القاهرة - واصلت الحكومة المصرية التخبط في قراراتها بشأن مواجهة انفلونزا الخنازير مع بداية موسم الدراسة , فبعد تصريحات الوزير يسري الجمل بأن الدراسة في موعدها بالمدارس والجامعات ,قررت الحكومة المصرية عصر الخميس وبشكلٍ مفاجئ تأجيل بدء موعد العام الدراسي لمدة أسبوع على أن تبدأ يوم السبت 3 أكتوبر القادم للمدارس والجامعات بدلاً من السبت 26 سبتمبر الجاري. وقالت الحكومة في بيانها الذي ألقاه الدكتور مجدي راضي المتحدث باسم مجلس الوزراء عقب اجتماع الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء والمحافظين ووزير التعليم والصحة أن إرجاء موعد بدء الدراسة حتى 3 أكتوبر القادم حتى يكون موسم العمرة قد انتهى، وتأكيد عودة جميع المعتمرين واستقرار حالاتهم بعد العودة، وانقضاء فترة حضانة مرض "H1N1" إنفلونزا الخنازير وكذلك لإعطاء مهلة أطول لإعداد المدارس والانتهاء من الإجراءات التي تم الاتفاق عليها.
توصيات مبارك
جاء ذلك بعد ثلاثة أيام من عقد الرئيس مبارك اجتماعاً، بمقر رئاسة الجمهورية فى مصر الجديدة، حضره د. أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، والمجموعة الوزارية المختصة بمراجعة الموقف من وباء الأنفلونزا العالمى «H1N1»، المعروف باسم أنفلونزا الخنازير.
وشدد الرئيس خلال الاجتماع على اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية فى مواجهة المرض بالمدارس والجامعات فى إطار الخطة الموضوعة لمكافحة الفيروس، مطالباً بتأجيل العملية التعليمية فى حالة انتشار وتفشى فيروس «أنفلونزا الخنازير» مما اعتبر ضوئا أخضر لقرار التأجيل.
وصرح د. حاتم الجبلى – عقب اجتماع الرئاسة – بأن المجموعة الوزارية عرضت على الرئيس موقف مصر بالنسبة لانتشار الوباء عالمياً، والإجراءات الاحترازية التى تم اتخاذها لمواجهته، خصوصاً ما يتعلق بالعملية التعليمية.
وأوضح الجبلى أن وزيرى التربية والتعليم والتعليم العالى عرضا على الرئيس مبارك الخطط البديلة فى حالة إغلاق المدارس والجامعات حتى لا تتعطل العملية التعليمية، وذلك باستخدام القنوات التعليمية وطريقة تقسيم الطلاب ومد اليوم الدراسى، ويعقد مجلس المحافظين اجتماعاً طارئاً لمناقشة آخر تطورات المرض، برئاسة د. نظيف، لتنفيذ القرارات التى تم اتخاذها خلال اجتماع الرئيس مبارك بالوزراء المعنيين.
وقال عدد من أولياء الامور ان قرار التاجيل سيربك الخطة الزمنية للعام الدراسى، بما يقلل من فرص الطلاب فى الحصول على تعليم جيد، ويشير هؤلاء إلى أن القرار يعكس عدم نجاح وزارتى "التعليم" و "الصحة" وضع خطة لحماية الطلاب، كما يبدو وكأنه مقدمة لإلغاء العام الدراسى إذا اشتد المرض.
ويتخوف أولياء أمور التلاميذ من ازدياد الدروس الخصوصية في حالة الغاء الدراسة بالمدارس والاستعانة بالقنوات التعليمية.
إصابات نادي سبورتنج
من ناحية أخرى، سادت حالة من الذعر بين أعضاء نادى سبورتنج فى الإسكندرية عقب اكتشاف حالتين مصابتين بالمرض بين اللاعبين، وقيام وفد من وزارة الصحة بزيارة النادى لتطهير الملاعب واتخاذ الإجراءات الوقائية.
