طرح المؤتمر الخامس للحزب الوطني برنامج عمل يهدف لتحقيق اكتفاء ذاتي من الغذاء بنسبة 80% بنهاية عام 2020.. استند البرنامج المعلن لتحقيق هذا الهدف العمل علي رفع معدل النمو السنوي للناتج الزراعي من 3،6% إلي 5% سنويا وعلي توفير موارد مائية جديدة وجذب الأموال العربية للاستثمار الزراعي وتنشيط أداء قطاع الصناعات الغذائية. الخبراء من جانبهم انتقدوا بشدة أداء وزارة الزراعة وشككوا في امكانية تحقيق هذا الحلم في ظل السياسات الزراعية الحالية.. واقترحوا 10 محاور لتحقيق اكتفاء ذاتي من الغذاء وهي: تغيير السياسات الزراعية الحالية، وتطوير نظم الري لإتاحة 11 مليار متر مكعب إضافية من مياه الري وجذب الأموال العربية الهاربة من السوقين الأمريكي والأوروبي للاستثمار في الزراعة وتنشيط دور البنوك الزراعية وتقديم مستلزمات الإنتاج لمن يزرع الأرض وليس لصاحب الحيازة ومراجعة أداء جميع الشركات التي تعمل في توشكي والزامها ببرامج زمنية محددة ووضع خطة لتنمية الأراضي الزراعية بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي إلي جانب إتاحة أسواق جديدة أمام الصادرات الزراعية وتقديم التمويل الرخيص للقطاع الزراعي وقطاع الصناعات الغذائية. بداية أكد د. محمود العضيمي الأستاذ بكلية زراعة عين شمس ضرورة تحويل أطروحات الحزب الوطني التي أعلنها في مؤتمره الخامس إلي واقع ملموس، لكي تتمكن حكومة الحزب بالفعل من تحقيق اكتفاء ذاتي من السلع الغذائية الرئيسية بنسبة 80% ورفع معدل النمو السنوي للناتج الزراعي الذي مازال يدور حول ال 3%. ولفت الانتباه إلي أن تنفيذ برنامج الحزب والحكومة الخاصة بتحقيق اكتفاء ذاتي بنسبة 80% من الغذاء، وتحقيق فائض ضخم في الميزان التجاري للسلع الزراعية يتطلب تغيير السياسات الزراعية الحالية وتوفير موارد مائية جديدة مع ترشيد استخدامات المياه في أراضي الوادي القديم.. بما يضمن إتاحة أكثر من 11 مليار متر مكعب إضافية من مياه الري. وطالب العضيمي بضرورة جذب الأموال العربية الهاربة من السوق الأمريكي وتوجيه الاستثمارات الزراعية المتاحة إلي المناطق الجديدة بتوشكي وسيناء والعوينات والوادي الجديد الذي يمتلك خزانا عملاقا حسبما أعلن من المياه يكفي لزراعة مليون ونصف المليون فدان علي الأقل. وانتقد د. العضيمي بشدة المشروع الذي أعلنت عنه وزارة الزراعة مؤخرا والخاص بزراعة نحو مليوني فدان بالقمح والذرة في أوغندا من خلال الشركات المصرية الخاصة وأكد أن هذا التجربة في حال تنفيذها ستكون محفوفة بالمخاطر، وستواجهها صعوبات ومشاكل عديدة مرتبطة بشكل الملكية وبأساليب التمويل وبالاوضاع السياسية غير المستقرة في معظم الأحيان. الساحل الشمالي ونوه د. محمود العضيمي إلي أن الساحل الشمالي يوجد به حوالي 3 ملايين فدان صالحة للزراعة، وهناك مساحات أخري شاسعة حول ترعة السلام في سيناء مشيرا إلي أن هناك بالفعل حاليا في سيناء أكثر من 40 ألف فدان مزروعة بالقمح وتعطي إنتاجية عالية تزيد علي ال 15 أردبا للفدان. وألمح إلي أن حكومة الحزب الوطني لو أرادت حقا تنفيذ برنامجها الخاص بالأمن الغذائي، وتحقيق اكتفاء ذاتي من الغذاء بنسبة 80% خلال سنوات قليلة فيجب أن تعمل بجدية علي تغيير سياستها الزراعية الحالية وتحرص بشتي الطرق والوسائل علي جذب الأموال الخليجية الهاربة من الأزمة المالية العالمية.. وتوجيه جزء مهم منه للاستثمار الزراعي ولتنشيط الصناعات الغذائية. نظم الري ولفت العضيمي إلي أهمية أن تعمل الحكومة بجدية علي تطوير نظم الري في مصر ليعتمد بشكل أساسي علي نظم الري الجديدة الرش والتنقيط وعلي الاسراع في تنفيذ المشروع المعلن عنه لتطوير نظم الري في مصر والممول مبدئيا بقرض قيمته 40 مليون دولار.. وفي هذه الحالة ستتمكن حكومة الحزب الوطني من تنفيذ برنامجها وتوفير الموارد المائية المتاحة وزيادة المساحة المزروعة من 8،4 مليون فدان إلي 13 مليون فدان.