تقرير ريتشارد فوك مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان أدان الانتهاكات الإسرائيلية خلال العدوان الأخير علي قطاع غزة وسجله علي أنه جريمة حرب. الدمار الذي ألحقته إسرائيل بالقطاع كان مقصودا وليس مصادفة أن يقع كل هذا الدمار أو يسقط عدد كبير من القتلي والجرحي بلغ 1434 شهيدا معظمهم من النساء والأطفال كما بلغ عدد المصابين 5303 من المدنيين بينهم أيضا عدد كبير من النساء والاطفال وصل حسب التقديرات النهائية نحو 2434 طفلا وامرأة. نقول إن ادانة الأممالمتحدة لم تأت بجديد سوي أنها تجرأت علي تسجيل واقع ما حدث ووصفته الوصف الذي كانت إسرائيل حريصة علي أن يصل إلي الفلسطينيين في رسالة واضحة مفادها أن ردها علي استخدام الصواريخ من جانب الفصائل سيجابه بقسوة بالغة. اعترافات الجنود الاسرائيليين التي تناقلتها الأنباء عن العمليات التي قاموا بها تؤكد هي الأخري أن الأوامر لدي القوات المعتدية كانت صارمة بشأن ممارسة أكبر قدر من التدمير والقتل بغرض الردع واسكان الرعب في قلوب الفلسطينيين من نتائج أي اشتباك مع القوات الاسرائيلية. نفس السيناريو طبقته إسرائيل في جنوب لبنان ردا علي عملية اختطاف جنود قام بها حزب الله نظرا لانعدام فرص المواجهة المباشرة بين قوات نظامية في الجانب الاسرائيلي وعناصر ميلشيات تختفي بين السكان ولا تظهر إلا لتنفيذ عمليات خطف ثم تعاول الاختباء. هذا الاسلوب الذي يعرف بحرب العصابات واجه الجيوش النظامية في جميع المناطق التي جري فيها قتال من هذا النوع سبق أن حدث ذلك في أفغانستان في المواجهات النهائية لاسقاط حكم طالبان قبل نحو سبع سنوات وحدث ذلك في فيتنام في المواجهات الدامية بين القوات الأمريكية وبين فصائل الشماليين في الاحراش. لا تجد الجيوش النظامية أمامها إلا فرصة حرق الأرض بمن عليها لتدمير أماكن اختفاء واختباء المقاتلين وعناصر المقاومة. تزعم إسرائيل أنها كانت تنبه المدنيين لاخلاء منازلهم قبل القصف في الاحياء المستهدفة والتي يظن قادة القوات أن المقاتلين مختبئون فيها.. وهذا الزعم يؤكد هو الآخر أن سياسة القوات المهاجمة كانت هي مهاجمة المدنيين بعنف إذ لا يمكن عمليا التفرقة بين المدنيين وغيرهم في حرب غير متكافئة. الواقع المرير الذي أكده تقرير الأممالمتحدة ترفضه الولاياتالمتحدة في عهد الرئيس االأمريكي أوباما بزعم أنه أي التقرير غير متوازن بمعني أنه لا يشير إلي صواريخ المقاومة التي سقطت علي المدنيين الاسرائيليين. إدارة أوباما حتي اللحظة لم تغير من تناولها للموضوع بالاعتراف الواضح بأن الفلسطينيين لا يعتدون علي المدنيين الاسرائيليين ولكنهم يستحثون حكومة إسرائيل علي انهاء احتلال بلادهم.