فيما يؤكد المقولة الشهيرة "وقوع البلاء خير من انتظاره" تصاعدت أزمة انفلونزا الخنازير محليا سواء للتأثير الاقتصادي السلبي بسبب حالات البطالة التي تهدد 50 ألف عامل يعملون في جمع القمامة وتربية الخنازير أو بسبب ارتفاع أسعار اللحوم والأسماك أو للتراجع المستمر في أعداد السياح الوافدين إلي مصر لحالة القلق التي سادت العالم. الاجراءات التي تتخذها الحكومة المصرية أو الحزب الوطني للتصدي للفيروس قد تكون دليلا علي استيعاب درس انفلونزا الطيور التي توطن فيروسها محليا. من جانبه أكد جمال مبارك الأمين العام المساعد أمين السياسات بالحزب الوطني علي دور الحزب في دعم جهود الحكومة لمواجهة المرض والمشاركة الفعالة في توعية المواطنين بالمعلومات الأساسية عن المرض والسلوكيات التي يجب اتباعها للوقاية منه. واشار في اجتماع اللجنة التي شكلتها هيئة مكتب الحزب برئاسته لمتابعة تنفيذ خطة التحرك الحزبي: أن مصر آمنة تماماً ولم يتم اكتشاف أي حالة مصابة بهذا المرض حتي الآن وأن ذلك يتطلب استمرار حالة التأهب والانضباط والتعاون الكامل بين الحزب والحكومة حتي انتهاء هذه الأزمة والاستعداد لأي تطور مستقبلي. وتشمل خطة الحزب القيام بحملة قومية للتوعية باخطار المرض من خلال النشرات والمطبوعات والملصقات والاجتماعات. وناقش اجتماع اللجنة أيضا الاجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة والهيئات الحكومية الاخري للتعامل مع الموقف. شارك في الاجتماع د.حاتم الجبلي وزير الصحة والمهندس أحمد عز أمين التنظيم ود.علي الدين هلال أمين الإعلام ورئيس لجنة الصحة بالشعب والشوري وأعضاء الأمانة العامة. وأكد الدكتور مجدي راضي المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء أن الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء يتلقي تقريرا يوميا حول موقف انفلونزا الخنازير واشار إلي أن التقرير الذي تلقاه رئيس الوزراء مساء السبت الماضي أكد عدم وجود اصابات بشرية سواء بين المواطنين أو الوافدين. وأوضح التقرير انه لا توجد كذلك حالات اصابة حيوانية، كما أشار إلي أنه تم ذبح واعدام نحو 22 ألف رأس خنزير من بين 165 ألف خنزير موجودة في مصر. واكد التقرير ان هناك 3392 حالة اصابة بشر مؤكدة في العام في 29 دولة تتركز في المكسيك وأمريكا وكندا واسبانيا وبريطانيا. علي جانب آخر تمكن المسئولون في محافظة الجيزة من التوصل إلي حلول وسط مع اصحاب حظائر الخنازير بشأن قيمة التعويضات التي كانت قد أقرتها المحافظة لهم، حيث تم الاتفاق علي منحهم ما قيمته 4 آلاف جنيه للطن، بعد ان كانوا يطالبون ب 8 آلاف جنيه للطن عن قيمة ما يذبح ويعدم من الخنازير ويبلغ اجماليها بالمحافظة 35 ألف خنزير تتركز في 318 حظيرة بمنطقتي أرض اللواء، والعجوزة كما تمكنت المحافظة من توفير ثلاجات تابعة للقوات المسلحة لتخزين اللحوم المذبوحة بعد ان رفضت شركة مصر للتبريدات بالهرم تخزين اللحوم لديها وكما أن ثلاجات القطاع الخاص لا تستوعب سوي 20 طناً فقط. وقال عيد برنابة رئيس لجنة الأزمات بالمجلس المحلي لمحافظة الجيزة ان المحافظة وعدت أصحاب حظائر الخنازير والعاملين بها علي توفير فرص عمل لهم، وذلك بتخصيص مربع معين لكل واحد منهم داخل المحافظة لتجميع القمامة. أكد برنابة ان ما سيتم اعدامه من الخنازير يصل نسبته إلي 70% من اجمالي عدد الخنازير حيث يتم تصفيه الخنازير قبل وبعد ذبحها ويتم الابقاء فقط علي الخنازير الصالحة الخالية من أي ديدان. وأثني برنابة علي محافظة 6 أكتوبر في تعاملها مع أزمة الخنازير بمنتهي الحسم والسرعة في سياق حديثه عن كيفية التعامل مع نفس الأزمة في محافظة الجيزة، مشيرا إلي أنه تم اعدام قرابة 55% من اجمالي عدد الخنازير بمحافظة 6 أكتوبر البالغ 17 ألف خنزير موزعة علي 120 حظيرة وتم القيام بتعويض المربين بمنتهي السرعة. وفي سؤال حول ما قيل عن تخصيص منطقة جديدة لتربية الخنازير بعد التخلص من الاجيال الحالية أشار رئيس لجنة الأزمات إلي انه كان قد تقرر تخصيص مساحة 338 فدانا بشرق منطقة 15 مايو بمحافظة حلوان لهذا الغرض إلا أنه قد قوبل بالرفض من نواب مجلس الشعب عن هذه الدائرة وقد طالبوا بضرورة ان يتم ذلك خارج الكتلة السكنية تماما، مشيرا إلي أن اصحاب الحظائر يفضلون ان يكون لكل محافظة حظائرها الخاصة بها لتوفير تكلفة نقل القمامة من أرض اللواء إلي 15 مايو. أشار الدكتور سيد جاد المولي مدير مديرية الطب البيطري بالجيزة إلي أن المحافظة بصدد اقامة مجزر خاص بالخنازير بالمنيب وتوفير المعدات اللازمة لعمليات الذبح، حيث تتحمل المحافظة تكلفة نقل الخنازير إلي مجزر العامرية بالاسكندرية، مشيرا إلي ان مندوبين من الطب البيطري سيرافقون السيارات المحملة بالخنازير من بداية طريق مصر اسكندرية الصحراوي حتي المجزر لضمان اتمام عمليات الذبح بأمان كامل.