طالبت لجنة الهندسة الوراثية بالمجالس القومية المتخصصة خلال اجتماعها الذي عقد مؤخرا بإنشاء اقسام متخصصة في النانوتكنولوجي بكليات الطب والهندسة والزراعة والعلوم، علاوة علي ادخال هذا العلم بمدارس الثانوي ومرحلة ما قبل التعليم الجامعي باعتباره السبيل إلي التقدم العلمي والاقتصادي وباعتباره وسيلة لتطوير العديد من الصناعات. هذه المطالبة دفعتنا للتساؤل عن مدي قدرتنا علي تحقيقها في ظل غياب الكوادر المؤهلة لتدريس هذا العلم بالمدارس والجامعات نظرا لقلة أعداد المتخصصين بهذا المجال الحيوي. وأيضا في ظل عدم تواجد الأجهزة والإمكانيات المؤهلة لتدريسه إلي جانب المستويات التعليمية في مصر من ناحية التكدس "العددي" وما يمثله ذلك من عائق أمام قدرة الطلاب علي استيعاب وفهم المواد الدراسية.. وضعنا هذه التساؤلات أمام أصحاب الاقتراح وناقشنا الخبراء والعلماء المهتمين بهذا الشأن. د. محمود شرباشي الأستاذ بهيئة الطاقة الذرية وعضو المجالس القومية المتخصصة وأحد الذين قاموا بإعداد التقرير الذي أوصي بتدريس "النانوتكنولوجي" يوضح أن مطالبتهم بتدريس هذا العلم في المدارس الثانوية والكليات جاءت ضمن العديد من التوصيات الأخري التي طالبت بها لجنة الهندسة الوراثية بهدف ارساء وتعميق علم النانو وايجاد علماء يتبنون التكنولوجيات الحديثة. مشيرا إلي أن اللجنة أوصت أيضا بضرورة قيام الدولة بتوفير التمويل الكافي لتنفيذ الخطط العلمية لهذه التكنولوجيات التي تحقق للمواطن المصري طموحاته، ويضيف د. شرباشي ان اللجنة أكدت علي ضرورة اعتبار هذا المشروع مشروعا قوميا يمكن أن تدخل به مصر القرن الحادي والعشرين مشيرا إلي أن اللجنة طالبت أيضا بضرورة فتح قنوات للتعاون مع العلماء العرب والأجانب والمراكز البحثية الأجنبية في مجال النانوتكنولوجي واستدعاء بعض الباحثين الأجانب المتخصصين للاستفادة من خبراتهم ويستطرد د. شرباشي قائلا: اللجنة أكدت أيضا علي أهمية دور الدولة في تدعيم معامل الأبحاث بالأجهزة العلمية، و ويوضح د. شرباشي ان اقتراح اللجنة بتدريس النانو تكنولوجي جاء بهدف إعطاء فكرة عن هذا العلم للطلبة لكي يكونوا علي دراية وإلمام ولو بقدر بسيط بالتكنولوجيا المعاصرة، بمعني أنه يتم اعطاء معلومات نظرية وغير معقدة لطالب الثانوي.. أما الجامعات فلابد من وجود أقسام متخصصة بها لهذا العلم مثل غيره من التخصصات الأخري كالهندسة الكيماوية والكهربائية وغيرها، وعن التخوف من غياب الكوادر المؤهلة لتدريس هذا العلم يري د. شرباش أن هذه مشكلة يمكن التغلب عليها من خلال رفع كفاءة مدرس الثانوي بإعطائهم دورات تدريبية لنقل معلومات بسيطة عن "النانوتكنولوجي" أما الجامعات فإنه يجب مع إنشاء الاقسام المتخصصة بها أن يتم ارسال الطلبة المتميزين للخارج للدراسة علي أيدي المتخصصين في هذا المجال وعودتهم بعد ذلك لنقل تلك الخبرات لمصر ومن ثم توسيع قاعدة الملمين بهذا العلم المهم. ويضيف د. شرباشي أن الدول تتسابق في الاهتمام والانفاق علي علم النانوتكنولوجي كأحد التكنولوجيات المهمة حاليا حتي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تنفق 3.7 مليار دولار سنوياً علي هذا الأمر من خلال الهيئة التي تتواجد لديها تحت مسمي "الهيئة القومية للتقنيات النانومترية" وكذلك تقوم اليابان بتخصيص اعتماد سنوي قدره 750 مليون دولار لتلك الهيئة المتواجدة بالولاياتالمتحدة للاستفادة بها كما تخصص الصين 18.3% من ميزانياتها لهذا الشأن، ويعتمد الاتحاد الأوروبي 1.2 مليار دولارأمريكي لنفس الغرض. ويؤكد د. شرباشي علي أن الاهتمام بهذا العلم سيؤدي لتوفير المليارات التي يتم انفاقها في استيراد كثير من المواد والمنتجات وذلك لأن استخدام النانوتكنولوجي سيسهم في تصنيع الكثير من المنتجات بالداخل. ويقول الدكتور منير الجنزوري الاستاذ بكلية العلوم بجامعة عين شمس وعضو شعبة الهندسة الوراثية بالمجالس القومية المتخصصة وأحد من شاركوا باعداد التقرير. إن ادخال هذا العلم مطلوب بشدة للحاق بركب السباق العالمي في هذا المجال الحيوي والمهم. ويكشف أن هذه الخطوة تتطلب قبل البدء في إنشاء اقسام متخصصة بالجامعات إرسال عدد من الطلبة إلي الخارج لكي يتعلموا أصول النانوتكنولوجي،ولكي يتمكنوا بعد عودتهم من إعداد كوادر أخري تسهم في إيجاد قاعدة علمية تكون مؤهلة لدينا لتدريسه بالجامعات المصرية كأحد الفروع والاقسام المستقلة به وعن المدراس يقول د. الجنزوري إنه يجب التركيز علي تعليم الطلبة العلوم الأساسية من الرياضيات والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا بقدر رفيع المستوي قبل أن ندخلهم في تعليم النانوتكنولوجي كما يحدث حاليا بأي قسم آخر. ويضيف الجنزوري أن "النانو" يعد من العلوم المهمة جدا في جميع المجالات العلمية والصناعية والطبية والزراعية والهندسية والفضائية.