كان حديث الرئيس أوباما لقناة "العربية" الأول منذ توليه منصبه.. وقد انتقده الكثيرون سواء من حزبه الديمقراطي.. او الحزب الجمهوري بسبب اختياره لقناة أجنبية.. وليست أمريكية وهي بالنسبة لنا تعني الكثير.. وهي أيضا لفتة نرجو ان يتبعها بأفعال تزيل مخاوف العالم العربي من أمريكا. ومن هذه المقابلة التي أجرتها معه قناة "العربية" وبثتها في الاسبوع الماضي جاءت في ثناياها تأكيدات وتطلعات طموحة من جانب باراك ازاءكيفية تعامله مع بلدان العالمين العربي والإسلامي. تجلي ذلك عندما اشار اوباما إلي اهمية التعامل من اجل مصالح الناس العاديين الذين يعانون من الفقر وانعدام الفرص والتحدث معهم باحترام وليس فقط الترويج لمصالح الولاياتالمتحدة معلقا بالقول: انه في نهاية الأمر، فإن الناس سيحكمون علي بناء علي أعمالي، لا أقوالي وأقوال حكومتي". أوباما اضاف مهمتي هي ان اوضح للشعب الامريكي ان العالم الاسلامي يعج بالناس الاستثنائيين الذين يريدون ببساطة مجرد عيش حياتهم ورؤية اطفالهم يعيشون حياة أفضل، مهمتي بالنسبة إلي العالم الإسلامي هي أن اوضح لهم أن الامريكيين ليسوا أعداء لكم نحن نرتكب الاخطاء احيانا فنحن لسنا كاملين ولكن اذا نظرت إلي السجل التاريخي، كما تقول فإن أمريكا لم تولد كقوة مستعمرة، وان ذات الاحترام والشراكة التي كانت امريكا تقيمها مع العالم الاسلامي منذ وقت ليس ببعيد قبل 20 أو 30 سنة فليس هناك سبب بمنعنا من استعادة هذا ثانية واعتقد ان هذه ستكون مهمة لها قدر كبير من الاهمية. كلام الرئيس الأمريكي جميل ومثالي لكنه بعيد عما يحدث في واقعنا العربي المعاش والمكتظ بكثير من الألم والظلم سواء من "إسرائيل" التي قهرت ابناء غزة بأسلحة أمريكية محرمة أو الممارسات المنتهكة لحقوق الإنسان والحريات العامة في المنطقة العربية تحت ذرائع كثيرة والتي لو تم ذكرها، فإن ذلك بلاشك سيحتاج إلي صفحات وصفحات لن تكفي كتابتها في هذه السطور. رسالة أوباما الي العرب تختلف عن باقي رسائل الرؤساء الذين سبقوه كونها جاءت أكثر تهذيبا أقل حدية في وضع - للأسف - لن يستقيم في منطقة مثل الشرق الأوسط التي تسير في اتجاه مصالح أمريكا "الحيوية" التي قد تتعارض مع تطلعات الشعوب التي ملت الوهن وانتقاص الحقوق وكبت الحريات وقتل النفس وواقع لا يحترم كرامتها ولا انسانيتها إن هي طالبت بصون الحقوق الأساسية. السلام الحقيقي هو تحقيق معادلة كرامة وحقوق الإنسان العربي وهذا لا يتم إلا في حال مالت ادارة أوباما نحو مصالح الناس العاديين وهو حلم لا نتوقعه بقدر ما نتأمله.