات جديدة وردت اليه بعدم خطورة الموقف أم أن هذا التعديل بناء علي توجيهات عليا ارتأت أن المصلحة القومية تقتضي عدم تضخيم الموقف والحديث عن هذا المرض بهذه الطريقة المخيفة التي قد تجعل من مصر بلدا معزولا اقليميا وعالميا..! اننا علي اية حال نأمل أن يكون ما قاله الدكتور الجبلي مؤخرا هو الصحيح، ولكن هذا لا يمنع ان تستمر حالة التأهب واليقظة خوفا من انتشار هذا المرض، واليقظة تعني تغيير سلوكياتنا وعاداتنا والاهتمام بالنظافة قدر الامكان والالتزام بالبقاء في المنزل عن الاشتباه بالاصابة بأي نوع من انواع الإنفلونزا..! أما اعجب ما في هذه الازمة علي اية حال فهو مناشدة وزارة الصحة للمواطنين بالحفاظ علي مسافة مترين بين كل مواطن، وهي المناشدة التي تحولت إلي نكتة الآن.. هذا معناه أن كل أتوبيس للنقل العام لن يكون به اكثر من أربعة ركاب فقط... تخيلوا ذلك..! sayedel bably @hatnail. com