وأكدت مصادر صحفية أن عدد الحالات المصابة بالفيروس، داخل نادى سبورتنج بالإسكندرية، ارتفع إلى 15 حالة، وذلك عقب اكتشاف 13 حالة جديدة مصابة داخل النادى. وقالت مصادر من داخل النادى أن الحالات الجديدة تم اكتشافها بين ناشئى كرة القدم بالنادى، مضيفة أن أهاليهم يتكتمون إصابة أبنائهم، حيث يعالجونهم فى المنازل خوفاً من احتجازهم فى المستشفيات، فيما أكدت تحاليل معامل وزارة الصحة إصابة شقيقة «الضحية الثانية» لأنفلونزا الخنازير بالمرض، وهى رضا المرسى محمد عبدالعاطى بقرية المعصرة ببلقاس دقهلية.
ارتفاع الإصابة في مصر
من ناحية أخرى أعلن الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمي لوزارة الصحة عن اكتشاف 15 حالة جديدة مصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير ليصل إجمالي عدد الإصابات في مصر منذ ظهور المرض وحتى الآن إلى 860 حالة، وأن متوسط العمر للمصابين 22 سنة.
وقال المتحدث الرسمي لوزير الصحة إن إجمالي حالات الشفاء بلغ 763، وحالتي وفاة الأولى لسيدة من المنوفية (27 عامًا) كانت تعاني من حمى روماتيزمية، وكانت قادمةً من السعودية بعد أداء مناسك العمرة، أما الحالة الثانية فهي لسيدة من الدقهلية (25 سنة) زوجها كان قادمًا من السعودية لقضاء الإجازة السنوية، وباقي الحالات مستقرة وبصحة جيدة، وما زالوا يتلقون العلاج بالمستشفيات بعقار التاميفلو.
من جانبها أكدت وزارة الصحة أن نسبة الشفاء من فيروس إنفلونزا الخنازير بلغت 89.7% حيث تم شفاء 763من إجمالي الحالات، وتتمتع باقي الحالات بصحة جيدة.
وقالت الوزارة في التقرير اليومي لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار الصادر عن رئاسة الوزراء إن مرض إنفلونزا الخنازير لا ينتقل إلى الإنسان عن طريق تناول الطعام، أو عن طريق المنتجات الغذائية، مؤكدةً أن المعالجات الحرارية المستخدمة عادةً في طهي اللحوم عند درجة الحرارة الأساسية 70 مئوية تعطل بالفعل أي نشاط فيروسي قد تكون موجودةً في هذه المنتجات.
وأوضحت الوزارة أن الفرق بين أعراض الإصابة بفيروسي إنفلونزا الخنازير والطيور، مشيرةً إلى أن أعراض مصابي فيروس إنفلونزا الخنازير"H1N1" ارتفاع بدرجة الحرارة لأكثر من 38 درجة وآلام بالجسم، كحة، رشح، احتقان بالحلق، صداع، غثيان، قيء، وإسهال، وضرورة أن تكون تلك الحالة المصابة بالأعراض عائدًا من سفر بالخارج من بلد تأكدت فيها الإصابة بالفيروس، أو مخالطته بحالات مؤكدة، أو مخالطته بخنازير نافقة أو مريضة أو سليمة.
وعن أعراض مصابي فيروس إنفلونزا الطيور "H5N1"؛ حيث قالت إنها نفس أعراض فيروس الخنازير، بالإضافة إلى التهاب تنفسي حاد وضرورة وجود تاريخ لمخالطة الطيور.
انتشار الإصابة عربيا وتأجيل الدراسة
وعن الوضع بالمنطقة العربية قالت منظمة الصحة العالمية إن عدد الإصابات بلغ 10 آلاف حالة بشرية مؤكدة متضمنة 81 حالة وفاة فقط بمعدل 0.8% منهم 26 حالة وفاة بالسعودية و21 حالة وفاة بالكيان الصهيوني و10 حالات في عمان يمثلون 70.4% من إجمالي حالات الوفاة بالإقليم.
