بعدما أعلن الخبراء عن عدم مخالفة المنتجع السياحي الذي يعمل سميح ساويرس علي تشييده بمنطقة اندرمات السويسرية الجبلية لقواعد المحافظة علي البيئة تقدم المشروع العملاق خطوة اخري نحو الامام حيث قدم سميح ساويرس قبل أيام طلبا للحكومة من أجل الحصول علي تراخيص مصحوبة بالتصاميم المعمارية لمشروع "القرية البيئية" والتي تضم مجموعة من الفنادق الفاخرة والأندية الرياضية وملعبا للجولف. وتعليقا علي هذه الخطوات قال ساويرس في حديث له مع توماس ستيف مندوب وكالة الأنباء السويسرية: انا سعيد جدا لانه آخر يوم لاستكمال الاجراءات القانونية لقد تقدمنا بجميع الوثائق المطلوبة للحصول علي الترخيص النهائي واضاف لقد قدمت الي اندرمات للبناء والتشييد وليس لوضع الخطط والتصاميم. والآن أمام المعترضين 30 يوما للاعتراض علي المشروع ورغم ان حكومة الكانتون التي تتبع اليه اندرمات لم تعلن موافقتها بعد فإن الاشغال في هذه القرية التي يقطنها 300.1 ساكن من المنتظر ان تبدأ خلال الأسابيع القليلة القادمة. ويعتقد سميح ساويرس ان تعطي السلطات المحلية موافقتها علي المشروع بحلول شهر نوفمبر القادم ما لم تكن هناك اعتراضات جدية من أطراف اخري وبحسب الخطة الموضوعة يتوقع ان يكون المنتجع جاهزا بحلول سنة 2014 مشيرا الي ان متابعة هذا المشروع استغرقت الي اليوم ما يزيد علي عشر سنوات ولما سئل ساويرس رأيه حول ايهما اطول فترة انتظار الموافقة علي بدء الاعمال في مصر أم في سويسرا؟ أجاب: في كل بلدان العالم تتم الأمور بشكل أيسر وأسرع مقارنة بما يحصل في سويسرا. لكنه استدرك قائلا: لكن العمل مع السلطات السويسرية شيء ممتاز وأضاف انه يحمل ساعة سويسرية فلا تكاد تتصور الي أي حد هي الدقة في معالجة الأمور وفي ضبط المواعيد وعمليات التخطيط وقال لكي أكون صادقا معكم في البداية كان ذلك يضايقني وكانت الاجراءات تبدو بالنسبة لي بطيئة جدا ولكن عندما تعودت علي هذا الإيقاع أصبح الأمر عاديا بالنسبة لي. ويهدف سميح من خلال مشروع اندرمات الي تشييد مركز سياحي متميز علي المستوي الأوروبي ولقي المشروع استحسانا لدي السكان المحليين الذين يأملون في أن يحقق دفعة قوية للوضع الاقتصادي في منطقة تشهد حالة من الكساد. وسيضم المنتجع نحو 600 غرفة فندقية و220 شقة و40 بيتا للضيافة بالاضافة الي 710 شقق سياحية. ولتبديد قلق المجموعات المدافعة عن البيئة يضع القائمون علي المشروع خططا للتزود بالطاقة الخالية من ثاني أكسيد الكربون حيث يسمح التزود بالكهرباء المستمد من مصادر الطاقة غير الاحفورية بقدر الامكان وسيطرة القائمين علي المشروع علي قطاع النقل بتشييد قرية نموذجية تختلف عن بقية القري السياحية. ويقول ساويرس الذي خصص مليار دولار امريكي أي ما يعادل 8.1 مليار فرنك سويسري للاستثمار في اندرمات انه اختار هذه المنطقة السياحية لانها كانت متاحة ولانها علي قدر كاف من الاتساع ولأن القرية صغيرة مما يسمح مستقبلا بتوحيد قسميها القديم والجديد في مقصد سياحي واحد. وهذه المنطقة بالنسبة له تختلف عن المقاصد السياحية الجبلية الأخري التي تتصف باتساعها والتي يقصدها عدد كبير من الزوار لكن الجميع يشتكي عند الذهاب اليها وكما يقول فقد تقرر ان يكون منتجعا سياحيا صغيرا حتي لا يشتكي الزوار من صعوبة الوصول اليه أو الاستفادة من خدماته. ولا يستهدف المشروع صنفا بعينه من الزوار حيث يقول سميح: نرحب بكل الأصناف لن يتحقق الهدف الذي نرغب إلا إذا تراوح زوار المنتجع من ممتطي سيارات رولس رويس الي راكبي الدراجات الهوائية. وتشير دراسة علمية حول النتائج الاقتصادية المرتقبة لهذا المشروع انجزتها المدرسة العليا المتخصصة في مدينة فينترتور الي انه سيدر ما قيمته 120 مليون فرنك سويسري "110 ملايين دولار" وسيوفر 2000 فرصة عمل جديدة ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر مع المركز السياحي المقبل. وسيشيد هذا المركز علي أرضية كانت مقرا لتدريبات الجيش السويسري واستضافت اندرمات ثكنة لوحدات النخبة في الجيش العاملة في الجبال وموقعا للتدريب علي الرماية وبينما كانت الثكنة مهيأة لاستقبال 1000 عنصر لم يتجاوز العدد في النهاية الستين جنديا.