هذه رسالة إلي الأخ والصديق الشيخ خالد الجندي عزيز الشيخ خالد الجندي أنت قبل غيرك تعلم جيدا أن التعصب لدي ممقوت ومرفوض. وتعلم قبل غيرك اننا نتناقش في أمور الحياة والدين علي موجة واحدة. وكم جمعتني بك حوارات مرئية علي الهواء مباشرة سواء في الأوروبت في "القاهرة اليوم" أو في "البيت بيتك" في تليفزيون مصر. وكانت حواراتنا مريحة وساخنة. وكنت انت فصيح اللسان عن منطق. ودائما أراك ذكيا في اجاباتك لأنك تملك أدواتك وهي علم ودين وقدرة علي التعبير. والانطباع الذي تتركه في نفسي هو جرأتك المحسوبة حتي وأنا أسألك ذات مرة عن الفنانة شاكيرا التي زارت مصر وأدت استعراضاتها عند سفح الهرم. وقد وصفت لي شاكيرا يومئذ بأنها (عاهرة) وأردت أن تراجع نفسك أمام مشاهديك فقلت انها (فنانة) ولكنك أكدت وجهة نظرك رغم علمك بأن شاكيرا ولا يهمني أمرها تجمع مالا لاغراض إنسانية اظنها للأطفال المعاقين ذهنيا. ما علينا! أنت داعية إسلامي صاحب رؤية وتفتح وحين أراك علي الشاشات تفسر بعض الظواهر أشعر ب "عصرية" الرأي والحجة. لكني يا شيخ خالد رأيتك علي شاشة من الشاشات تتكلم وأمامك مذيع فاضل بلحية صغيرة عن بابا الفاتيكان الذي زار الأردن، ثم زار البقاع المقدسة. لاحظت وأنت تتكلم عنه أنك تبدو غير متذكر لاسمه وقلت في معرض تصغيره (اسمه إيه ده؟!) لولا أن المذيع الفاضل قال لك إنه بندكس السادس عشر. وأعلم علم اليقين أنك تعرف اسمه وفصله وكل ما يحيط به من معلومات لأنك قارئ جيد ولكن عبارة (اسمه إيه ده) جعلتني اضطر لعتابك بأنك لم تكن صائبا في اختيار كلماتك. إننا معشر الكتاب والصحفيين والمذيعين إذا اردنا الاهانة لأحد قلنا (اسمه إيه ده) وكاننا نسينا اسمه! عبارتك ياشيخ خالد وأنت رجل دين مسلم يؤمن بسماحة الإسلام عن بابا الفاتيكان الذي يمثل مليار كاثوليكي علي ظهر الكرة الأرضية كانت مسيئة له وغير حضارية، ربما قال بابا الفاتيكان كلاما أساء إلي الإسلام. حسنا، لكن حضاريا يا شيخ خالد ومن حججك ليكون حوارك معبرا عن أدب الحوار في الإسلام الذي تعلمناه علي يد د. أحمد كمال أبوالمجد. وقد قلت لنفسي وأنا أشاهدك: يملك الشيخ أن يهزم البابا بالعقل والمنطق. ويملك الشيخ أن يضع البابا الكاثوليكي بفكر الإسلام المستنير. فالغرب يا شيخ خالد أي حاجة شديدة ليعرف الإسلام الصحيح، إسلام الدولة المدنية، إسلام التحضر.. مرة أخري، أنت قبل غيرك تعلم أن التعصب ممقوت عندي واني مصري قبل أن أكون قبطيا.. وخطابي هذا يفيد قيمة مهمة هي فريضة غائبة احيانا. وهي توقير رجال الدين. أيا كان هذا الدين. وتقبل تحيات أخيك المصري القبطي الأرثوذكسي.