كما أعلنت وزارة الصحة الإماراتية الثلاثاء عن وفاة حالتين جديدتين، بفيروس H1N1، المعروف بأنفلونزا الخنازير، لتصل حالات الوفاة بالبلاد إلى ستة، كما أقرت ايضا تاجيل الدراسة , وتبعتها الحكومة الكويتية، تأجيل بدء الدراسة للمراحل الابتدائية في المدارس الحكومية والخاصة حتى أكتوبر/تشرين أول المقبل. أيضا أعلنت كل من والاردن والبحرين وعمان تأجيل الدراسة بها.
نصف سكان الكرة الارضية مهدد بالاصابة وعالميا أعلنت المنظمة ارتفاع عدد وفيات فيروس "اتش1 ان1" المعروف بأنفلونزا الخنازير إلى 2837 شخصا فى العالم منذ ظهوره للمرة الأولى فى مارس الماضى.
مؤكدة أن هذا العدد كله تأكدت وفاته بسبب فيروس اتش1 ان1 الوبائى كما وصفته منظمة الصحة العالمية لافتة إلى أن هذا الرقم يمثل زيادة مقدارها 652 وفاة مقارنة بالحصيلة السابقة التى نشرتها المنظمة منذ أسبوع. كما حذرت المنظمة من أن ملياري شخص حول العالم قد يصيبهم الوباء أي ما يعادل نصف سكان الكرة الارضية.
وأرجعت المنظمة سبب الزيادة إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يصابون بالفيروس وليس عن تحول الأخير نحو شكل أكثر خطورة مؤكدة أن الفيروس لم يصبح أكثر خطورة بل إن عدد الإصابات هو الذى يزداد فقط".
وضع صحي منهار
قال الدكتور سامي طه منسق تجمع "بيطريون بلا حدود" وعضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين أن حالة التخبط الحكومي، وموجة الإجراءات التي اتخذتها تجاه أزمة فيروس إنفلونزا الخنازير؛ تدفع بالوضع الصحي والبيئي ل"الانهيار".
وقال منسق التجمع إن موجة الإجراءات المتخبطة التي اتخذتها الحكومة مؤخرًا، دون وجود إستراتيجية ممنهجة في التعامل مع زيادة أعداد مصابي فيروس إنفلونزا الخنازير "AH1N1"؛ تمثل كارثة صحية خطيرة، لا بد معها من وجود لجنة مركزية تحت إشراف وزير متخصص، وتعاون وتكامل بين الوزارات والإدارات المحلية والمحافظات.
وطالب المحافظات بضرورة تفعيل دورها في الحفاظ على النظافة العامة، ومحاربة أكوام القمامة، ومكافحة جحور الفئران، وخاصة محافظات الوجه البحري، وضرورة متابعة أصحاب زرائب الخنازير، واستمرار حالات تهريب الخنازير داخل الصحراء الغربية، وفي طريق مصر السويس، ومنطقة القطامية، ومنشأة ناصر؛ خوفًا من حدوث تمازج بين فيروسي إنفلونزا الخنازير والطيور، عبر الوسيط "الخنازير" في فصل الخريف، وتزايد خطورة تحورهما.
واستغرب استمرار الاجراءات الحكومية المستمرة في تشديد شعائر الحج والعمرة، ودخول المدارس والجامعات، في أن تبقي الإجراءات نفسها ساكنة وسلبية تجاه التجمعات بوسائل المواصلات، وأماكن العمل بالمصالح الحكومية والخاصة، والعشوائيات، وتجمعات الشرطة والقوات المسلحة.
تطعيمات جماعية بالصين
إلى هذا، أعلن وزير الصحة الصينى شين تشو، أمس، أن بلاده أصدرت إعلاناً عن البدء فى عملية التطعيم الجماعى بلقاح محلى مضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير، لتصبح الصين أول دولة فى العالم تطعّم مواطنيها بلقاح مضاد للفيروس، وقال الوزير الصينى إن العقار الجديد سمحت بتداوله إدارة الأغذية والعقاقير الصينية بعدما ثبتت سلامته وفاعليته.