علي الرغم من صعود جميع القطاعات بالبورصة الأسبوع الماضي إلا أن أسهم البنوك مازالت تتراجع ولن تعاود صعودها مرة أخري كما حدث في باقي الأسهم، حيث فضل العديد من المستثمرين الابتعاد عنها خاصة في ظل التخوف من تراجع أرباحها بعد الأزمة المالية العالمية الحالية. حيث فقدت أسهم البنوك ما بين 50 و70% من قيمتها السوقية خلال الأسابيع الماضية ورغم تراجع هذه الأسهم إلا أن إدارات البنوك لم تفعل أي شيء لدعم أسهمها كما حدث من إدارات الشركات الأخري التي أعلنت عن شراء أسهم خزينة. وأكد عدد من خبراء البورصة أن أسهم البنوك تبحث عن منقذ خاصة أن هناك تخوفا من استحواذ بعض المستثمرين الأجانب علي حصص في هذه البنوك بالأسعار الحالية. من جانبه يؤكد مصطفي الأشقر محلل أسواق المال أن أسهم البنوك وصلت إلي مستويات متدنية جدا كما حدث في باقي الاسهم مشيرا إلي أن باقي الاسهم عاودت ارتفاعها مرة أخري وعوضت جزءا من خسائرها وأسهم البنوك مازالت تتراجع ولم تعوض أي جزء من خسائرها، والمستثمرون لا يفضلون التعامل عليها في الوقت الحالي برغم أن أسعار بعض أسهم البنوك وصلت إلي مستويات لا تصدق فهل يصدق عقل أن سهم بنك كريدي إجريكول يتداول حاليا ب 9 جنيهات وهو صاحب مركز مالي قوي جدا ونفس الحال بالنسبة لسهم بنك الأهلي سوستيه جنرال والذي فقد أكثر من 50% من قيمته ويتداول ب 17جنيها. ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة لسهم بنك التمويل المصري السعودي الذي فقد حوالي 75% من قيمته ويتداول حاليا قرب 5 جنيهات. ويتعجب الأشقر من موقف إدارات البنوك ويطالبها بسرعة التدخل وشراء اسهم البنوك التابعة لها من السوق والتي من المؤكد أنها ستعاود ارتفاعها مرة أخري فالبنوك مطالبة بالقيام بدور صانع سوق علي أسهمها. ويضيف أن تقييمات غالبية أسهم البنوك بكل تأكيد أعلي من الأسعار التي تتداول بها حاليا، مشيرا إلي أن بعض المستثمرين العرب استحوذ علي حصة تقارب 10% من اسهم بنك التعمير والإسكان بأسعار متدنية جدا واستغل تراجع سهم البنك في السوق ورغم ذلك إدارة البنك تقف موقف المتفرج ولم تتدخل للحفاظ علي هيكل الملكية الحالي للبنك ويتفق مع الرأي السابق كريم الدربي منفذ عمليات بشركة بريمير لتداول الأوراق المالية ويؤكد أن أسهم البنوك مازالت تبحث عن منقذ فجميع أسهم البنوك تتحرك عكس السوق خلال الأسبوع الماضي وفقدت الكثير من قيمها السوقية. فبنك الوطني المصري الذي تم شراء أسهم البنك ب 76 جنيها لكل سهم يتداول حاليا قرب 35 جنيها ويفقد أكثر من 50% من قيمته السوقية. وسهم بنك قناة السويس يتداول ب 7 جنيهات وفقد أكثر من 75% من قيمته السوقية. ويضيف الدربي أن جميع العاملين بسوق الأوراق المالية كانوا يترقبون إعلان البنك التجاري الدولي عن نتائج أعماله والتي علي أساسها سيتحدد اتجاه قطاع البنوك، مشيرا إلي أن البنك التجاري الدولي حقق طفرة في نتائج أعماله ورغم ذلك أسهم البنك واصلت تراجعها وأغلق البنك علي 30،48 جنيه نهاية الأسبوع الماضي، وفي نفس الوقت أسهم باقي القطاع لم تتأثر بهذه الأخبار الايجابية وواصلت تراجعها نهاية الأسبوع الماضي. ويؤكد الدربي أن تراجع أسهم البنوك السبب الرئيسي فيه تخوف المستثمرين من هذا القطاع خاصة في ظل الشائعات التي تخرج كل يوم عن تعرض بعض البنوك لخسائر بسبب الأزمة العالمية. ويضيف أن إدارات البنوك لم تفعل أي شيء لدعم أسهم بنوكها كما حدث في باقي الشركات فالبنوك لديها سيولة عالية جدا ولديها محافظ استثمارية ورغم ذلك لم تدعم أسهمها. ويطالب الدربي بسرعة التحرك ودعم اسهم هذا القطاع الحيوي خاصة أن البنوك المصرية لم تتعرض لأي خسائر وجميع الودائع الموجودة بها مضمونة من البنك المركزي ولا يوجد أي تخوف خاصة أن استثمارات البنوك المصرية في الخارج قليلة ولذلك فالأزمة المالية العالمية لن تؤثر عليها إطلاقا. ويؤكد علاء حمدي - محلل أسواق المال - أن تراجع اسهم البنوك يرجع إلي عوامل نفسية تتعلق بتعاملات المستثمرين، مشيرا إلي أن الغالبية من المتعاملين في البورصة لا ينظرون ولا يتعاملون إطلاقا علي اسهم البنوك حاليا والسبب في ذلك أن العديد منهم يعتقد أن ميزانيات البنوك سوف تتأثر بالأزمة المالية العالمية وهذا لن يحدث لأن البنوك المصرية استثمارتها في الخارج ضعيفة جدا. ويطالب حمدي بضرورة تدخل إدارات البنوك لدعم أسهمها التي وصلت إلي مستويات ضعيفة فلا تعلن أن تعلق العديد من الشركات عن شراء أسهم خزينة ولم يعلن أي بنك عن شراء أي سهم خزينة وإدارات البنوك يجب أن تعلن عن سبب ذلك وتعلن التقييمات الحقيقية لأسعار اسهمها. ويضيف أنه في حالة إذا كانت القيم أعلي من الأسعار الحالية في السوق فإدارات البنوك مطالبة بالتدخل لحماية اسهمها.