لا توجد صحافة في العالم تنشر إعلانات الوفيات بالشكل الذي تنشر به في صحافتنا. فالصحف قد تنشر خبرا أو اعلانا عن وفاة احد الاشخاص وعن موعد تشييع جنازته واذا كان شخصا مهما او مشهورا أو له انجازات معينه فإنهم يتناولون سيرته الذاتية وما قدمه من عطاء وخدمات للمجتمع. اما في بعض صحافتنا فإنهم ينشرون نعيا للشخص المتوفي وقائمة طويلة ممتدة بأسماء اقاربه واقارب اقاربه وانسابه واصهاره، وربما جيرانه واصدقاؤه ايضا في سياق التفاخر والتباهي بعراقة العائلة التي ينتمي اليها المتوفي حتي وان كان هذا التفاخر في غير موضعه وفي الظرف غير المناسب! وتدفع عائلات المتوفي مقابل نشر هذه القائمة الاعلانية مبلغا كبيرا خرافيا قد يكون اهل المتوفي في حالات كثيرة احوج ما يكونون إليه ولكنه العناد والاصرار علي الوجاهة التي قد تكون زائفة في كثير من الاحيان. وفي بلد فيه الاوضاع الاقتصادية متفاقمة ونسبة البطالة متزايدة والناس تنتحر بسبب الفقر او تقتل اطفالها لعجزهم عن الانفاق عليهم فإن هذه الاموال الضخمة التي تنفق علي اعلانات الوفيات والتعازي يمكن التبرع بها في صندوق خاص للاعمال الخيرية ليكون بمثابة الصدقة الجارية التي تفيد المتوفي والتي قد تكون سببا في نيله الرحمة والمغفرة وحسن الخاتمة.. أن بعض اعلانات الوفيات والتعازي تأخذ الان شكلا استفزازيا قد يثير الحقد والكراهية ضد المتوفي وعائلته اكثر من كونها وسيلة لمشاطرة الاحزان والمواساة فقد اصبحت هذه الاعلانات تعبيرا عن المجتمع الجديد الذي يملك كل شيء ويعتقد ان له الافضلية حتي في خبر الموت..!! SEYEDELBABLY @HOTMAIL.COM